أخبار

رسالة ثانية للجنرال (2)

ملايين الجنوبيين في الخرطوم وود مدني والقضارف ودنقلا والضعين لاجئين ونازحين ينتظرون وصول “سلفاكير ميارديت” اليوم للخرطوم ويداعب هؤلاء أمل الاستقرار للسودان الشمالي والسوداني الجنوبي.. وكل أسباب عدم الاستقرار في الدولتين صنعت تحت قبعة الرئيس “سلفاكير”.. الذي يحرِّض قادة ما يسمى بالحركة الشعبية قطاع الشمال لشن الحرب والتمني بإسقاط النظام.. وحينما فشلت الحركة الشعبية في المهمة التي كلفت بها من الحكومة في جوبا.. لعبت مخابرات الجنوب لعبة الانقسام واستمالة المتطرِّفين النوبة من العنصريين الانفصاليين من أجل تقسيم السودان مرة أخرى، وهي مهمة لو ردت عليها الحكومة لتصدَّع الجنوب هو الآخر لثلاث دول جديدة.
خمس سنوات، والجنوب يتمادى في الإساءة للشمال والشماليين.. هنا يمتلك النوير والدينكا والشلك والباريا والأشولي.. المحلات التجارية في قلب الخرطوم العاصمة ويقتسم الملايين مع أخوتهم جرعة الماء.. وقطرة الدواء وحقنة الملاريا.. والمواصلات العامة.. الجنوبيون هنا لا تطاردهم أجهزة المخابرات ولا يقتلون على أساس الهوية.. ولا يسألهم أحداً عن بطاقات مفوَّضية اللاجئين. وفي جوبا التجار الشماليون يقتلون طمعاً في أموالهم.. وينهبون في رابعة النهار الأغر وتميِّز جوبا بين الشماليين المعارضين للخرطوم والشماليين غير المنشغلين بالسياسة.. ومليون دولار شهرياً، تذهب من خزانة جوبا كنثريات جيوب واستحقاقات إسكان للمعارضين من قادة الحركات المسلحة الذين يأكلون  ويشربون على حساب الإنسان الجنوبي.. أما عن الدعم العسكري الذي تقدِّمه حكومة الجنوب لكل من يحمل البندقية ويدَّعي القدرة على إسقاط النظام.
لقد فشلت سياسات الأذى المتبادل وفشلت جوبا في وكالتها عن آخرين لحرب الخرطوم.. فهل الزيارة التي تبدأ اليوم تمثل فتح صفحة جديدة في العلاقات أم تمادياً في سياسة (غشني ونغشك)، يبتسم “سلفاكير” في وجه “البشير” وضباط مخابراته يشرفون في تلك اللحظة على شحن الأسلحة لـ”عبد العزيز الحلو” لشن عمليات الصيف القادم.. وهل أيقنت القيادة في جوبا.. التي تمثلها أنت وحدك لا شريك له في قيادة الدولة والحزب أن مصلحة الجنوب في تحسين العلاقات مع الشمال؟. وبعض مفاتيح الأزمة الداخلية التي تعيشها جوبا بيد الخرطوم.. والتي هي على قناعة تامة بأن “عبد العزيز الحلو” و”جوزيف تكه” و”مالك عقار” وغيرهم لا يزالون ضباطاً في الجيش الذي أنت قائده العام.. وإذا شئت أحلتهم للتقاعد وإن شئت حملتهم على التصالح ووقف الحرب.
الخرطوم لم تتبدَّل ولم تتغيَّر.. كما عرفتها في صباك وأنت مغامر صغير من سلاح المظلات هي الخرطوم التي استقبلت د.”جون قرنق” يوم عودته الأخيرة وهتفت ترحيباً به و”سلفاكير” و”مالونق”.. و”رياك مشار” و”تعبان” و”باقان” و”جون قاي”.. ولم تبدِّل الخرطوم نظرتها أو تشح بوجهها بعيداً عن أبنائها مهما نالها من الكيد والجراح.. ورد الحسنة بالسيئة.. اليوم تفتح لك القلوب قبل القصور.. وتسبق كلمة مرحب وحبابك جلوسك على كرسي التفاوض والحوار لتبادل الرأي حول مستقبل علاقات الخرطوم وجوبا.

                                                   

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية