المطر (القطري) ومطر الدموع على شاعر الشعب
– 1 –
} الدعم الكبير الذي قدمه أمير “قطر” الشيخ “تميم بن حمد” للسودان يمثل دفعة كبيرة لاستقرار الاقتصاد السوداني خلال ما تبقى من هذا العام (2014).
} الـ(مليار دولار) تساوي نصيب (الحكومة المركزية) من عائدات صادر البترول لفترة تتراوح من (5) إلى (6) أشهر في أفضل حالات الإنتاج والأسعار في الأسواق العالمية (الرقم لا يتضمن نصيب حكومة الجنوب والولايات المنتجة للبترول حسب قسمة اتفاقية (نيفاشا) حيث لم يكن نصيب الجنوب يقل عن (150) مليون دولار (شهرياً) طوال الست سنوات الانتقالية).
} وإذا اعتبرنا أن حكومة السودان تجاوزت – (بأعوج.. بعديل) – الربع الأول من العام 2014م، فإن (المليار دولار) – إذا كان بإمكانها الصرف عليها – يمكنها أن تؤدي إلى استقرار الميزانية – دون حاجة إلى (تعديلات) كما كان يحدث في عهد الوزير “علي محمود” – حتى نهاية العام الجاري.
} وبالطبع فإن حكومة السودان، بعد انفصال (الجنوب)، لم تكن تجد نقداً (أجنبياً) يعادل (ربع) ما كانت تتحصل عليه من العام 2005 وحتى العام 2011..!! مما تسبب في حالة (انهيار) الجنيه السوداني، وارتفاع سعر صرف (الدولار) والعملات الأخرى مقابلة من (3) جنيهات إلى (8) جنيهات، خلال فترة زمنية وجيزة!!
} الدعم (القطري) المقدر، بلا شك، سيؤدي إلى (انهيار عكسي) في أسواق النقد الأجنبي من (الدولار) إلى (الريال القطري)، حيث سيعاود (الجنيه السوداني) الصعود، وربما تهبط أسعار (الدولار) و(اليورو) إلى مستويات (غير مسبوقة) خلال العامين المنصرمين، هذا إذا تم إحسان إدارة هذا (الاحتياطي النقدي)، ولم يتم صرفه ببذخ وعبثية على مشروعات غير ذات قيمة ومؤتمرات وتبرعات (داخلية) و(خارجية) بعيدة عن مسارات (الإنتاج).
} عضوا على هذا (المليار) بالنواجذ، فإنكم لم تحصلوا عليه (بالساهل)، كما أنه لم يأت في الوقت ذاته نتيجة مجهودات سياسية ودبلوماسية (خارقة)، بل هو ثمرة (تقاطعات) السياسة (الإقليمية)، في منطقة الشرق الأوسط..!! اختلف هؤلاء.. وأولئك فهطل على بلادنا المطر..
} اللهم أدم على بلادنا هطول المطر.. وأهدنا إلى سواء السبيل.. وافتح بصائر ولاة أمورنا ووزراء اقتصادنا ناحية مناطق الإنتاج.. الزراعة.. والمراعي.. المواشي.. والمصانع…
} شكراً الأمير الكريم “تميم بن حمد” شكراً “قطر”.. وفي انتظار (سحائب) أخوات “قطر”.. الكبار.. والصغار.
– 2 –
} رحل بالأمس (شاعر الشعب) العظيم المبدع المبجل “محجوب شريف”.. ففقدت بلادنا بفقده علامة بارزة على طريق الوطنية الحقة والتجرد النبيل..
} لم يكن “محجوب شريف” – شأنه شأن “وردي” و”حميد” و”مصطفى سيد أحمد” وآخر الكبار آخر الرجال المحترمين “هاشم صديق” – لم يكن ملكاً للحزب الشيوعي السوداني، ولا حصرياً على قبيلة (اليسار) محدودة العدد والأثر في بلادنا، بل هو ملك مشاع لكل الشعب السوداني، كلنا حفظنا أشعاره، ورددناها بيتاً بيتاً.. وحرفاً حرفاً.. نقطة.. وفتحة.. وكسرة.. وشولة.. كما نفعل مع الأستاذ “هاشم صديق”.. هنا في (المجهر) وفي غيرها.. على امتداد مساحات النشر المباح.
} هؤلاء من صلب هذا الشعب الكريم العزيز.. قيم وطنية سامية.. ورموز سامقة.. لم يتحزبوا يوماً في أشعارهم لم ينغلقوا في (مكاتب إعلام)، ولا (مكاتب سياسية)، ولا مقاعد (ناطقين رسميين) باسم الحزب الفلاني والكيان العلاني..
} “محجوب شريف” منا.. و”هاشم” و”حميد”.. وكل يغني بأشعارهم لليلاه.. وطناً.. ثورةً أو فتاة..!!
} ألا رحم الله شاعر الملايين “محجوب شريف” وتغمده بواسع رحمته بقدر رحمة مولاه..
} إنا لله وإنا إليه راجعون.