الخبير الاقتصادي "عبد الرحيم حمدي" في حوار الراهن مع المجهر))
ما تفرطوا في التفاؤل برفع العقوبات انتظروا القرار، واستمروا في شغلكم العادي
لو ما سياسة التحرير ما حتمشوا لقدام وما عندكم خيار غيرها
كل ثلاثة أيام ورشة والوزراء يقولوا نتبنى كل التوصيات وما بحلوا توصية واحدة.. قرفت من الكلام في الشأن الاقتصادي وكلامي قلتو كتير وما شايف في حاجة جديدة
حوار ـ سيف جامع ـ رحاب عبد الله
أكد أن العقوبات الأمريكية رفعت عن السودان، ودعا إلى عدم الاهتمام بأمرها والاستمرار في العمل وتحسينه وزيادة الإنتاج..
دافع الخبير الاقتصادي المعروف وزير المالية الأسبق “عبد الرحيم حمدي”، عن سياسة التحرير الاقتصادي التي طبقها في تسعينيات القرن الماضي، إبان توليه لمنصب وزير المالية، “حمدي” تحدث باستياء عن مآلات الوضع الاقتصادي الراهن وبدى كأنه لا يحمل آمالاً ليوم غدٍ، العقوبات الاقتصادية على السودان ومحاور أخرى (المجهر) جلست إلى الرجل في مقابلة خاطفة بفندق كورنثيا بالخرطوم.. وأجرت معه الحديث التالي..
دكتور.. كيف تراقب تذبذب أسعار صرف الدولار وتأثر صرفه؟
الدولار سعره به عدد من العناصر، الأول هو الأساسي العرض والطلب، وهذا موجود يشكل كم في الدولارات ما معروف، ولا في زول يديكم الإحصائيات ولا حتى في زول قاعد يعملها، وفي عنصر شغالين فيهو تجار العُملة، يرتفع وينخفض، لكن لا يمكن أن يهبط ويكون في طلب أكثر من العرض، وهذا يستحيل مما ينعكس على سعر صرف الدولار، إذا الطلب أكثر من العرض هذا يعني أن الدولار سعره أكثر من الرسمي، ونحن وزارتنا أصبحت شغالة في الموضوع دا، الدولار ح ينزل والدولار ح يترافع عن العقوبات و ح تنزلوا ـ انحنا ما قاعدين نشتغل بالنهج الحديث، في جلسة استماع بالمجلس الوطني قلت مقترحاتي بالانجليزي ثلاث مرات عشان تكون واضحة.
ما رؤيتك في حال لم ترفع العقوبات؟
قرفت من الكلام في موضوع الشأن الاقتصادي وكلامي قلتو كتير وما شايف في حاجة جديدة.,
وعن التوقعات المفرطة والآمال العراض برفع العقوبات الاقتصادية؟
ما تفرطوا ـ خير الأمور أوسطها، وأنا افتكر ما في داعي للحديث في الكلام دا، باقي خمسة ولا ستة أيام انتظروا، وعلى أي حال ما تنتظروا يعنى تربعوا يديكم، استمروا في شغلكم العادي وحسنوه والمشاكل التي تحتاج لمعالجة موجودة ومعروفة وكتيرة جدا وبعدين ما تعملوا العقوبات دي محطة.
ما هي المشاكل التي تقصدها علماً بأن الحكومة تحدثت عن أن الوضع تمام التمام؟
من قال ذلك.. “أمشي أسأل وأنا أرى أن هنالك مشاكل كثيرة جداً”
أبرزها ..؟
رد ضاحكاً، أبرزها كترت الصحف السودانية..
عاوزين يقفلوها..؟
منو العاوز يقفلها..
الدولة طرحت رؤية لدمجها ودعمها..؟
حتى الصحافيين الآن، صحفي واحد يمكن أن يقوم بتغطية فعالية، ثم توزيع الخبر بصياغة واحدة، لذلك ترى أن أي بنك يمكن أن يعطي السواق مرتباً أعلى من الصحفي، أمشي اسألوا ـ واقول ليكم حاجة أنا سواقي مرتبو أكتر منكم بأربعة مرات، والكمساري مرتبو أكثر من (3) آلاف جنيه.
ماذا لو وضعت رؤية لقطاع الطباعة..؟
ليست لدىَّ رؤية لكم ولا حاجة، ناسكم الناشرين ضعاف، وممكن لو عاوزين يدوكم قروش يدوكم ليها، في ناس عندهم القروش.
إذن توقعاتك لسعر الدولار؟
أنا في رأيي ما يتحدثوا عنه تاني فقط يتجاهلوه، ويشتغلوا شغلهم وأنا شفت في بلاد مثلا زي تركيا وإيطاليا مرة ادفع سعر فنجان القهوة وفي وجبة في إيطاليا ثلاثة ملايين ليرة وفي تركيا مرة عزمت ناس وجبة دفعت (27) مليون ليرة، ما سألوا عن الدولار إلا بعد أن استقلوا، إيطاليا أصبحت الدولة الرابعة في أوربا، وتركيا جاءت من الدولة الكم وثلاثين إلى الـ(17) عالمياً، الناس بتشتغل ما بتتكلم، لكن انتو عاوزين كلام، وعاوزين تحلوا المشكلة بالكلام، وهسه بتاع الصناعات دا اسمو منو (الفاتح عباس) قال نرجو انو الدولة تعتبر النسيج صناعة إستراتيجية، طيب إذا ما اعتبرتها ح ينعمل شنو؟ قاعدين هم يقولوا في الكلام دا أكثر من (30) سنة ـ والصناعة ماتت وانتهى ـ وجاء مستثمر من سوريا (مصانع العمر للنسيج) وعمل مصانع ويعمل حالياً في مصانع تانية وفي مزارع، الناس هنا ما بتشتغل ما عندها مزاج للشغل عشان كده ما يتكلموا ساكت ـ لذلك انسوا الدولار تماما لأنها ما مشكلتكم، هناك (1800) موظف في بنك السودان، مهمتهم اسمها الدولار ـ لكن وزارة المالية تقول ليك الدولار والمصدرين والمنتجين يقولوا الدولار، ومفترض ينتجوا ويصدروا، والآن كل يوم في ندوة أو ورشة عن الصادر ومافي عمل، والوزراء يقولوا نتبنى كل التوصيات وما بحلوا توصية واحدة.
اليوم المطلوب شنو إننا عاوزين جنيه سوداني، كل الدولة محتاجة للجنيه السوداني.
ممكن الحكومة تطبع الجنيه ..؟
لا ما تطبع تستلف من الجمهور وأنا قلت الكلام علناً في كذا موقع، قبل أيام طرحت وزارة المالية (850) مليون جنيه، أنت عارف جاتها كم في عشرة أيام، استردت (3) ترليون ونصف، يعني رجعتها قبل أن يتم الاكتتاب، الذي يمكن أن يستمر شهراً، القروش أصبحت عند الجمهور وهي المورد الرئيس، المورد الثاني البنوك حيث نحتاج لـ(65%) من أموال البنوك، احتياطي المركزي، شهادات شهامة وغيرها ومكن تنزل النسب دي القروش تجيك نازلة.
وتحرك البلد من سنة 2000 العالم كلو يضخ مبالغ اسموها (التيسير الكمي)، أمريكا تضخ قروش لكن السودان يمسك القروش، يجروا لجوة يا أخوانا انحنا شغالين طلب ـ وهم خايفين من نتائجه إذا طبقوه يرفع الأسعار، وهي طبعاً كلها ارتفعت والأسوأ حاجة، حاجة المتوقع تحصل.. حصلت.
لكن يا دكتور هنالك من يعتقد أن سياسة التحرير الاقتصادي التي أنت عرابها هي سبب المشكلة؟
ليست سياسة التحرير، سياسة التحرير حلت الكثير من المشكل لو ما سياسة التحرير ما حتمشوا لقدام وما عندكم خيار غيرها..