نقاط في سطور
من يستمع لأحاديث المسؤولين في الوسائط الإعلامية عن سودان ما بعد رفع العقوبات ينتابه إحساس بأن المسؤولين يتحدثون عن وطن آخر.. وعن بلدٍ غير التي نعيشها في أرض الواقع.. وطن أحلام المسؤولين تدفقت خبراته ويتزاحم في أبواب سفارات البلاد بالخارج المستثمرون من كل قارات الدنيا للفوز بجنة الله في أرض النيلين.. وسودان المسؤولين الحالمين انتهت فيه حرب دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وسكتت أصوات البنادق للأبد وحققت حكومة الوفاق أمنيات وتطلعات الشعب في الرفاهية والعيش الكريم.. لكن سودان الواقع غلاء فاحش وارتفاع في سعر الدولار رغم حملات القبض والاعتقالات.. وتدن مريع في الخدمات.. لدرجت حكومة مثل ولاية الخرطوم هي أغنى ولايات السودان كل طموحاتها زيرو كوش وزيرو حفر وزيرو عطش.. فهل أصبحت كل أحلامنا أصفار فقط.. أين الخطة الثلاثية والخماسية بل أين برنامج الرئيس الانتخابي الذي فاز به في آخر استحقاق شعبي؟
بدأ فريق الكرة بنادي الهلال ينزف نقاطاً في آخر أسابيع بطولة الدوري الممتاز وما بين عطبرة وأم درمان خسر الهلال أربع نقاط وضعته في حافة فقدان البطولة، لأن قطار المريخ الذي يمضي بسرعة مائة وخمسين كيلو متراً في الساعة لن يتوقف قريباً. ومباراة القمة التي يفترض أن تلعب في الأسابيع القادمة من شأنها حسم البطولة والهلال بفريقه الحالي غير مؤهل للصمود في وجه قطار المريخ السريع.. والهلال الذي سكن جسده المرض وتكاثرت عليه المحن لن يشفى إلا إذا عاد للهلال بريقه وأبناؤه وأسند أمر التسجيلات للمدربين وتم إبعاد السماسرة وأصدقاء رئيس النادي.. كان الأمل في “سعد العمدة” لتغيير الواقع البائس ولكن “العمدة” تعرض الآن لحرب خفية وهو غير قادر على تغيير مفاهيم “الكاردينال” التي جاءت بلاعبين لا يشبهون الهلال أمثال “إبراهومة” و”أبو ستة” و”شيبوب” و”جابسون” و”أوكرا”.. فمتى يخرج الهلال من محنته الراهنة؟.
بعد أن تدخل الفريق “بكري حسن صالح” وأرجأ مناقشة قانون الصحافة لمدة شهر بعد أن حاولت بعض مراكز القوى في الحكومة تمرير القانون واستخدم د.”أحمد بلال عثمان” وزير الإعلام مهارته وبراعته السياسية في تمرير القانون من خلال قراءة أرقام المواد التي طرأ عليها التعديل دون قراءة النص المعدل والنص الجديد لإخفاء سوءات التعديلات، ولكن براعة وزير الإعلام وخبراته لم تنطلِ على وزير مثل د.”موسى كرامة” الذي ناهض إجازة القانون في جلسة واحدة قبل أن يطلع عليه الوزراء جيداً وقد أثبت الفريق “بكري حسن صالح” رئيس الوزراء، أهليته بالموقع الرفيع وهو يقف مع إرجاء إجازة القانون، بل طالب بعرض التعديل على الصحافيين ليقولوا كلمتهم.. فهل يتولى هذه المهمة الاتحاد أم الوزارة؟ أم مجلس الصحافة؟
هل تملك مجموعة من القيادات تسمى نفسها مجموعة أم دوم إعفاء السيد “محمد عثمان الميرغني” من رئاسة الحزب الاتحادي الديمقراطي وتعيين “علي محمود حسنين” بديلاً له؟ وهل “حسنين” الذي سقط في انتخابات 1986م، يمكن أن يصبح بديلاً للسيد “محمد عثمان الميرغني”؟ قليل من الموضوعية وكثير من العقلانية هو المطلوب كوصفة لعلاج مشاكل قلب الحزب الاتحادي الديمقراطي الكبير.