ربع مقال
الجزيرة.. عيب عليكم يا هؤلاء..!!
خالد حسن لقمان
.. في تقديري أن أسوأ وجه لأزمة ولاية الجزيرة التي أصبحت حرباً صريحة بين والي الولاية “محمد طاهر إيلا” وأعضاء مجلس تشريعي الولاية وفريق من نواب حزب المؤتمر الوطني الحاكم.. إنها قد قدمت مشهداً سياسياً مؤسفاً أظهر مدى تخلف أدائنا السياسي كدولة بحكومتها وأجهزتها الرقابية والتنفيذية والسياسية الحزبية.. وهو أمر محزن مُذ أن ظهر هذا البلد رائداً في العمل السياسي المتقدم بفهمه الديمقراطي السليم.. بالله عليكم ألا نخجل جميعنا اليوم من ما يحدث في هذا الصراع وفي أذهاننا ما مارسناه من تجربة سياسية فذة حتى قبيل استقلاله 1956م.. يوم كانت الحكومة تحكم وتتحدث عن تفاصيل حكمها وأدائها والمعارضة تستمع والأخيرة تهدر وتزبد ويعلو صوتها والحكومة تستمع بهدوء وتستجيب بموضوعية أو ترفض بعقلانية؟!.. لماذا بدأنا نحن كل شيء ثم تراجعنا في كل شيء (من الأول في كل شيء إلى الطيش في كل شيء).. والي ولاية لديه أفكار ونوابه يعارضون أفكاره والطرفان من جانب واحد والحزب صامت بلا رؤية ولا بصيرة حتى قامت الدنيا ولم تقعد حتى أقعدها هذا الأخير بأضعف الطرق.. تعليق جلسات المجلس وتوجيه الجميع بالصمت وقفل الخلاف!!.. ما هذا؟!.. هل نمارس حكماً في دولة أم مباراة (دافوري) في فناء مدرسة ثانوية؟!.. يا هؤلاء دعوا الوالي يفكر كما شاء ودعوا مجلس شوراه يرفض ما يفكر فيه ولا تساعدوه لكي يفرض ما يريد بطرق غير شرعية.. وإن كانت لكم رؤية حزبية تجاه أمر فليتم تنسيقه وفقاً لأعراف الممارسة الديمقراطية السليمة دون ضغط على النواب أو حجر لما يرونه سليماً ودون أن يخرج هؤلاء من تفكير الحزب ورؤاه إن كانت لكم في الأصل رؤية.. دافوري يا خلق الله؟!.. عيب عليكم والله.