تقارير

وزير الاتصالات: كل التطبيقات المحظورة ستكون متاحة اعتباراً من اليوم

ما بعد رفع العقوبات الفرص والتحديات .. خبراء ومختصون يرسمون خارطة طريق للمرحلة
تقرير – نهلة مجذوب
السودان ما بعد رفع العقوبات الفرص والتحديات ورؤى المستقبل ندوة مهمة أقامتها أمانة المرأة بالمؤتمر الوطني تناولت تأثير العقوبات الآحادية الأمريكية على القطاع الحيوي في البلاد، الاقتصادي منها بجانب قطاع الاتصالات وتأثر المنزل السوداني بصورة مباشرة، فكانت وزير الاتصالات “تهاني عبد الله عطية” على رأس المتحدِّثين، ووزيرة التعاون الدولي “سمية أكد” والخبير الاقتصادي “حسن السنوسي” الذي فنَّد الأزمة وأعطى خارطة الطريق للاستفادة من المرحلة، كذلك تحدَّثت أمينة أمانة شؤون المرأة الوطني “زينب أحمد الطيب”، في محاور سياسية واجتماعية وأخرى.

(45) مليون دولار خسائر النظام المصرفي
وزيرة الدولة بالتعاون الدولي “سمية” قالت إن ما حدث للسودان لم يحدث في تاريخ العلاقات الأمريكية والتعاون الدولي واعتبرتها قرارات جائرة لم تسلم منها حكومة السودان، بل طالت التجار وتم تجميد أموالهم.
وقالت “أكد” في حديثها في المنتدى، إن العقوبات ألحقت خسائر كبيرة بالسودان وأن خسارة النظام المصرف السوداني كان (45) مليون دولار، في الفترة من الأعوام 1997-2015م. وخسارة فرص التمويل الخارجي بمنع التعامل وفرض عقوبات وغرامات مالية، كما حدث للبنك الفرنسي.وأبانت أن الخسائر التي رصدتها اللجنة من العقوبات تقدر بـ(500) مليون دولار، وأضافت قائلة، ولكن من يعوِّضنا عن الأرواح التي ذهبت نتيجة للأمراض المستعصية والتي لم نستطع أن نقدِّم لها العلاج والخدمات ويد العون، وقالت إن أكثر من (862) ماتوا بسبب الحمى الصفراء في عهد وزيرة الصحة “تابيتا” إضافة للذين يموتون بسبب السلطانات وغيرها.
وطالبت “أكد” الدولة بأن تعمل أولاً على المحافظة على مناخ الاستقرار السياسي ودعوة الممانعين وتهيئة المناخ للمستثمرين.
وزيرة الاتصالات وتقانة المعلومات د. “تهاني عبد الله” أعلنت كل التطبيقات المحظورة والمهمة ستكون متاحة للناس في السودان اعتباراً من اليوم ونبَّهت إلى ضرورة التعامل مع التطورات التي تطرأ على شبكة الاتصالات والانترنت والتكنولوجيا، لكنها نبَّهت إلى توخي الحذر من عمليات الهكر والاختراق وسرقة المواقع واحتلال الحسابات، وقالت: كله سيكشف، وشدَّدت على الالتزام بالقوانين وأنظمة التشغيل.
وقالت إن بعض التكنولوجيات كانت تتطلب منا استخدام جودة أقل والآن سنطالب بتقديم الجودة العالية والخدمات المتطوِّرة والأجهزة المطابقة للمواصفات والمقاييس وجلب الأجهزة التي لا تؤثر على صحة الإنسان والعمل على تقليص الأجهزة التي تشكل خطورة بيئية.
وأشارات “تهاني” إلى تكلفة الخدمات التكنولوجيا بعد الآن وتخوَّفت من توقف الاهتمام بالبرمجيات والأجهزة مفتوحة المصدر. وطالبت بضرورة الارتقاء بالشركات العاملة في التكنولوجيا والاتصالات لمواجهة الهجمة بعد رفع الحظر. ودعت لأهمية إدماج التكنولوجيا في قطاعات الصحة والتعليم. ورعاية الإبداع والابتكار وريادة الأعمال. مبيِّنة العمل على وضع الخطط والسياسات وتطمئن المؤسسات الحكومية بالاهتمام بأمن معلوماتها.
رفع العقوبات فرصة  للانطلاق
أمينة أمانة شؤون المرأة بالمؤتمر الوطني “زينب أحمد الطيب” رأت أن رفع العقوبات الأمريكية عن السودان فرصة  للانطلاق في كل المسارات مقرة بضرورة الوقوف على التحديات الماثلة ما بعد رفع الحظر وقالت إنه أثر على علاقات البلاد الخارجية والدعم وخدماته الداخلية واستخدام التقانة وغيرها، ورحَّبت بقرار رفع الحظر وقالت مهنئة: التحية للشعب السوداني لصبره وصموده حتى رفع العقوبات، بل رفع الظلم الجائر الذي وقع عليه، وأشارت إلى أن الشعب السوداني لم يستسلم لأي مؤثرات خارجية للخنوع .
“زينب” صوَّبت على دور الدبلوماسية السودانية في رفع الحصار بجانب دبلوماسية الرئاسة والمجتمع المدني والدبلوماسية الشعبية، وقالت من حقنا أن نعيش في حرية هم تحدَّثوا عن المسارات الخمسة، ونحن نتحدَّث عن أن هذه المسارات من قيمنا ومبادئنا، وأشارت “زينب” إلى أن البلاد الآن أمام واقع جديد ومتطلباته أن ينعكس على مستوى الخدمات للموطن، وأشارت في ذلك إلى الدور الكبير للمرأة في فترة الحظر وصمودها وأنها هي التي ربت الشعب على العزة والإنتاج.
الخبير الاقتصادي “حسن السنوسي”، أشار لانشغال القوى السياسية بشقيها الموالي للحكومة الحالية والمعارض وأجهزة الإعلام المسموعة والمرئية فور إعلان الإدارة الأمريكية (الجمعة) الماضية، رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان برسم سيناريوهات ما بعد رفع العقوبات وسط أجواء مشحونة بتفاؤل تركز على كيفية استغلال الفرص المتاحة للإسهام في استقرار الدولة السودانية ورفاهيتها.
وقال الدولة أمامها الآن فرص واسعة للتعامل الاقتصادي مع العالم الخارجي وأن لم تكن مطلقة، لأنه هناك سيف مازال مسلَّطاً على الرقاب وهو وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومنبهاً إلى وجود فرص للاجتهاد للخروج من القائمة. وقال لا نريد شعارات في المرحلة المقبلة ونريد أن نكون واقعيين واستغلال الفرص.
وأكد أن السودان له وضع مميَّز الآن مع (7) دول، فيها حيث مصلحة الأمن القومي الأمريكي، مشيراً إلى موارد السودان الضخمة من مياه وأراضى و ثروة حيوانية ومعادن وذهب بجانب النفط الخام والسياحة التي قال إنه يمكن ترتيبها لمصلحة السودان والنهوض به. إضافة لفتح فرص الاستثمار وأسواق جديدة للتجارة والصادرات السودانية المميَّزة والمرغوبة، فضلاً عن فرص استيراد السلع الأساسية والألبان وقطع الغيار والتكنولوجيا.
وأشار “السنوسي” إلى وجود حصص مقدَّرة من العون الخارجي والقروض والمساعدات وفرص الشراكات الأجنبية، وراهن أنه بالإمكان تحقيق التوازن في سعر الصرف تدريجياً. وشدَّد على معالجة الديون الخارجية التي تبلغ (45) مليار دولار، وجدولتها بشكل دقيق للحصول على منح قروض جديدة.
ولفت إلى ضرورة معالجة اختلال العجز في الميزان التجاري، مبيِّناً أن الواردات (9) مليار دولار، في مقابل الصادرات (6) مليون دولار، وشدَّد أنه لا بد من الاستغناء من استيراد بعض السلع.
وهاجم  “السنوسي” القطاع الخاص، مشيراً إلى أن حصة كبيرة من رؤوس أمواله تستغلها في المضاربة بالعملة والأراضي، مشيراً إلى أن الشركات الأمريكية تفضِّل العمل مع شراكات داخلية، لذلك لا بد من تجهيز القطاع الخاص وتأهيله .
وأشار إلى إن وجود نحو (2) مليون عاطل، عن العمل بالبلاد في ظل وجود  ما بين (3) إلى (4) عُمال أجانب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية