رأي

مسامرات

أسماء × الساحة
محمد إبراهيم الحاج

{ أعلن الفنان “محمد الأمين” قبل يومين بداية التحضير لمهرجان الأغنية الوطنية تتويجاً لمبادرته التي أطلقها قبل نحو عام من الآن بدار اتحاد الفنانين بأم درمان.. ولنفترض بداهة أن نية “محمد الأمين” سليمة تجاه التنبيه لأهمية إنتاج أغانٍ تلامس القضايا الوطنية الملحة الراهنة، إلا أن ثمة تساؤلات منطقية عن مصير أغانٍ لذات المطرب “محمد الأمين” أنتجها خلال وقت سابق دون مبادرات أو مهرجانات، ولكنها ساهمت بقدر كبير في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي وهي ما تعرف بـ(الأكتوبريات)، ومن أهمها طبعاً ملحمته الشهيرة (قصة ثورة) التي وثقت لثورة أكتوبر المجيدة.. هذه الأغاني التي تحرض على قيم وطنية لا تبلى مع تقادم الزمن مثل الاعتداد بالوطن ومحاسبة المفسدين وغيرها لا تزال ماثلة، تحتاج إلى أن ينفض عنها الغبار قبل (المغامرة) بإنتاج أغانٍ ذات طابع مهرجاني ووقتي ستمحى حتماً من ذاكرة الناس.. لأن الإبداع بالأوامر و(الحوافز المادية) والطلب أثبتت التجارب أنه غير قادر على المكوث طويلاً في عقل ووجدان الناس.
{ نحتاج إلى سنوات ضوئية لمواكبة الإعلام الفضائي (الإقليمي) وإلى مئات منها لنقترب من (العالمي)، فالفضائيات السودانية الجديدة والقديمة منها على السواء تفتقر إلى عناصر الابتكار والجرأة في تقديم أفكار جديدة أو إحداث اختراق على مستوى التقديم والإعداد والجذب، فما أن يتم الإعلان عن فضائية جديدة ويستبشر بها الناس خيراً حتى تصبح مجرد (نسخ مشوهة) من سابقاتها.. لا يمكن للقنوات الجديدة إحداث التغيير الإيجابي المطلوب لأنها تستعين بذات المخرجين والمعدين والمنتجين، وحتى مقدمي البرامج الذين تم تجريبهم في القنوات السابقة،ز يتم (تحنيطهم) في وظيفة لا تختلف عن سابقاتها سوى أن بها زيادة (طفيفة) في الراتب والمخصصات المالية، ولهذا أظن أننا سنحتاج إلى وقت أطول حتى تظهر فضائية قومية بفكرة جديدة وأبطال جدد وقوالب برامجية جديدة ليست مستنسخة من سابقاتها.. فلننتظر لعل بعضها يخيب ظني.
{ لا تحتاج “ندى القلعة” إلى كل هذه (البروباجندا) لتعلن عن نفسها كمغنية مهمة في الساحة الغنائية.. “ندى” لا تمل من نقل تفاصيل حياتها الشخصية بصورة شبه يومية إلى مواقع التواصل الاجتماعي.. تفاصيل قليل جداً منها له علاقة بالفن، وأكثرها تفاصيل شخصية تشاركها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. إنها لا تحتاج إلى هذا الوجود المكثف بمبرر وبدونه، لأن كثرة الإطلالة دون وجود مسوغ موضوعي من شأنها أن تجعلها أشبه بالمطربات المغمورات الباحثات عن الأضواء بأي شكل و(صورة).
{ المطربة “إنصاف مدني” تملك صوتاً جميلاً، وتلقائية حببت فيها الناس.. ولكنها لا تملك شيئاً آخر.. هي مجرد مطربة تقدم الترفيه الوقتي فقط.. سينساها الناس بمجرد نهاية وصلتها الغنائية.. فهي ليست من نوع المطربين الذين يخلدون في ذاكرة الناس لأنها تصلح للاستماع لمرة واحدة فقط.. ربما لا تدرك “إنصاف” أهمية أن يكون للمطرب دور مؤثر في مجتمعه وبيئته حتى وإن كان دوراً مثيراً للجدل.. وهذا (الإدراك) والفهم ربما هو في حد ذاته يشكل المعضلة الأساسية لـ”إنصاف مدني”.
{ المطرب الشاب “مأمون سوار الدهب” الذي نال نجومية سريعة وصعد بسرعة الصاروخ، صعد بطريقة ربما لم يتحسب لها ولم يقو على مواجهة عنفوانها وسطوتها، هذا الصعود الصاروخي أعمى عينيه عن كثير من العيوب الأدائية التي (تغاضى) عنها كثيرون لقوة ظهوره في (أغاني وأغاني)، وربما لا يعرف “مأمون” مع كثافة عبارات المدح التي يتلقاها تلك العيوب، أو أن (عسل النجومية) وسطوتها يمنعانه من الاعتراف بها ولو (بينه وبين نفسه)، ولهذا إن كان “مأمون” يريد أن يقوي تجربته الفنية فعليه الالتفات لها، وإن كان يريد الاستمتاع بما وصل إليه وينال نصيبه من حظوظ (الشهرة والنجومية) فهو لن يتعدى أبعد مما وصل إليه.
} مسامرة أخيرة
{ غداً نعلق على طريقة أداء بعض مقدمي البرامج والمذيعين بالقنوات الفضائية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية