في أجرأ حوار صحفي "عمار السجاد" لـ(المجهر)
“علي الحاج” يخطئ و يصيب.. بعض مواصفات الوثيقة تنطبق عليه وبعضها لا ينطبق!
“كمال عمر” تعرض لاستهداف شخصي من قيادات مركزية بالحزب وهو كاتم سر شيخ “حسن” ويعرف كل ما لديه!!
الشعبي يضم مجموعة من التيارات.. أنتمي لبعضها وظهورها يؤكد وجود خلل ما!
الأمين العام الحالي غير متحمس للمنظومة الخالفة والحريات اللازمة لقيامها متوفرة!
حوار – سوسن يس
كشفت وثيقة بخط الراحل الدكتور “حسن الترابي” حصلت عليها (المجهر) عن مواصفات زعيم الحركة الإسلامية والمؤتمر الشعبي للأمين العام الذي يخلفه.. وحوت الوثيقة شروطاً تمنى دكتور “حسن الترابي” أن يتصف بها الأمين العام الذي يأتي بعده، وأشار دكتور “حسن الترابي” في الشرط رقم (5) الذي حوته الوثيقة إلى أن الحركة الإسلامية والمؤتمر الشعبي، مبتليان باتجاهات متعددة منظمة موجودة بداخلهما، وتمنى في الأمين العام الذي يخلفه أن يكون ذا مقدرة على إدارة تنظيم يشتمل على مثل هذه التيارات، وذا تبيُّن وإدراك بالتنظيمات المعلولة والعصبيات والحزبيات والمذهبيات التي يشتمل عليها التنظيم. وأقر الدكتور “عمار السجاد” في حوار مثير أجرته معه (المجهر) بأن المؤتمر الشعبي يشتمل على تيارات متعددة بالفعل مثلما أشارت وثيقة شيخ “حسن” التي ائتمنه عليها قبيل وفاته، وقال إنه ينتمي إلى بعض هذه التيارات، مؤكداً أن ظهورها وبروزها إلى السطح مثلما هو حادث الآن يشير إلى خلل ما. وقال إن المؤسسية قادرة على احتواء هذه التيارات، ودعا الأمين العام إلى اللجوء إلى المؤسسات للتعامل مع هذه المشكلة ومعالجتها.
إلى ذلك، أكد دكتور “عمار” أن الأمين السياسي السابق للحزب دكتور “كمال عمر” يتعرض لحملة شعواء واستهداف شخصي من قيادات مركزية بالحزب وقال: (لقائي مع كمال عمر عقب عودتي من لندن كان رسالة، قصدت إرسالها للذين اشتطوا ضد كمال عمر وحقيقة مافي شيء بيخلينا نضبح بعضنا ضبحاً هكذا.. دي ما فيها أخلاق ولا فيها مروءة حتى!)، وأضاف: (كمال دا في يوم من الأيام كان شايل الحزب كله في رأسه وهو يملك بالفعل ما يملك من الأسرار التي قالها.. أنا أعلم أن الحزب به مشاكل كثيرة وحدثت فيه تجاوزات كثيرة وكمال مدرك بها وهو كاتم سر شيخ حسن، هذا لا يستطيع أحد إنكاره. فأنا على ثقة بأن كمال عمر يعرف أسراراً كثيرة لا يعرفها الآخرون فكل ما لدى شيخ حسن يعرفه كمال، وكمال عمر كان هو أقرب شخص من شيخ حسن بعد أسرته مباشرة).. فإلى مضابط الحوار.
# الذي يعرفه الجميع أن العلاقة بين “عمار السجاد” و”كمال عمر” علاقة غير جيدة ويشوبها التوتر كثيراً لذلك كان لافتاً ذلك التفاهم والبيان الذي صدر وهو يحمل توقيعكما عقب عودتك من لندن مباشرة بعد تصريحات “كمال” الأخيرة التي أثارت عليه غضب قيادات المؤتمر الشعبي.. يبدو أن هناك رسالة محددة قصدت أن ترسلها عبر هذا الاتفاق المشترك وهذا التوقيع المشترك مع “كمال عمر”؟
– حقيقة أنا لديّ اتجاه لأن أصفي كل التوترات التي بيني وبين آخرين داخل الحزب، كل التوترات أعمل الآن على تصفيتها حتى تلك التي بين الآخرين ولست طرفاً فيها.. نريد أن نخلق أكبر إجماع ولحمة داخل الحزب. وبالنسبة لموضوع “كمال”، حقيقة “كمال” صرح ببعض التصريحات حينما كنت في لندن، هاجم في هذه التصريحات بعض قيادات الحزب، فقامت ضده حملة شعواء.. حقيقة أنا شعرت بأن هناك حملة شعواء قامت داخل الحزب وعلى مستوى القيادة ضد “كمال عمر” وأظهرت هذه الحملة الشعواء حجم استهداف شخصي لـ”كمال” من قيادات مركزية بالحزب. وأنا اتصلت به من لندن وقلت له: (انتظر خلينا النجي نشوف، إنت زول ما ساهل، زول عندك كسبك، عندك مساحتك، عندك ناسك، عندك وجودك، عندك حضورك، عندك رؤاك التي لا يمكن أن تسفه ولا يستطيع أحد تسفيهها، وعندك تاريخك، عندك مساهماتك)، وبالفعل بعدما رجعت من لندن جلسنا أنا و”كمال” واتفقنا وأمنا على ما اتفقنا عليه، وهي بالفعل كانت رسالة، بصراحة، قصدت أن أرسلها للناس الذين اشتطوا ضد “كمال”، وحقيقة (مافي شيء بيخلينا نضبح بعضنا ضبح، دي ما فيها أخلاق ولا فيها مروءة حتى!!)، “كمال” شخص له كسبه وله دوره وهو في يوم من الأيام كان (شايل الحزب كله في رأسه)، وهو يملك ما يملك من الأسرار التي قالها، وحقيقة أنا أعلم أن الحزب فيه مشاكل كثيرة وحدثت فيه تجاوزات كثيرة تمت بداخله و”كمال” محيط بها وهو كان كاتم سر شيخ “حسن”، هذا لا يستطيع أحد إنكاره.
{ بعد تصريحات “كمال عمر” ألمحت قيادات داخل الحزب بأن “كمال” عميل تمت زراعته داخل الحزب لصالح جهة معينة.. كيف تنظر لهذه التلميحات وما رأيك فيها؟
– كلام فارغ طبعاً، لذلك أنا قصدت أن أعمل موقف لأرسل عبره رسالة لأي زول عنده كلام! طبعاً هذا كلام غير صحيح كلام (ما فيهو أخلاق حتى!!)، “كمال” شخص له كسبه، صامد، شجاع، واجه النظام في وقت كان الوضع يحتاج فيه لمواجهة غير مسبوقة ومواجهة شرسة.
{ على ذكر شجاعة “كمال عمر” ومواجهته للنظام في تلك الفترة.. البعض داخل الحزب مصدر ريبتهم في “كمال عمر” وسبب اتهامهم له هو شجاعته ومواقفه القوية التي أشرت إليها هذه.. أحد الذين يتهمونه بالعمالة للنظام قال لي: (ألم تلاحظوا أن كمال كان هو الوحيد الذي يقول للصحافة ما لا يستطيع الآخرون قوله داخل الحزب؟؟) في تلميح إلى أنه مسنود من النظام الذي كان يسمح له بقول كل ما يود قوله؟
– كلام سخيف طبعاً لا يصدق! أنا أفتكر أن أي إنسان له دراية سياسية، عنده أفق يعرف سياسة له معرفة بالأمن لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام، هذا كلام لا يخلو من سخف وسذاجة.
{ دكتور “عمار” ما رأيك الشخصي في تصريحات “كمال عمر” التي أثارت عليه هذا الهجوم.. كمال يقول إن شيخ “حسن” ملّكه كل ملفات الكبار.. من سرق ومن قتل ومن خان ومن…؟
– (هذا كلام زول زعلان).. أنا لا أتفق معه في الكلام الذي قاله، رغم أنني على ثقة بأن “كمال” يعرف أشياء كثيرة لا يعرفها الآخرون.. أنا على ثقة بأن “كمال” عنده أسرار.
{ أسرار خاصة بالحزب؟
_ بالحزب وبغير الحزب.. أي شيء عند شيخ “حسن” يعرفه “كمال”.. أقرب شخص من شيخ “حسن” في الفترة الأخيرة كان هو “كمال”.. أنا لا أرى أن هناك في الأحياء الآن شخص كان أقرب من “كمال” لشيخ “حسن” سوى أسرته. فأنا أفتكر أن أقرب شخص للشيخ “حسن” بعد أسرته مباشرة هو “كمال عمر”.. هذه هي قناعتي.
{ دكتور “عمار” يبدو أن حزب المؤتمر الشعبي يمر بمنعطف خطير.. فبعيداً عن الصدامات والاحتكاكات والاتهامات التي فجرتها تصريحات “كمال عمر” الحزب يبدو وكأنه يمتلك أكثر من لسان فهناك تعدد في ألسنة الحزب وتذبذب في مواقفه؟
– نعم، حقيقة.. وشيخ “حسن”- رحمه الله- كتب ورقة عن مواصفات القيادة التي يمكن أن تخلفه والتي علينا أن نفكر فيها. كتب في هذه الوثيقة التي تركها معي، أن هذه الحركة تنظيم مبتلى باتجاهات متعددة، وهو يرى أن الاتجاهات داخل الحركة هي واحد من الابتلاءات. فالابتلاء قائم وقديم، لذلك على الأمين العام الذي يأتي بعده أن يكون ذا مقدرة عالية على الضبط.. شيخ “حسن” قال هذا الكلام في ورقة، وثيقة مكتوبة بخط يده.
{ وأين هذه الوثيقة الآن؟
– موجودة عندي أنا.. هو كتبها لي، وبعدما توفي شيخ “حسن” أنا وضعتها كوثيقة لدى “محمد عمر الترابي”.
{ ماذا كتب فيها؟
_ أنا أقرأها لك:
(بسم الله الرحمن الرحيم
من هو الأمين العام؟
تخير ثلاثة ورتبهم وقدر درجهم، هذا مثال يقارن للناس بمبالغهم في مداه ويتفاضلون دون تكامل:
1- من إسلاميته، نريد ذا ثقافة إسلامية عالية حديثة أو تراث ديني، له أسرة كبيرة وبيت ديني وروح تجديد. 2- الأصل في الحركة أنها خطاب لكل الناس، نريده ذا مقبولية وطنية عبر السودان قومي النزعة. 3- العالم أصبح موصولاً، نريد ذا ثقافة واتصالات عالمية وذا لغة ولغة خطاب الناس وذا إحاطة بقوى العالم وتدابيرها. 4- هموم الحركة وخطاب كل شعاب الحياة.. نريد ذا وعي سياسي عالماً بواقع السياسة وبصيرة في اتخاذ المواقف وذا وعي معاشي اقتصادي وخيار ديني بين المادية والرهبانية وبين الزهد والفقر والحرية والترف والعدل والظلم وبين الجمود والنماء في المعاش، وذا وعي بقضايا الصحة العامة والتعليم والعلوم والثقافة والهموم الرياضية، وذا هم مقدر بقضايا المجتمع وأخلاقه وأعرافه وتنظيماته. 5- الحركة تنظيم مبتلى باتجاهات منظمة، نريد ذا مقدرة على الإدارة والتنظيم والتخطيط للحركة، وذا تبيُّن للتيارات والمنظومات الدينية المعلولة والعصبيات والحزبيات والمذهبيات العالمية. 6- الحركة دعوة، يكون ذا قدرة على الخطاب البليغ والكتابة والاتصال الحديث. 7- الحركة حداثة ومنشط، نريد ذا عمر بين الأربعين والستين أو قبلاً أو بعداً بقليل).
هذه هي الورقة التي كتبها بخط يده وسلمني إياها.. فالحركة تنظيم مبتلى باتجاهات منظمة، لذلك نحن عندنا مشكلة وبالفعل الحزب به تيارات (كمية من التيارات)، أنا أعترف بهذا الشيء ونحن لسنا منزعجين بسبب ذلك، وكلنا حول الأمين العام وما يحكمنا في النهاية هو المؤسسات (نتشاكل نتجابد هذا طبيعي).
{ دكتور “عمار” بصراحة.. إلى أي درجة ترى أن هذه المواصفات التي كتبها شيخ “حسن” في هذه الوثيقة منطبقة على الأمين العام الحالي الدكتور “علي الحاج”؟
– والله بعضها منطبق وبعضها غير منطبق.
{ لكن بالتأكيد الشرط رقم (5) غير منطبق على دكتور “علي الحاج”.. فدكتور “علي” يفتقر إلى القدرة على الإدارة والتنظيم لحزب يحوي مجموعة من التيارات على ما يبدو؟
– والله يخطئ ويصيب فيها.. يتقدم في أشياء ويتأخر في أشياء.
{ لكنه لا يبلغ درجة شيخ “حسن”؟
– لا.. طبعاً.. (داك ما بتلحق، ما بتلحق، ما بتلحق).
{ لكن وجود التيارات بداخل الحزب مشكلة قد تهدد وجود الحزب وهي بالفعل إشكالية تحتاج لتعامل معها بطريقة معينة؟
– (وارد تعمل مشاكل).. وإذا لم يكن الأمين العام واعياً وقادراً على التعامل معها، وعلى حسن إدارتها واستيعابها، وليس قهرها، يكون قد فشل.. شوفي، كلما ظهرت هذه التيارات وكلما برزت إلى السطح فهذا معناه أن هناك إشكالية في التعامل معها، أنا أفتكر أن ظهورها إلى السطح يعني أن هناك إشكالية وخللاً في تعامل الشخص الأول مع هذه التيارات.
{ الآن التيارات ظاهرة وبارزة إلى السطح فمعنى ذلك أن هناك خللاً ما؟
– نعم معناه أن هناك خللاً.. هذا وارد.. (أنا ما بقدر أقيم لأنو ما عارف شكلها شنو وأنا ذاتي واحد من هذه التيارات).
{ أنت في تيار أولاد شيخ “حسن”؟
– (والله أنا خاشي في أكتر من تيار).. نحن مجموعة الحوار منحازون للحوار انحيازاً تاماً، ومنحازون للمنظومة الخالفة، والأمين العام (مرة بيجي معانا ومرة ما بيجي معانا، وكل ما جاء معانا نجد أنفسنا معه ولما يفوتنا بنطلع منه)، وهذا هو محدد علاقتنا مع الأمين العام.. أنا شخصياً ما يحدد علاقتي بالأمين العام موضوعان، أقترب منه كلما اقترب من قضايا الحوار وأبتعد منه كلما ابتعد من المنظومة الخالفة، هذا هو ما يحدد علاقتي بالأمين العام وموقفي واضح.
{ لكن يا دكتور “عمار” التيارات المتعددة الموجودة داخل حزبكم الآن تجعل مواقف حزبكم غير واضحة ومتذبذبة وهذه إشكالية كبيرة؟
– الأمين العام في حالة كهذه يفترض أن يلجأ للمؤسسات. مؤسسات الحزب هي الضابط، وهي السقف الذي من المفترض أن يحسم كل شيء. فالأمين العام إذا فعل المؤسسية لن تكون هناك مشكلة. الأمين العام مع المؤسسات يفترض أن يعالجوا ويستوعبوا هذه التيارات.
{ دكتور “عمار” ماذا حدث بخصوص المنظومة الخالفة.. هل ماتت بموت شيخ “حسن”؟
– ما ماتت طبعاً.. نحن مؤمنون بها و(شغالين ليها وح نشتغل ليها)، والأمين العام…
{ (مقاطعة).. غير متحمس للمنظومة الخالفة؟
– (نعم ممكن تقولي كدا، ما متحمس ليها).. ربما كانت له رؤية مختلفة، أنا لا أفهم بصراحة ولكن نحن عندنا فيها رأي واضح، نحن تيار عريض نرى أن المنظومة الخالفة (لازم تمضي). ونحن نرى أن المنظومة الخالفة والحوار هما حزمة واحدة يعني إذا نجح الحوار ولم نمضي في المنظومة الخالفة نكون قد فشلنا، وإذا أمضينا المنظومة بلا حوار فهذا أيضاً فشل.. هي حزمة واحدة ويجب أن يمضيا مع بعضهما البعض، وكل واحدة منهما تحدد نجاح الأخرى.. هذا هو فهمي أنا ومعي تيار عريض من الناس.
{ لكن بعض قيادات حزبكم ترى أن أوان المنظومة الخالفة لم يحن بعد ويقولون إن المنظومة يجب أن تكون بعد الحريات؟
– (الحريات هي شنو؟؟ بقيسوها كيف بالمتر وللا بالكيلو وللا بالربع؟؟ شوفي الحزب عنده حريات ومافي زول قاعد يعترضه).. الحريات متوفرة للحزب وقبل أيام الحزب كان سيذهب إلى فرنسا للمشاركة في اجتماعات الجبهة الثورية، “مريم الصادق” رجعوها ونحن سمحوا لنا.