مسألة مستعجلة
“الحلو” و”عقار” والصراع على البقاء!!
نجل الدين ادم
ساعات تفصلنا من انطلاقة مؤتمر الحركة الشعبية – شمال، وحالة الخلافات ما تزال قائمة بين جناحي “مالك عقار” و”عبد العزيز الحلو” الذي تم تنصيبه مؤخراً من قبل قطاع واسع بعد الانقلاب الذي تم مؤخراً على رئيسه السابق السيد “عقار”، التوتر هو بشأن النواحي الإجرائية للمؤتمرين، كل متحفز من المعركة الانتخابية التي ستجرى، ولعل المقصود من المؤتمر المزمع عقده هو تصحيح المسار ومعالجة الاختلالات التي حدثت.. فهل يفلح في ذلك؟
الآن توقفت مفاوضات المنطقتين مع الحكومة تماماً في أعقاب الشرخ الكبير الذي ضرب القطاع وجعل كلاً من “الحلو” و”عقار” ينحيان منحى مختلفاً، ليس من مصلحة الطرفين ولا الحكومة ولا قيادات وقواعد الحركة استمرار حالة الخلاف والشقاق، لأنه يعني أنه ليست هناك مفاوضات.
مشكلة “مالك عقار” والذي تقل حظوظه أمام “الحلو” في الحصول على ثقة المؤتمرين، أنه ورفيقه السيد “ياسر عرمان” يعملان على إقحام بقية ولايات السودان في قضية المنطقتين، وفي ذلك ربما إضعاف للقضية، “عقار” يحاول أن يستميل قواعد الحركة الشعبية في المنطقتين النيل الأزرق وجنوب كردفان على السواء، بإطلاق اتهام لخصمه اللدود “عبد العزيز الحلو” بقيادة خط تقرير المصير والبحث عن انفصال جديد بعد فصل الجنوب.
ولاية جنوب كردفان ومنطقة جبال النوبة على وجه الخصوص، تحظى بقواعد كبيرة عكس النيل الأزرق، كذلك يبدو أن هناك استقراراً نسبياً في النيل الأزرق أكثر من جنوب كردفان، فقد وضح من خلال الأهداف الإستراتيجية لكل من “عقار” و”عرمان” محاولتهما توسيع دائرة المشكلة إلى أبعد مدى ومن ثم العودة للمعالجة والتسوية مع الحكومة في وضع أشبه بالابتزاز، على عكس “الحلو” الذي يريد أن يختصر الوقت ويعبر إلى مشكلتي المنطقتين، وهذا ما يعطيه ثقة أكبر وسط القواعد.
مبدأ جلوس الطرفين للاحتكام للخيارات ديمقراطياً في حد ذاته خطوة جيدة شأنها أن توحد جهود التفاوض وعدم توزيع وفود المفاوضات.
وحسناً فعل رئيس الجمهورية بإعلانه وقف إطلاق النار في المناطق المضطربة وهي بادرة طيبة تعبر عن حسن النوايا للحكومة، الأمر الذي ينبغي أن يجد الرد بما هو أحسن من قبل الحركات المسلحة. على قيادات وقواعد الحركة أن يعبروا إلى هذه المرحلة لوضع حد للأوضاع الاستثنائية التي يعيشها مواطنو المنطقتين.. والله المستعان.
