تقارير

في ختام مباحثات "البشير" و"سلفا كير".. حزمة اتفاقيات وارتياح متبادل

“البشير”: (البلدين ضربوا رأسهم بالحيطة ورجعوا الآن إلى الخيار الأفضل)
هناك جهات خارجية تحاول تقويض الاستقرار في البلدين بالمعلومات المغلوطة
“سلفا كير”: الحدود الآن مفتوحة بين البلدين بتأمينها سيستطيع مواطنو البلدين العبور في أمان
(ح نسجن أي زول يجيب لينا كلام عن الخرطوم)
الخرطوم- ميعاد مبارك
بدا التناغم واضحاً بين رئيس الجمهورية “عمر حسن البشير” ونظيره الجنوب سوداني “سلفا كير ميارديت” وتبادلا الدعابات مع الإعلام والحضور، أثناء ختام المباحثات بين البلدين، أمس (الخميس)، بالقصر الجمهوري وتوقيع اتفاقيات التعاون المشترك، بحضور الوزراء المعنيين وحشد كبير من الإعلاميين الذين تزاحموا في ممرات القصر الجمهوري.
الرئيسان أكدا حرصهما على أن يكون لقاؤهما في الخرطوم انطلاقة جديدة في مسيرة العلاقات بين البلدين، وتعهدا بالإشراف المباشر على تنفيذ الاتفاقيات الموقعة لإزالة أية عقبات.
{ علامة بارزة
أبدى رئيس الجمهورية سعادته بزيارة الرئيس “سلفا كير ميارديت” ووفده، وأكد خلال كلمته في ختام المباحثات بين البلدين: (ستكون هذه الزيارة علامة بارزة في العلاقة بين البلدين)، مشيراً إلى اتفاقه مع “سلفا كير” على رعاية المصالح والإشراف المباشر عليها والتواصل بينهما لإزالة العقبات التي تعترض العلاقة بين البلدين.
وقال البشير: (هناك إرادة سياسية قوية لدى الطرفين للمضي قدماً في هذه العلاقة، والجانبان جاهزان وحريصان على تنفيذ كل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في السابق والحاضر).
{ الفترات العصيبة
“البشير” قال إن البلدين دفعا ثمناً غالياً نتيجة الخلافات بينهما، مشيراً إلى مرور العلاقة بينهما بفترات عصيبة. وأضاف: (لقد ظلت الاتفاقيات معطلة نتيجة لعدم التنفيذ والبلدان دفعا ثمناً غالياً لذلك وضربوا رأسهم بالحيطة ورجعوا الآن إلى الخيار الأفضل والتعاون المشترك).
 رئيس الجمهورية أكد أن الخيار الأفضل للطرفين هو التعاون وأن تكون الحدود الفاصلة بين البلدين، التي تعدّ أطول حدود بين كليهما ودول جواره، حدوداً لتبادل المنافع والتواصل، مؤكداً أن وجود علاقات قوية يعزز الأنشطة والمصالح الاقتصادية للبلدين الموجودة التي يعززها التداخل القبلي.
{ الخرطوم تساند جوبا
 “البشير” أشار كذلك إلى وقوف السودان مع الجنوب في أيام المجاعة والحرب، قائلاً (عندما ساءت الأوضاع لجأ الجنوبيون إلى السودان ووجدوا الترحيب ولم يُعاملوا كنازحين). وأكمل: (قلت لسلفا كير: لقد تحدثت مع أحد الجنوبيين الذي تسلل من إثيوبيا إلى السودان رغم المخاطر وقال لي إنه لا يشعر في السودان أنه نازح إنما مواطن، وقال: أغلبية مواطني دولة جنوب السودان يعيشون في الحدود الشمالية وكذلك العكس بالنسبة للسودان).
{ المعارضون والحركات
وحول ضمان تنفيذ هذه الاتفاقيات أوضح الرئيس “البشير” أن الطرفين لديهما قناعة بأنهما دفعا ثمن تأخير تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينهما، وأن الخيار الأفضل لهما التعاون دون الالتفات إلى دعم التمرد.
كما أوضح رئيس الجمهورية خلال كلمته أن الطرفين اتفقا على عدم السماح بقيام الأنشطة السياسية والعسكرية ضد البلدين، مؤكداً أن السودان قدم للجنوب تجربته في عدم دعم حركات التمرد والمضي قدماً في الاتجاه الإيجابي مع جيرانه، مشيراً في هذا الخصوص إلى تجربة القوات المشتركة السودانية التشادية.
وفيما يلي دعم الحركات المسلحة والمعارضة قال رئيس الجمهورية: (لقد جربنا دعم حركات إثيوبيا وإريتريا وتشاد، الذي أدى إلى استنزاف وزعزعة الأمن والمواطنين واتخذنا قراراً بعدم دعم الحركات والسير في اتجاه إيجابي)، وأضاف: (صبرنا على تجاوزات الأطراف الأخرى حتى تأكدوا من تنفيذنا لما وعدنا به من حدود آمنة مستقرة بيننا وبين تلك الدول)، وقال إن بعض أفراد القبائل المشتركة بين السودان وتشاد يدعمون الخلاف بين البلدين من أجل مصالحهم الخاصة ويقومون بعمليات النهب، مشيراً في هذا الخصوص إلى تجربة القوات المشتركة السودانية التشادية ووصفها بالقوات المحايدة التي لا تميز بين مواطني البلدين، وأردف قائلاً: (والمجرم لا وطن له).
“البشير” تحدث خلال كلمته أيضاً عن من وصفهم بالمخربين قائلاً: (اتفقنا على منع تدخلات المخربين من الدولتين في علاقاتنا)، وأشار إلى بعض التدخلات الخارجية بالمعلومات المغلوطة لزعزعة الاستقرار، وأوضح أن السودان يستضيف مواطنين وسياسيين من الجنوب وأضاف: (العايز يعيش مافي مانع، لكن لن نسمح بأي نشاط عسكري أو معارض من داخل السودان ضد جوبا وكذلك الحكومة في جوبا تستضيف بعضاً من حركات دارفور والنيل الأزرق، وهنالك اتصال مباشر بين البلدين، ونحن نعرفهم جيداً)، وزاد: (أبو القدح بعرف وين يعض أخوه).
{ رعاية شخصية واتصال مباشر
“البشير” أكد اتفاقه مع “سلفا كير” على رعاية الاتفاقيات بشكل شخصي، وقال: إذا حدثت أي عقبة في التنفيذ سأتصل بسلفا كير مباشرة وهو سيفعل ذلك أيضاً).
{ النفط
وقال “البشير”: (لدينا كوادر ستذهب إلى دولة الجنوب لتشغيل المنشآت النفطية الجنوبية)، لافتاً إلى أنه بالرغم من أنها مملوكة للحكومة الجنوبية إلا أن هنالك مصالح اقتصادية مشتركة في هذا الصدد.
{ فتح الحدود
وفيما يتعلق بموعد فتح الحدود بين الدولتين أشار “البشير” إلى الاتفاق على فتح (11) معبراً بعد تحديد أماكن إنشاء الأجهزة المختصة، موضحاً أنها ستكون مرنة وقادرة على منع التحركات السالبة عبر الحدود. وزاد: (الحدود الآن مفتوحة ولكن الحكاية ما مضمونة، وقد يكون العبور غير آمن. ولقد فتحناها لتمرير الإغاثة). وتمنى “البشير” في ختام كلمته عوداً حميداً لـ”سلفا كير” إلى جوبا وليس إلى أي بلد آخر.
{ خارطة طريق
“سلفاكير” الذي كان يستمع بانتباه كبير لكلمة “البشير” مبتسماً تارة ومطرقاً أخرى، قال في كلمته إن بلاده ترغب في علاقات حسن جوار مع السودان، وأبدى تفاؤله بأن تحقق المباحثات المشتركة المرجو منها.
وأضاف الرئيس الجنوب سوداني: (اتفقنا على خارطة الطريق وأن نمضي قدماً ولن نتراجع أبداً)، وأكمل: (تعهدنا أنا والبشير برعاية الاتفاقات، وأول ما بدأت به أمس هو التهنئة برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية لأن هذا سيتيح لحكومة السودان  فرصاً استثمارية مهمة من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية، وسيستفيد من ذلك شعب السودان وجيرانه)، وقال “سلفا” إن هذا اللقاء سيمثل انطلاقة، وأضاف: (عندما اجتمعت مع فريقي صباح أمس وجهتهم بالتنفيذ فوراً خاصة في ملف الأمن ووجهتهم للتعلم من السودان لأن هنالك اختلافاً كبيراً بين السودان وتشاد، ولأنهم وجدوا حلولاً مشتركة) وأضاف: (نحن شعب واحد في دولتين ونريد العيش بسلام).
وأكد “كير” رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة السودانية التشادية في تأمين الحدود المشتركة، وذلك عن طريق إنشاء تجربة مماثلة على طول الحدود بين البلدين، وقال إن الحدود الآن مفتوحة بين البلدين، وإن التهديد يكمن في حاملي السلاح وعندما يقوم الجيش بتأمين الحدود سيستطيع مواطنو البلدين العبور بأمان ودون خوف.
وأوضح “سلفا كير” أنه اتفق مع رئيس الجمهورية على رعاية تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الخرطوم وجوبا وأضاف: (أنا على ثقة أننا سنجني ثمار هذه المباحثات لصالح شعبي البلدين). وعرج على الخلافات بين البلدين قائلاً: (كانت هنالك العديد من المشكلات تسبب في بعضها أصحاب المصالح)، مبيناً أن هناك مستفيدين من تأزيم العلاقات بين الخرطوم وجوبا، وقال إنهم يعملون على نقل الشائعات والأكاذيب لتضليل الخرطوم وجوبا من أجل المال (عشان يلقوا قروش، والشعبين المسكينين يلقوا الكوارث)، وزاد: (الكلام دا انتهى.. الزول البجي يقول لينا ما بنسمعو وبندخلو السجن).
“سلفاكير” قال مخاطباً الشعب السوداني: (نحن شعب واحد في دولتين، وهذه حقيقة، وأنا سعيد بالاستقبال والكرم وأتمنى للشعب السوداني الاستقرار والتقدم إلى الأمام). 
{ ضمان التنفيذ
قال “سلفا كير” إن ما سيضمن تنفيذ الاتفاقيات هذه المرة على عكس ما حدث سابقاً أن كل الأسباب التي منعت التنفيذ زالت، وجميع المسؤولين عن هذه الاتفاقات موجودون الآن.
{ البحث عن معارضين
وفيما يلي دعم المعارضة قال “كير”: (مافي حاجة زي دي أمشوا الجنوب وابحثوا عن المعارضة السودانية، لن تجدوها)، وتساءل: (لو جوا هناك ح نديهم شنو؟)، مشيراً إلى أنه لم يتم صرف مرتب ستة أشهر للحكومة الجنوبية، وأن الجيش هناك يمشي على قدميه (الجيش ماشي كداري)، وقال “سلفا” مستنكراً: (من أين لي بالعربات والأسلحة لدعم الحركات)، مشيراً إلى أن أصحاب المصالح يروجون لهذه الشائعات.
 وأكد الرئيس الجنوب سوداني قائلاً: (ما عندنا أي دعم لأي معارضة لدولة من دول الجوار)، وأضاف: (إذا كان هنالك اتهام من الممكن أن تتهم جوبا الخرطوم بأنها مصدر السلاح الذي يسبب المشاكل في الجنوب، إضافة إلى أن أغلبية المعارضة  موجودة في الخرطوم)، وقال: (إذا مكثت فترة أطول في الخرطوم سيأتي بعضهم لشتمي وآخرون لطلب المال)، واستطرد قائلاً إنهم سيعودون فيما بعد للجنوب.
{ الانقلابات
قال “كير” إن الانقلابات في الجنوب شأن خاص بجوبا وقد تحدث في أي دولة حتى السودان، وذلك لطمع البعض في السلطة، وأكمل: (في العام 1990 عاد مشار إلى الخرطوم  تاركاً الغابة ثم رجع إليها بعد 11 عاماً وتم استقباله من قبلنا، وفي العام 2013 قام بمحاولة انقلابية دامية، وفي 2015 قامت إيقاد بجمع الحكومة والمعارضة من أجل توقيع اتفاقية السلام، وبعدها رياك لم يعد إلى جوبا وفضل الحرب حتى تسقط الحكومة هناك).
 وزاد “كير” مستنكراً: (حتى لو جريت أو قتلوني مكاني ما بكون فاضي بلقى زول قد يكون أشرس يقالعه في السلطة)! وأكمل: (لقد استقبلنا مشار في العام 2016 ليشغل منصب نائب الرئيس وتم تشكيل حكومة انتقالية ولم نستطيع التحرك إلى الأمام).

{ تفاصيل انقلاب “مشار” على لسان الرئيس “سلفا”
روى “سلفا كير” في حديث تفاصيل انقلاب “مشار” عليه قائلاً: (في شهر يوليو عندما أردنا الاحتفال بعيد الاستقلال جاء مشار إلى القصر حاملاً مسدسه في جيبه “عشان يخت طلقة في رأسي” أثناء الاجتماع، ولكن لسوء حظه ما قدر يضربني واكتشف أن سلاحه قد فُقد) وأكمل مستنكراً: (مافي زول بمشي اجتماع رئاسي بكتيبة كاملة، وهذه الكتيبة التي جاءت برفقته قُضي عليها في أقل من ساعة واحدة)، واتهم “مشار” باللعب في الموارد البشرية، أما بقية الوزراء الذين يتبعون لـ”مشار” (استطعت أن أحميهم)، وزاد سلفاً: (دسيتهم زي جناي من حراس القصر وانتقامهم منهم.. أما مشار فمسكته بنفسي وأعطيته سيارتي المصفحة الخاصة وعندما عاد إلى منزله لم يأت لي وأخذ سيارتي معه) ووصف “مشار” بناكر الجميل (أخذ سيارتي ليعمل بها مشاكل معي)، وقال: (لو سمعتوا بمحاولة انقلابية هنالك الكثير من المواطنين والعسكريين دخلوا إلى الغابة وسموا أنفسهم جنرالات) وأكمل “كير” مستنكراً (أن يكونوا جنرالات وهم لا يفرقون بين صفا وانتباه وعناصرهم هي التي تقوم بالعرقلة).
{ البيان الختامي
البيان الختامي للمباحثات المشتركة بين البلدين، ذكر مجموع اتفاقيات التعاون المشترك التي وقعها الطرفان، منها اتفاق التعاون في المجال السياسي والعمل الخارجي، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تسريع تنفيذ اتفاق التعاون الموقع في 27-9-2012م، مؤكدين أهمية تسريع عمل المفوضية المشتركة للحدود واللجنة المشتركة لترسيم الحدود وصولاً لاستكمال توصيف وترسيم الحدود بين الدولتين.
واتفق الجانبان على أن اتفاق السلام الموقع في أديس أبابا في أغسطس 2015م هو الأساس الذي ينبغي أن تبنى عليه أية تسوية سياسية قادمة بجنوب السودان، وأكدا على الدور المحوري للاتحاد الأفريقي وإيقاد في تسوية النزاعات في القارة الأفريقية.
وأكد السودان استمراره في تنفيذ ما يليه من الاتفاق الثلاثي بينه وجنوب السودان وبرنامج الغذاء العالمي فيما يخص السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى جنوب السودان عبر أراضيه.
أما فيما يلي اتفاق التعاون العسكري والأمني والشرطي، فقد عقدت الآلية السياسية والأمنية المشتركة اجتماعاً قررت فيه تفعيل أعمالها وأعمال لجانها الفرعية. وقرر الاجتماع الشروع الفوري في إنشاء المنطقة الآمنة منزوعة السلاح وفقاً لمقررات اجتماع الآلية السياسية والأمنية في 14/10/2015م، ووجه الآلية المشتركة للمراقبة والتحقق واللجنة الأمنية المشتركة بمساعدة الاتحاد الأفريقي ويونسفا بالشروع الفوري في عمليات التحقق من إعادة الانتشار خارج المنطقة الآمنة منزوعة السلاح، والإبلاغ عن اتهامات أي من الطرفين بتجاوزات للطرف الآخر على طول المنطقة الآمنة منزوعة السلاح وفقاً للمعايير المتفق عليها.
وأجاز الاجتماع البدء في المرحلة الأولى لافتتاح المعابر الحدودية، على أن يكون ذلك بعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة التي ستقوم بها اللجنة الفنية المشتركة للمعابر الحدودية.
وأقر الاجتماع تطبيق القرارات التي توصل إليها اجتماعا الآلية السياسية والأمنية المشتركة في 5/6/2012م بالخرطوم و15/5/2017م بأديس أبابا.
التزم الجانبان بتطبيق ما توصل إليه اجتماعهما خلال شهر من تاريخه أو في موعد أقصاه 13/12/2017م، ذلك تحسباً لأي تأخير.
تم التوقيع على محضر الاجتماعات بين مدير عام الشرطة بجمهورية السودان والمفتش العام للشرطة بجمهورية جنوب السودان.
ومن الاتفاقات الموقعة أيضاً اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والنفطي، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الجوانب الاقتصادية والتجارية والنفطية عبر استعادة الإنتاج بحقول ولاية الوحدة وإتمام الوثائق اللازمة لذلك، وإمداد حقول جنوب السودان المنتجة بالمواد والمعدات المشغلة عبر ميناء بورتسودان، ووضع آليات لتسوية الاستحقاقات القائمة وفق اتفاق النفط والمسائل الاقتصادية ذات الصلة.
واتفق الجانبان أيضاً على توفير فرص التدريب والتأهيل لمنسوبي دولة جنوب السودان في المجالات التي يتم الاتفاق عليها، ووضع الترتيبات لدفع استحقاقات المعاشيين الذين عملوا في القطاع الحكومي قبل الانفصال.
والتزمت حكومة جمهورية جنوب السودان بسداد ديون السودان على جنوب السودان (المرتبة بمتأخرات النفط وTFA)، وأكدت بذل أقصى مساعيها لاسترجاع كل الممتلكات الخاصة بالسودانيين بجمهورية جنوب السودان.
واتفق الجانبان على السعي المشترك مع المؤسسات الإقليمية والدولية لتمويل المشروعات الإقليمية المشتركة.
ومن الاتفاقيات التي وقعها الطرفان أيضا اتفاق التعاون الإعلامي.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية