تقارير

تأكيداً لانفراد (المجهر).. المتهم بانتهاك عذرية الفتيات يمثل أمام المحكمة

تأجيل المحاكمة للشهر القادم بسبب امتحانات الفتاتين المتهمتين
محامي الدفاع يطلب سرية المحاكمة ويقدم نسخة من (المجهر) كمستند لحظر النشر
الخرطوم – محمد أزهري
كانت محكمة النظام العام بامتداد الدرجة الثالثة شرق الخرطوم صباح أمس، على غير العادة تعج بعدد كبير من قضايا (السكر) وبعض المتهمين في قضايا الدعارة وارتداء الأزياء الفاضحة، في خضم هذه الضجة كان قاضيها “أشرف عبد الوهاب” يتأهب لبدء أولى جلسات أخطر قضية شغلت الرأي العام الأسابيع المنصرمة، وأججت نيران مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتوقع أكثر المتفائلين حضور رجل الأعمال المتهم بانتهاك عذرية الفتيات إلى المحكمة ليشهد الجلسة المزمعة في الساعة العاشرة من صباح أمس (الإثنين)، لكن كان لـ(المجهر) رأي آخر رغم مضي وقت الجلسة بأكثر من ساعة، إذ أنها كانت توقن بأنه آتٍ بحسب معلومات موثوقة استقتها من مصادرها بأنه وصل فجر أمس، بدأت آمال الزملاء الصحفيين تتعزز في أنه لن يأتي كلما مضى الوقت، وعندما شارفت الساعة على الحادية عشرة وبضع دقائق كانت..
 المفاجأة !!
 دلف المتهم إلى قاعة المحكمة وهو يسرع الخطى من المدخل الرئيسي إلى بوابة القاعة، وكان لافتاً من حيث المظهر، فكان يرتدي بدلة سوداء بداخلها قميص أبيض ناصع البياض، وحذاء أسود، الرجل نحيف الجسد، طويل القامة يميز ملامحه شعر كثيف تتوسطه (صلعة) من الخلف، دلف إلى القاعة يتقدم اثنين من المحامين، بجانب محامي المتهمتين الثانية والثالثة، بجانب محامي المرأة التي لعبت دور الوسيط، لم يلاحظ كثير من الحاضرين حضور المتهم حتى ولوجه إلى قفص الاتهام وتبعته المرأة (الوسيط)، جلس المتهم على مقعد مخصص للمتهمين يسار القاضي الذي كان مشغولاً بترتيب أوراقه زهاء الدقيقتين تأهباً لبداية الجلسة، خيم صمت على القاعة رغم اكتظاظها بأفراد الشرطة والمحامين والزملاء الصحفيين، وكذلك خيم الصمت على المتهم بجانب الهدوء التام الذي تمتع به.
 (المسبحة والحصن والحصين)!!
لاحظت منذ وصولي باحة المحكمة التي توجد كراسي مصنوعة من الألمونيوم في صالة انتظارها، لاحظت أن على أحد الكراسي تجلس المتهمة الرابعة التي لعبت دور الوسيط بين المتهم والفتيات الأخريات، وهي تمسك بمسبحة كبيرة وكتاب (الحصن والحصين) وبجانبها سيدة كبيرة تقاسمها الشبه، وكانت المرأة تسبح وتقرأ الأذكار وهي خائفة، لكن رغم ذلك كانت تتمتع بحيوية غير عادية وتقوم لتجلس السيدات اللاتي يكبرنها سناً.
أمن المجتمع على الخط!!
شكل ضباط وجنود شرطة أمن المجتمع حضوراً بالمحكمة بوصفهم ممثلي الاتهام، وظهر خارج القاعة الملازم أول ” أمين الهادي” قائد فريق المداهمة، ومن داخل القاعة مثل المتحري الملازم أول “عصام الخير” فيما رابط كل من “سراج الدين ميرغني” و”الحاج علي شين” خارج القاعة.
سر الغياب!!
 (الخميس) قبل المنصرم، كان هو التوقيت المحدد لبداية أولى الجلسات في هذه القضية، حيث حضر قادة شرطة أمن المجتمع والمحامين بجانب الفتاتين المتهمتين والثالثة الوسيط إلى قاعة المحكمة، لكن غياب المتهم الأول وهو رجل الأعمال وسفره إلى خارج البلاد، بجانب تقدم محاميه بطلب استئناف لقرار وكيل النيابة، كانت أبرز الأسباب التي أدت إلى تأجيلها، لكن في جلسة الأمس، كان قد حدث العكس، فقد غابت الفتاتان المتهمتان بسبب الامتحانات.
أول طلب!!
 أعد المحامون وهم اثنان يمثلون المتهم الأول رجل الأعمال، وآخر يمثل الفتاتين المتهمتين الثانية والثالثة، والرابع يمثل المتهمة الرابعة، كل منهم أعد ربطة عنقه جيداً بعد أن فرغ القاضي من ترتيب أوراقه وتناول كوب ماء من “كلور” بجواره، حيث كان أول طلب تقدم به محامي المتهمتين الثانية والثالثة وهما شقيقتان، التمس فيه من المحكمة الموقرة تأجيل الجلسة إلى أجل مسمى ودفع بمستند رسمي عبارة عن صورة من بطاقتيهما الخاصة بالامتحانات، ووضح أن فترة الامتحانات تستغرق نحو عشرة أيام، مستعطفاً المحكمة بأن المحاكمة ستؤثر على مستواهما الأكاديمي، قبل أن يفصل القاضي في الطلب رد ممثل الاتهام عن المدعي العام وكيل النيابة “معتز محمد أحمد” وزميلته “وفاء دفع الله” بأن المحكمة أعلنت المتهمين وفقاً للقانون ببدء الجلسات، وأن المحكمة لا تعتمد صوراً للمستندات، لكن لا مانع من قبول الطلب وتحديد جلسة أخرى، وكان رد القاضي على الطلب بعد الاطلاع على المستند بالإيجاب ووافق بتأجيل المحاكمة إلى يوم (6) من الشهر القادم، لكن احتج بعض المحامين فخيرهم بين يوم (7) و(8) و(9)، وكان الخيار المتوافق عليه بين جميع الأطراف هو يوم (9/11)، لمواصلة النظر في القضية.
نسخة من (المجهر) مستنداً في القضية!!
قدم ممثل الدفاع عن المتهم رجل الأعمال، طلباً للمحكمة الموقرة يلتمس فيه إغلاق القضية عن الصحفيين، على أن تكون محاكمة سرية، واستعرض المحامي نسخة من صحيفة (المجهر) عدد الأمس (الإثنين)، والذي انفردت فيه بخبر (مانشيت) يقول: (وصول رجل الأعمال المتهم بانتهاك عذرية الفتيات اليوم لمحاكمته)، موضحاً أن الصحف تناولت القضية بشيء من التهويل غير الذي ورد في التحري مع المتهمين، واستند المحامي على نص المادة (26) من قانون الصحافة والمطبوعات، موضحاً أن المتهم قد تضرر من هذا النشر، إلا أن وكيل النيابة مولانا “معتز” كان له رأي آخر، حيث جاء رده بأنه ليس هناك أمر يدعو لحظر النشر في القضية، لأن الأصل في القانون العلنية، ورفض طلبه بحجة أنه لم يدعم طلبه بمستند رسمي فوضع المحامي نسخة (المجهر) كمستند في القضية، احتفظ بها القاضي وأرجأ فصله في ما يتعلق بحظر النشر إلى الجلسة القادمة.
اختلاف النشر!!
حظيت جلسة أمس، باهتمام إعلامي كبير رغم عدم علم الكثير من الإعلاميين بموعدها، فكانت صحف (المجهر السياسي) ممثلة في شخصي “محمد أزهري”، وأخبار اليوم “حافظ الخير” ومن الوطن “محمد موسى” ومن السوداني “رقية يونس” والرأي العام “آثار كامل” ومن الإنتباهة “فوزية ضحية”، وكانت (المجهر) قد التزمت بالنشر في هذه القضية حسب ما يقتضيه الضمير المهني وضوابط العمل الصحفي، لكن على النقيض كانت مواقع التواصل الاجتماعي بشقيها الأكثر انتشاراً في البلاد (فيسبوك – واتساب)، قد تداولت القضية بشيء من عدم المسؤولية الأخلاقية وخاضت في كثير من التفاصيل، وهنا كان الاختلاف بين النشر في الصحف والشبكة العنكبوتية.
خلفية!!
رصدت مباحث رئاسة أمن المجتمع معلومات دقيقة عن نشاط رجل الأعمال المتهم بداية منتصف الشهر الماضي، فتتبعت تحركاته، حيث كشفت أنه استأجر شقة بحي أركويت شرق الخرطوم.
فرض فريق أمن المجتمع بقيادة الملازم أول “أمين الهادي”، رقابة لصيقة ومستمرة على المتهم جمع خلالها العديد من المعلومات عن كيفية استدراجه لضحاياه ومن هن وسيطاته، حيث امتدت المراقبة نحو عشرين يوماً.
تنبأ فريق المباحث بأن المتهم أوشك على الوقوع في شباكه بعد رصده لتحركات غير طبيعية لفتاتين حول الشقة التي يقيم فيها المتهم، أعد الفريق نفسه وأعاد ترتيب كمينه الذي طال نصبه، دلفت إحدى الفتاتين إلى شقة المتهم وهو كان في انتظارها بالداخل، منحه قائد الفريق وقتاً تقديرياً ومن ثم داهم الشقة وفي يده أمر تفتيش من النيابة حصل عليه مسبقاً لهذا الأمر، لكن أول الصعوبات التي واجهته وجود بوابة الشقة محكمة الإغلاق، لكن لا صعوبات تواجه فريق متمرس وعناصره ذات خبرة عالية، أمر قائد الفريق جنوده بتحطيم البوابة، بالفعل حطم الأفراد البوابة بالقوة، وكانت المفاجأة وجود الفتاة البالغة من العمر (18) عاماً برفقة المتهم، فيما وجدت شقيقتها أسفل الشقة تنتظرها بالخارج، حاول المتهم تقديم رشوة بلغت مليار جنيه لقائد الفريق “أمين الهادي”، مقابل إخلاء سبيله، لكنه رفضها رفضاً باتاً واقتاد المتهمين إلى القسم، وبعد التحقيق دونت ضدهم بلاغات بممارسة الدعارة والرشوة، إلى أن جرى إخلاء سبيلهم بالضمان العادي، ليتفاجأ قادة أمن المجتمع باختفاء المتهم وعلموا أنه غادر البلاد إلى دولة الإمارات التي عاد منها فجر أمس.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية