بكل الوضوح
إلى رئيس مجلس الوزراء التوجيه وحده لا يكفي
عامر باشاب
{ جاء بـ(المجهر) ضمن الأخبار المهمة التي تصدرت صفحتها الأولى بالأمس أن مجلس الوزراء خلال اجتماعه الدوري يوم (الأحد) الماضي برئاسة رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” وجَّه بوضع إجراءات لترشيد الإنفاق الحكومي وتوجيه الموارد لزيادة الإنتاج وزيادة الصادر من أجل تحسين الميزان التجاري، بالإضافة إلى التركيز على القوى البشرية تدريباً وتأهيلاً.
{ حقاً بلادنا في هذه المرحلة بالذات وهي تعاني ما تعاني من الأزمات الاقتصادية المزمنة التي تحتاج لخبير ماهر لمعالجتها .
{ و(ترشيد الإنفاق الحكومي) يعتبر أول الوصفات العلاجية التي تساهم بفعالية في محاولات الخروج من الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها البلاد، لأننا ومن خلال عملية الترشيد يمكن توفير أموال طائلة لتمويل مشروعات التنمية الزراعية والصناعية التي تسعى الدولة لتنفيذها في جميع الولايات، وهذه المشروعات بدورها تساهم في إنعاش الاقتصاد وتحقيق الاستقرار المعيشي للمواطن بما يضمن له الحياة الكريمة خاصة فى ظل الارتفاع المستمر لأسعار السلع ورسوم الخدمات وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار الأمريكي رغم رفع أو إنهاء العقوبات الاقتصادية التي كانت (كانت) مفروضة على بلادنا.
{ ولكن نغمة ترشيد أو خفض الإنفاق الحكومي التي سمعناها مراراً وتكراراً تحتاج لخطوات تؤكد جدية الحكومة في تنفيذ برامج الإصلاح التي تبناها الحوار الوطني ولذلك وبكل الوضوح نقول للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، ـرئيس مجلس الوزراء القومي، (سعادتو بكري): التوجيه وحده لا يكفي. لأن تفعيل سياسة ترشيد أو خفض الإنفاق الحكومي يحتاج للعمل الجاد تحت شعار: ( قل ما تفعل وافعل ما تقول). وبعد الفعل الجاد يأتي الحرص على العمل بالمتابعة والرقابة المستمرة حتى نصل إلى مرحلة قطف الثمار.
{ وضوح أخير:
{ حقاً آن الأوان للقيادات العليا بالدولة والقائمين على أمر الوزارات والمسؤولين بالمؤسسات والهيئات الحكومية أن يتجرعوا الدواء المُر عبر خفض النفقات (الحوافز والنثريات والمخصصات) وغيرها من النفقات الحكومية في سبيل تعافي الاقتصاد ومن اجل راحة الشعب السوداني الذي عانى كثيراً وتجرع مرارة الأزمات وصبر بما فيه الكفاية على السياسات الاقتصادية الخاطئة، التي جعلتنا بدل أن ( نأكل من ما نزرع ونلبس من ما نصنع ) ننتظر الفرج القادم من أمريكا وأخواتها .!!
