رأي

فوق رأي

كائن لازم
هناء إبراهيم

ثمة فصيل من الأصدقاء نادر جداً قليل الشبه بعامة الناس كثير الشبه بالأمهات..
والله جد..
كأمٍ تصطحب طفلها (اللميض) بصفته ملازم ضيف أو ضيف صغير في مجاملة أو مناسبة اجتماعية وحين يُحدث الفوضى (ويقل أدبو) تتوعده بقولها الشهير محلياً (تاني شوفني أسوقك معاي حتة) وبكرة تنسى كلامها هذا كله وتأخذه مجدداً..
بعض الأصدقاء رتبتهم الوجدانية ومنصبهم في القلب  يجعلنا نعاملهم بهذا الشكل الأمومي البحت..
قدر ما تحلف منهم لازماك كفارة يمين..
الأصدقاء كائنات متعبة جداً لكن وجودهم مريح..
وجع القلب وعلاجه..
محظوظون نحن بذلك الصديق الذي نراه مجموعة (أصدقاء) تهون كل المشاكل والإشكاليات بوجوده مع أنه في حد ذاته إشكالية كُبرى.
إنه نعمة ورزق وسندك…
  وللأصدقاء لغة خاصة على مقاسهم يطلقون على الأشياء أسماء لا يفهمها البشر الآخرون.
يزعلونا ويعذبونا لكن الذي يتجرأ ويزعلنا غيرهم مقتول.. مقتول.. يا ولدي..
هم وبكل عيوبهم من لوازم الحياة..
مجرد الحديث معهم يشعرنا أننا بخير وعافية روح..
حتى نكدهم طاعم وجميل ورهيب وعجيب..
تكون عيان مريض جداً، يجي غيرهم يسمعك أطيب العبارات التي تقال هُنا ويقدم لك ورداً وبرتقالاً وتفاحاً ثم يأتي هو بمعيته حزن عميق من الداخل ووجه بشوش مع ابتسامة من الخارج ويمازحك قائلاً: (أقسم بالله.. جدي كان راقد نفس رقدتك دي قبل يموت.. يومين بس واتكل).
الغريبة أنك تطيب بهذه الإطلالة وهذه الزيارة..
عشان تعرف روحك الكلام السمح ما بنفع معاك.. وخسارة فيك الورد..
أقول قولي هذا من منطلق جمال هذه الكائنات (السند) ووجودهم الشافي..
ودايرة أقول ليك: كن صديقي
و…..
هاتلي صبر على مقاسي
لدواعِ في بالي..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية