رأي

عز الكلام

النقيب يستحق تكريماً مهيباً
ام وضاح
يعجبني في الإخوة المصريين أنهم يجيدون تماماً التسويق لناسم يعرفوا كيف يصنعوا منهم ولهم هالة من النجومية والعبقرية ويمنحونهم من الألقاب والمُسمَّيات ما يجعلهم وكأنهم أكثر تميزاً وتفرداً من البقية، يعني مثلاً روجوا “لنجيب محفوظ” حتى نال نوبل للآداب، وصفقوا وهتفوا “لزويل” حتى غنم هو الآخر بنوبل في الكيمياء، واسموا “أم كلثوم” سيدة الغناء العربي، رغماً عن أنف كل المغنيات الصادحات في كل بلاد العرب، واسموا “فاتن حمامة” سيدة الشاشة العربية، رغماً عن عباقرة السينما السورية
واللبنانية، وفي مجال الإعلام صدروا للرأي العام أسماء جعلوها من أيقونات الصحافة المقروءة والمشاهدة “كمصطفى أمين” و”علي أمين” و”مفيد فوزي” و”هيكل” و”أحمد رجب” وغيرها من الأسماء التي لا يقبلوا حتى المساس بها، وقلت الكلام ده ليه؟ لأننا بقصد أو من غير قصد لا نرفع من شأن كبارنا ونمنحهم ما يستحقوا من الاحتفال والاحتفاء والتكريم ومساحات الخلود في ذواكرنا، التي أصبحت للأسف هرمة وصدئة وأظنه عيب في حقنا أن تمر خمسينية عطاء إعلامي متواصل لرجل من كبار الصحفيين السودانيين، من غير أن يتذكر أحد أن يقيم سرادق التكريم للدكتور الصحفي الأستاذ  النقيب “محي الدين تيتاوي”.
الذي امتهن الصحافة منذ تخرجه في العام ١٩٧٠من جامعة أم درمان الإسلامية، حيث التحق بصحيفة (الأيام) وبعدها أسس صحيفة (الأسبوع)، رئيساً لمجلس إدارتها والرجل أسس صحيفة (الإنقاذ الوطني) التي حملت اسم ثورة الإنقاذ والمبشرة يومها بأهدافها ومرسخة لها بين جموع القراء والمثقفين والرجل أيضاً أسس (صحيفة الشمالية) وترأس تحريرها ورغم مشاغله الصحفية الكبيرة في مهنة يحترق ممتهنوها صباح مساء لم ينس الرجل واجبه الأكاديمي وعمل بالعديد من الجامعات السودانية أستاذاً وأستاذاً مشاركاً في كليات الإعلام، وفي خضم هذه المشاغل والمسؤوليات ترأس الدكتور “تيتاوي” الاتحاد العام للصحفيين السودانيين لدورتين متتاليتين، وترأس أيضاً اتحاد وسط وشرق أفريقيا لدورتين أبلى فيهما بلاءً حسناً وقدم النموذج للصحفي السوداني المحترم والكفء، وحقق أيضاً تميزاً في الملعب العربي وهو يتبوأ منصب نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب من العام ٢٠٠٩حتى العام ٢٠١٢، و”تيتاوي” كاتب صحفي من العيار الثقيل وقلم له صوت وإحساس ومقالاته تضئ بها صفحات الصحف التي عمل بها، وخلوني اذكر بعضاً منها، مما هو عالق في الذاكرة والوجدان كمقال الترابي الذي عرفته.. هل يتحقق الحلم.. وكيف يكون التحول الديمقراطي.. والفساد الفساد.. وهل تكفي أم جرس يا أمريكا .
تخيلوا أن رجل بهذه الهامة والقامة والمسيرة الطويلة المعطاءة التي امتدت لنصف قرن من الزمان، لا ادري كم من المرات احترق فيها تحت ضغط العمل الصحفي المرهق الذي ينخر في العضم والأعصاب لكنه ورغم ذلك ظل شامخاً مواصلاً بذات قوة الدفع الرباعي، لم يؤخره تحدٍ ولا عقبات ولا حتى السكري الذي هو واحد من مكتسبات مهنة البحث عن المتاعب بامتياز، فكيف بالله لا يكرم الرجل الذي عاصر حكومات مختلفة وشاهد وشارك في الهم الوطني، وكان واحداً من الموثقين له والمؤثرين فيه، نعم النقيب “تيتاوي” يستحق أن تكرم الخمسين عاماً التي قضاها في صاحبة الجلالة خصماً من رصيد حياته وأسرته وربما حتى لحظاته الخاصة الإنسانية كما كل البشر.
الدايره اقوله إن “تيتاوي” ليس ملكاً لجهة دون الأخرى ولا جماعة دون التانية، هو ابن السودان أجمع وابن الصحافة ووالد الكثير والكثير جداً من الصحفيين، فهل يلتقط اتحاد الصحفيين بقيادة الأخ “الصادق الرزيقي”، المبادرة بتكريم مهيب للسيد النقيب .
كلمة عزيزة
دايماً ظللت اقول إن الفنان “عاطف السماني” فنان مظلوم، ولم يجد حظه من الانتشار الذي تستحقه التجربة الفنية المحترمة، التي يقدمها
وهاهو يتألق في سهرة مائة دقيقة على قناة النيل الأزرق مقدماً كوتة من الأغنيات الجميلة ومتباهياً بصوته المميز.
كلمة اعز
ماهي نتائج اللجنة التي كونت لتقصي إخفاقات تلفزيون السودان، من قطع للكهرباء وغياب نشرة عشرة؟ أجيب ليكم الكبيرة ماهي أخبار لجنة التقصي مع الدبلوماسي صاحب القصة إياها؟ صحيح في بلدنا دي إذا سمعت عن تكوين لجنة، فأعلم أن الموضوع قبر ومشى لدرمة بي كرعينه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية