أخيره

"محجوب شريف".. شاعر ( الشعب حبيبي وشرياني) يترجل

ترجل عن سرج الوطن ظهر أمس شاعر الشعب «محجوب شريف» وصهلت الأغنيات برحيله المر.. وعزاه الشعب بحزنٍ بالغ.. وهو الذي كتب عن حاجيات الناس.. الغلابى والبسطاء قصائد تعيش بين الناس تخلد ذكراه كلما غُنيت أو قرأت.. ارتوت الأرض بدموع الأحزان وشهقت أرجاء الوطن حتى سمعنا أنينه المُر.. جموع.. تطلع من شقوق الأرض.. شجر متشابك الهامات. ويطلع حتى من قلب الحجر والصي الآلآف المدن قامات) فأحتشدت وهي تودع الشاعر الثائر المناضل بكلمات باكية مرددين (شهيد شهيد محجوب شريف.. شريف شريف.. محجوب شريف) يا والدة يا مريم أنا عندي زيك كم ياعامرة حنية..
وسيارة تحمل النحاس وعلى ظهرها شباب تبللوا بالدموع.. يحملون رايات (الحزب الشيوعي) مرددين أدبيات تمجد الحرية والسلام والعدالة وكل المعاني النبيلة التي كتبها الراحل في قصائده، وكان الهتاف الأبرز مستلهماً من إحدى قصائده وقد رددها له الناس في يوم شكره (لا خنتَّ لا سراق.. ماك الوليد العاق) (عاش متزن ونبيل زيو وزي أي سبيل).. حتى الشوارع والبيوت خرجت إلى ذلك الموكب حتى الإطفال يتسائلون لضخامة الموكب بينما يقول البعض لـ (مريم ومي.. تعالن جاي) وهن أصبن بالذهول ولم تنفجر الدموع من مآقيهن إلا أنهن لم يكتفين عن ترديد كلماته وهن يحملن الجثمان(الاسم الكامل إنسان.. الشعب الطيب والدي) وفي ذاكرتهن قصيدة (مريم ومي بنياتي.. وحشتني.. ولعبتن بي.. تحياتي تصحو أمامي أشواقاً مريم ومي تحياتي تصحو أمامي أشواقاً تهز النبض وتأتي عميقة من شعاب النوم الآقي الذكرى بتهاتي.. ولعل الذكرى تهاتي (مريم ومي) الآن وهن يودعن غمامتهن الغائبة.
بينما كنت زوجته (أميرة الجزولي) تردد: عبارة يا حليلو (محجوب ما انكسر) كأنها تسترجع كلماته (سلاماً يا أبو مريم ومي.. ثباتك شعلة في إيدي وبناتك خلي راسن فوق.. وحاشاك الكلام الني وحاتك ما انكسرنا وراك..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية