رأي

"جعفر الميرغني" في الخرطوم.. ماذا في الصندوق المغلق؟

بقلم – عادل عبده
هل تعرفون ما وراء زيارة السيد “جعفر الميرغني” عضو هيئة قيادة الاتحادي الأصل الذي يتواجد الآن في الخرطوم؟ فقد جاء في الأخبار أن السيد “جعفر” حضر حولية سيدي “المحجوب” بضاحية بيت المال في اليومين الماضيين، وأنه حضر اجتماعاً موسعاً بقيادة الحزب بجنينة السيد “علي” بالخرطوم، حيث طالب بعدم الالتفات إلى تحركات المخربين الذين يهاجمون قيادة الاتحادي الأصل وخطه الوطني، علاوة على ذلك نقل السيد “جعفر” تحيات والده السيد “محمد عثمان الميرغني” ورؤيته حول مسار الحزب في المرحلة القادمة للمجتمعين.
الزيارة جاءت بعد غياب عن الوطن امتد حوالي أربع سنوات، حيث جرت  في تلك الفترة أحداث كثيرة في أروقة الحزب الذي لا تكف حركاته عن الدوران وقد ظل السيد “جعفر” يرصد تلك التطورات والأحداث من مقر إقامته بلندن والقاهرة على مدار الساعة والدقيقة من خلال مجموعة حزبية متواجدة بالخرطوم ترصد بعيون الصقور الجوارح كل صغيرة وكبيرة تدور في الحزب .
زيارة السيد “جعفر” حملت في المظهر الخارجي المشاركة في الحولية والتفاكر حول أوضاع الحزب في حين يبقى السؤال المركزي.. ما وراء الزيارة من فصول تطورات ورسائل لم تظهر على السطح وبعبارة أوضح ماذا في الصندوق المغلق المرتبط بحضوره للخرطوم في هذا التوقيت؟
طبيعة “جعفر الميرغني” أنه رجل قليل الكلام يعمل في صمت ولا يحبذ الثرثرة والأحاديث الصاخبة ويميل إلى ترتيب الأشياء بدقة متناهية حتى يكون الإخراج ناجحاً وسليماً ومن هذا المنطلق ربما يجنح السيد “جعفر” إلى وضع مردود زيارته في صندوق مغلق لا يفتحه إلا عندما يحين الوقت المناسب لظهور ما بداخله!!
هنالك إرهاصات ومعطيات على السطح تؤطر إلى استنتاج ما بداخل الصندوق وربما تكون الأولوية التي وردت في خضم الزيارة تتمثل في دراسة الحسابات السياسية المتعلقة بحضور السيد “محمد عثمان الميرغني” المرتقب للخرطوم بعد مغادرته القاهرة إلى الأراضي المقدسة، فقد طال الانتظار لمجئ مولانا الأب الذي غاب عن البلاد منذ عام 2013م، والكثيرون يعلقون الآمال التفاؤلية حول حضوره للخرطوم لإصلاح حال الحزب الواقف على بوابة الذوبان والفوات التاريخي، ولا شك أن حضور مولانا الأب للخرطوم سوف يؤدي إلى نتائج مفصلية بشأن مستقبل الحزب على الخريطة السياسية.
ومن المتوقع أن يتفاكر “جعفر الميرغني” حول شكل المجموعة التي تقود سفينة الحزب في هذه المرحلة حتى قيام المؤتمر العام وذلك على خلفية المنطقة الرمادية التي انبثقت من صراع السيد “الحسن الميرغني” مع تيار أمبدة الذي يقوده الدكتور “طه علي البشير”، فمن الذي ترسى عليه هذه القيادة المؤقتة؟ وكيف تكون المعالجة المأمولة؟
وأيضاً من الأشياء الموجودة في ذهنية السيد “جعفر” تتمثل في كيفية التعامل مع مجموعة (أم دوم) التي يقودها الأستاذ “علي محمود حسنين” والسيد “تاج السر الميرغني”، وهل يصدر فرمان بفصل هذه المجموعة من الاتحادي الأصل؟ أم يتم التجاهل على تحركاتها وأجندتها على أساس أنها مجموعة راديكالية ثائرة يمكن أن تستفيد من أي قرار مضاد لها!
وقد لا تكون أجندة المؤتمر العام للحزب وإظهار موقف الاتحادي الأصل من ترشيح “البشير” لانتخابات 2020 من الأمور الموجودة في زيارة السيد “جعفر” باعتبار أن السيد “محمد عثمان الميرغني” يضع كلا الجندين في بوتقة محسوبة على سيناريوهات مرتبطة بحسابات كيمائية دقيقة، فهو يريد المؤتمر الوطني والتعامل مع ترشيح “البشير” لانتخابات 2020م من منطلق تقديرات مبنية على جدول الرياضيات وعوامل المناخ.
ما زال الاتحادي الأصل يحتاج إلى قوة دفع صاروخية تنطلق إلى الأمام حتى يستعيد ألقه ومجده القديم وما زالت الإصلاحات التي انطلقت من مكتب مولانا بالقاهرة بشأن معالجة منهج “الحسن” تحتاج إلى إكمال مشوارها حيث يوجد على رأس ذلك (معالجة أوضاع الذين دخلوا البرلمان وهم أصلاً يفتقرون إلى عضوية الاتحادي الأصل)!! فالتغيير المنشود والإصلاحات المأمولة تأتي بالعمل الدءوب والإجراءات الحسية على أرض الواقع.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية