ربع مقال
سيجارة الجامعات.. حمراء ولَّا خضراء!
خالد حسن لقمان
.. الدراسة التي أعلنت عنها أمس الأول، وزارة الصحة فيما يتصل بنسبة المدخنين وسط طلاب الجامعات بولاية الخرطوم أدخلت خوفاً شديداً في نفوس ولاة الأمور، فإذا كانت هذه النسبة صحيحة فمعنى هذا أن الناجين من أبنائهم من هذه الممارسة السلبية القاتلة سيكونون محظوظين بدرجة كبيرة وبلطف كبير من الله.. الدراسة تقول إن نسبة (40%) من طلاب الجامعات بولاية الخرطوم مدخنون وأن نسبة(20%) من هؤلاء من الفتيات.. ولا أدري هنا لماذا لم تستخدم الوزارة عبارة و(نصفهم من الفتيات) هل للمحافظة على التعبير العلمي – المنهجي للدراسة أم لتخفيف صدمة المعلومة على الناس؟.. حيث أن المعنى الواضح هنا أن بنات الجامعات السودانيات أصبحن مدخنات.. (طبعاً بكسر حرف الخاء الذي نرجو أن لا ينفتح هنا مطلقاً إذا ما كان سيسقط بفتحته على هذه النسبة المخيفة من الطالبات).. في قرارة نفسي لا أريد تصديق هذه النسبة بل يساورني شك عميق في صحتها، ولكن وتعاطياً مع هذه الدراسة الصادرة من جهة اعتبارية مسؤولة فإنه لا مناص من القول إن شبابنا، بل ومجتمعنا كله قد أصبح في دائرة الخطر، وأن ما كان يمثل لنا سوراً وقائياً يمنع انزلاقنا، كما والآخرين، قد تهدَّم الآن ولم يعد هنالك ما يسترنا وفقط ما نتمناه في موضوع التدخين هذا أن تكون سيجارة هؤلاء الطلبة والطالبات (حمرا) و ماها (خضرا).