الديوان

الحب الجامعي .. تنتهي صلاحيته بانتهاء مراسم التخرج

وصفه طلاب بـ(لعب مراهقة ساي)
الخرطوم – مروة التجاني
الحرم الجامعي فضاء مفتوح وواسع، وما بين الدراسة ووقت الفراغ تنشأ علاقات الحب، البعض يعتبرها صداقة قوية وإعجاب ويرفض تسميتها بالعلاقة الجادة، وآخرون وصفوها بالحلم و لعب المراهقة.  ” المجهر ” تساءلت عن ماهية الحب الجامعي في الزمن الراهن، وهل ينتهي بالارتباط الجادي – الزواج – أم تنتهي صلاحيته بانتهاء مراسم التخرُّج؟، الطلاب أجابوا على السؤال عبر التقرير التالي :
خلافات كثيرة
لا تحبِّذ الطالبة بجامعة الخرطوم “مروة صلاح” الحب والارتباط العاطفي داخل الحرم الجامعي، لأنه سبب لخلافات كبيرة بين الطرفين، حيث تكون الغيرة حاضرة فيه بشكل واضح ولا يأخذ أي طرف راحته مع زملاء الجامعة، لأن الطرف الآخر – بحسب أقوالها – يدخل في حالة غيرة إذا جلست الفتاة مع رفاق الدراسة ويراقب كل تصرفاتها داخل الحرم الجامعي، كما يمنع الارتباط الاستقرار الأكاديمي ولا تأخذ الفتاة راحتها في الدراسة، حيث يراقب الطرف الآخر مواعيد المحاضرات وينتظرها في الخارج بمجرد انتهاء المحاضرة، فلا تتمكَّن من مرافقة الصديقات والمذاكرة مرتاحة البال في المكتبات ودائماً ما تكون البنت مضطرة إلى الإجابة على سؤال لماذا جلست مع هذا وتحدثت مع ذاك، ويتسبَّب الحب في الغياب عن المحاضرات ولا تتمكَّن البنت في حالة الارتباط من التركيز مع الشرح، لأنها تكون مشغولة البال، وتتابع بالقول         “يتميَّز الحب الجامعي بالبساطة، فلا يكون الولد ملزم بالصرف المادي على الفتاة ولا إحضار الهدايا، لكن بشكل عام يجب أن يتصف كل حب بالبساطة حتى الحب خارج الحرم الجامعي، لأن المادة لا يجب أن تكون مصدر خلاف بين الطرفين، مع ذلك فالحب الخارجي تكون فيه الالتزامات أكبر، لأن الولد يكون مسؤولاً عن الفتاة خاصة إذا كان متقدِّماً في العمر حينها يساعدها على إكمال دراستها الأكاديمية ويتابع جدول محاضراتها دون أن يتدخل فيه ويسبب لها الضغوط “.
الحب الأول
يشرح الطالب “يس سيف الدين” إيجابيات الحب الجامعي الذي يعتبره الحب الأول في حياة البنت والولد، خاصة في مرحلة نهايات المراهقة، وكل فرد يستفيد من الخوض في هذه التجربة ليتمكن فيما بعد من تفادي عيوبه والاستفادة من الخبرة التي أنتجتها التجربة الأولى، ويعتبر أن الحب الجامعي يكون في بعض الأحيان مصدراً للراحة النفسية، إذا وجد كل طرف من يخاف عليه ويهتم به في هذه المرحلة العمرية. وعن السلبيات يقول:    “يؤثر الحب على العقل الذي يكون مشتتاً في أغلب الأحيان ويفكِّر الشخص بالطرف الآخر طوال الوقت وبمدى جدوى العلاقة في هذا العمر المبكر وهي أمور تؤثر على الدراسة الأكاديمية، الشباب في هذه المرحلة يكونون غير قادرين على حل الخلافات التي تنشأ بينهم نظراً لصغر عمرهم، لذلك لابد أن يكون هناك تفاوت في الأعمار لمحاولة احتواء المشاكل وهي القضية الغائبة في حالة الحب الجامعي، ولا يكون هناك تمييز عند البعض بين الحلال والحرام، كما أن الحب الجامعي يكون الأهل غائبين عنه على عكس الحب خارج الجامعة الذي يعني الالتزام ومعرفة الأهل بأمر العلاقة يقي الفتاة من الوقوع في المشاكل ويحميها ومعرفتهم تقود العلاقة إلى مرحلة الاستقرار الدائم – أي الزواج – وفي حال حدوث مشاكل سيتدخل الأهل على عكس الحب الجامعي، حيث يحاول الطرفان حل مشاكلهما بمفردهما ويمكن أن يفشلا في ذلك”.
فترة وبتعدي
“الحب الجامعي لعب مراهقة” هكذا ابتدر طالب كلية الآداب “بشير محمد على” حديثه ليتابع “العلاقات التي يطلق عليها اسم حب في الجامعة ليست كذلك، بل هي علاقة إعجاب وأخوة ومودة، لكن البعض يخطئ في استخدام المصطلح، كثير من حالات الحب التي صادفتها في الجامعة تكون علاقات عابرة تنتهي سريعاً ويدوم بعضها لأسابيع فقط، ولم أجد من يحب حباً حقيقياً “كلها فترة وبتعدي” هذا أنسب وصف لها، كثير من الفتيات يردن العيش في عالم رومانسي ويعتقدن أن الجامعة هي المكان المناسب لخوض علاقة غرامية ويتأثرن في تفكيرهن بالأفلام الرومانسية خاصة الهندية وهن يحضرن قصص غرامية مدتها ساعة أو ساعتين وتريد البنت أن تعيش كل مراحل الدراسة التي تستمر لـ (4) سنوات، في هذه الحالة الغرامية، وهذا أمر مستحيل الحدوث، لذلك تفشل معظم العلاقات وتنتهي سريعاً، أيضاً نوع الدراسة الأكاديمية مؤثراً في تكوين العلاقات داخل الجامعة، حيث نلاحظ أن طلاب المسار العلمي نادراً ما يدخلون في هذا النوع من العلاقات العاطفية نظراً لصعوبة مجالهم على عكس الدراسات الأدبية والنظرية التي فيها مساحة من الفراغ تسمح للطلاب بالدخول في مثل هذه العلاقات ويكون فيها مجال للتفكير في الحب، لذا أنصح الطلاب بالاستفادة من وقت فراغهم بقراءة الروايات والأنشطة المفيدة بدلاً من إهداره في حب مراهقة سيزول سريعاً عند بلوغهم سن النضج الحقيقي”.
سلوك غير صحيح
الطالب “أحمد عبد الله” يعتبر أن الحب إحساس صادق ليس له عمر معين، لكن يرى أن الحب في الجامعة هو خداع ويؤثر على التحصيل الأكاديمي ورغم ذلك يقف منه موقف المحايد فلا هو يرفضه ولا هو يقبله. من ناحية أخرى تقول زميلته في الدراسة الطالبة “صفية معتصم” أن الحب في الجامعة غير موجود ويمكن للشخص أن يدخل في علاقة مع (5 أو 6) بنات، في وقت واحد، لأن كلمة أحبك بقت سهلة – على حد وصفها – وتحوَّلت لسلعة، ووصفت الحب الجامعي بالسلوك غير الصحيح، لأن الجامعة ليست المكان المناسب للدخول في علاقات.

بين الماضي والحاضر
عقد الطالب بكلية العلوم الإدارية – جامعة الخرطوم “مازن عثمان” مقارنة بين الحب الجامعي في الماضي والحاضر قائلاً: “يواجه الجيل الحالي صعوبات تتعلق بنظرة المجتمع إليهم ولا يتمكَّن بعضهم من التواصل بعد التخرُّج وتنتهي بعض العلاقات بدون زواج، لأن الوضع الاقتصادي لا يسمح لهم بالاستمرار في العلاقة، لذلك تضطر البنت للارتباط بالشاب المغترب الذي يمتلك المؤهلات المادية. الحب الجامعي موجود في كل الحقب التاريخية منذ السبعينيات لكن بشكل مختلف حسب ظروف كل عصر، لذلك لا يجب على الأجيال القديمة أن توجِّه الاتهامات للجيل الحالي وتصفه بعدم الصدق في العلاقة، في الماضي كان الوضع الاقتصادي جيِّداً ويتمكَّن أطراف العلاقة من الارتباط بعد التخرج بعد مضي عامين، وهذا ما حدث لوالدَيْ الذين ربطت بينهما علاقة عاطفية في جامعة النيلين – الفرع قديماً – وتكللت بالزواج بعد التخرج، لأن التكاليف المادية في الماضي كانت أسهل من الزمن الحالي، أيضاً كانت العلاقات في الماضي أكثر التزاماً ولم تكن هناك وسائل تواصل متوفرة كما هو الحال في الزمن الراهن”.
من جانبه يقول الطالب “مصعب عبد الوهاب” إن الحب الجامعي حلم مدته (4 أو 5) سنوات، وهي الفترة الأكاديمية المفترضة، لكنه يواجه صعوبة في الاستمرار نسبة لتعقيد الوضع الاقتصادي ولهذا تتزوج الفتاة في أول فرصة تجدها وتتخلى عن حبها الجامعي القديم، ويتابع بالقول: ” في جامعة الخرطوم وبعض الجامعات الحكومية عندما يرتبط المستنيرون ببعضهم في علاقات عاطفية تتركز أحاديثهم في التوجهات السياسية ومناقشة أوضاع البلد ويتنافسون في قراءة الروايات وتكون هداياهم كتب ويكون الشعر حاضراً، حيث يعبِّرون عن عواطفهم من خلاله فمن يكون ذا خلفية ثقافية عالية يقول لمحبوبته الشعر الحديث مثل “رامبو” و “شارل بودلير” والقادمون من الأقاليم يقولون الشعر باللهجة العامية ونجد أن الحب يختلف في شكله من جامعة لأخرى، فمثلاً جامعة السودان نجد مجموعة “رذاذ” و “ظلال” والتي يعبِّر من خلالها الطلاب بشعر الغزل والمديح ويجتمع حولهم الأحبة، وهكذا نجد أن جامعتَيْ الخرطوم والسودان على سبيل المثال يكون الحب فيها ذا طابع فكري، أما الجامعات الخاصة يتخذ الحب فيها طابع الخروج من الحرم الجامعي للمقاهي والكافيهات والبحث عن المطاعم الجديدة، أي ذا طابع ترفيهي وبسيط في المضمون”.
   

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية