بكل الوضوح
ماذا ينتظر الشعب من
نواب الانتفاخة الكاذبة؟ !!
عامر باشاب
{ ذكرنا مراراً وتكراراً بأن برلمانيي هذا الزمان يختلفون تماماً عن برلمانيي الزمن النبيل من قدامى السياسيين الوطنيين، فالسابقون جلسوا تحت قبة البرلمان لممارسة السُلطة التشريعية والرقابية لأجل مصالح الشعب والدفاع عن حقوقه ومناقشة قضاياه ومعالجة كل ما يعانيه من هموم ومشكلات مهما كبر أو صغر حجمها.
{ أما برلمانيو زمان الفوضى والاستهتار الذين حدفت بهم رياح المصالح الخاصة والترضيات السياسية والموازنات القبلية إلى باحة البرلمان، ظلوا يؤكدون على الدوام بأنهم بعيدون كل البُعد عن قضايا وهموم الناس، وأكبر دليل على ذلك الخبر الذي أتى به المحرر البرلماني الزميل النشط “يوسف بشير” ونشر في صدر الصفحة الأولى بـ(المجهر) عدد (الأربعاء)، الماضي والذي جاء تحت العنوان العريض: (غياب (500) من نواب البرلمان يؤجل التصويت على قانون التأمين).
{ وفي صدر الخبر اكتشفنا أن الذين حضروا من أعضاء البرلمان في جلسة (الثلاثاء)، الماضي كانوا فقط (129) نائباً، من أصل (639). وعلمنا أيضاً بأن تغيَّب الكثير من نواب البرلمان وتأخر بعضهم دائماً ما يؤدي إلى تمديد زمن الجلسات.
{ بالله عليكم.. هؤلاء المتغيبون والمتأخرون دوماً هل يستحقون صفة ممثلي الشعب؟. لا والله لا يستحقونها لأنهم هم في الحقيقة يمثلون على الشعب ويمثلون بقضايا الوطن.
{ غياب (500) مرة واحدة وليس (50) أو حتى (100).
{ حقيقة ماذا ينتظر الشعب السوداني من هؤلاء المستهترين الغائبين عن الوعي السياسي نواب الغفلة غير الناضجين الذين يعانون من تدني في كل شيء له علاقة بالممارسة السياسية والتشريعية نواب الوجاهات والتعالي والانتفاخة الكاذبة.
{ يا ترى متى يعود (مجلس الشعب) إلى رجال مؤهلين قادرين على القيام بمسؤولياتهم تجاه الوطن والمواطن بكفاءة وأمانة، سواء أن كانوا نواباً مساندين للحكومة بفهم أو نواباً جالسين في صف المعارضة يقومون بدور إيجابي في التنبيه ولفت النظر وتصحيح المسار.
{ هل يحق لنا في المستقبل القريب أو البعيد أن نحلم بمقدم برلمانيين جادين على الأقل يتشبهون برجال من أمثال “محمد أحمد المحجوب” و”مبارك زروق” و”يحيى الفضلي” و”عبد الخالق محجوب” وغيرهم من البرلمانيين السودانيين الذين عاشوا (يهزوا ويرزوا) من تحت قبة البرلمان على مختلف العصور، قدموا نموذجاً في الالتزام وجسدوا قيم السيادة الشعبية والحرية والمساواة والوطنية والديمقراطية والنضج والوعي السياسي والمسؤولية.
{ رحم الله عمنا “سر الختم حسن غرباوي” النقابي والبرلماني المخضرم، كان دائماً ما يحكي لي عن سطوة وقوة البرلمان أيام زمان وهيبة النواب خاصة من لعبوا دوراً مميزاً في ماضي الحياة السياسية والبرلمانية وعبقريتهم وحنكتهم وحكمتهم ومواهبهم الخطابية وسماحتهم ونظافة دواخلهم وأناقتهم الخارجية، وقبل هذا وذاك توقيرهم للبرلمان والتزامهم بالضوابط واحترامهم للمواعيد.