حوارات

النائب البرلماني المثير للجدل "أبو القاسم برطم" لـ(المجهر)

الحكومة أوهمت الناس أنه برفع الحصار سوف تنتهي كل المشاكل
لم أدخل البرلمان بحثاً عن الشهرة.. وأنا ما محتاج لشيء
الناس تكون موهومة إذا افتكرت أن يوم (12) ح تجي طائرات وتكب قروش في الشارع
حوار ـ هبة محمود
ظل لأكثر من عامين نجماً برلمانياً يتصدَّر أخبار الصحف بإثارته للجدل واعتراضه على الكثير من القضايا وكأني بلسان حاله يقول: (إنما أتيت لاعترض) ليكسبه هذا الاعتراض شهرة واسعة وجماهيرية عريضة من أتباعه ومؤيديه بالولاية الشمالية.
ظل النائب البرلماني “أبو القاسم برطم” منذ فوزه بالنيابة البرلمانية مثار اهتمام لما يحظى به من آراء في القضايا كافة، حيث أنه يمارس معارضة بنكهة مختلفة. 
(المجهر) التقت به على عجالة في ردهات المجلس الوطني بأم درمان، عقب خطاب رئيس الجمهورية في فاتحة أعمال المجلس فكانت هذه الإفادات السريعة.
*مرحباً سيد “برطم”؟.
مرحباً بكم.
*ما هو تعليقك على خطاب الرئيس في دورة انعقاد المجلس الوطني السادسة؟.
خطاب الرئيس فيه تكرار لوعود تنتظر التطبيق، وحسبما جاء بخطابه في البرلمان في 2015م، فإن هنالك عدد من القضايا تحتاج لمعالجات، والخطاب كأنما به خطة حزب المؤتمر الوطني لانتخابات 2020 م.
*تراه خطاب انتخابي؟.
دا خطاب انتخابي، وأنا كنت بتمنى أن يقدِّم الرئيس خطاباً لأمة وليس لحزب، ثانياً ما يسمى بالحوار الوطني هو الآن حوار ميِّت.
*الحوار الوطني التفتت حوله غالبية الأحزاب؟.
الحوار الوطني ليس لديه أي برنامج وهو يطبَّق في برنامج حزب المؤتمر الوطني، وكل الحاصل عبارة عن (كلام ساكت).
* سيد “برطم” رغم إجماع الغالبية عليه، وتأكيدهم على أنه يسير في مساره الصحيح؟.
الحوار كما ذكرت لك إنه ميِّت وهو لامس نقاط كثيرة مهمة جداً، ولكنه أهمل الكثير، أولها الحريات، يعني حتى قبل أيام فإن صحيفة (التيار) موقوفة وحتى الآن هناك اعتقالات سياسية، فالحوار كما ذكرت لك مؤسس أصلاً على الحرية والحرية، حتى الآن لم تطبَّق، يعني الحوار (قيمتو شنو) إذا كان أساسه غير مطبَّق، ثانياً يجب أن تكون هناك مشاركة فاعلة وحقيقية في حكم البلاد، والحوار الآن هو عبارة عن محاصصة ليس إلا، وأكثر من الترضيات، هناك (600) وزير و(600) غفير ومدير وهيئة، وكله في النهاية صرف من مال الشعب السوداني.
*بحديثك عن الحريات، كيف تفسِّر تقرير الأمم المتحدة الذي يؤكد أن السودان أوفى بالمطلوبات الخمسة ومن ضمنها الحريات؟.
الأمريكان على فكرة أبعد ناس من الحريات والديمقراطية، أمريكا لديها أجندة معيِّنة ومصلحة معيِّنة، ليس لديها مصلحة بمعتقلين أو حريات، وهذا ليس مطلبها الأساسي، هي لديها مصالح خاصة بالسودان ولا يهمها لو السجن مليان معتقلين أو (فاضي) لديها مصالح سياسية اقتصادية، لكن أن نقول إن أمريكا تدافع الحرية والديمقراطية ده وَهم كبير، ورفع الحصار ليس مربوطاً بالحريات كما يظن الكثيرون.
*غير متفائل برفع العقوبات إذاً؟.
لا، أبداً.. رفع العقوبات أنا (أشوفه) تعرية للحكومة.
*كيف؟.
الحكومة زمان كانت تتحجج بشماعة اسمها رفع العقوبات، وكلما تحدث أزمة خانقة في البلاد نسمع عن العقوبات والحصار، وكلما تحصل مشكلة يقولوا ليك العقوبات، أنا أقول ليك الحصار سوف يرفع يوم (12) الجاري، وفق المعطيات الحاصلة، لكن على سبيل المثال المواطن لن يستفيد منه شيء، يعني مواطن في غرب السودان أو شماله، مواطن عادي لا عنده علاقة ببنوك أجنبية ولا تحويلات ولا يدرس أبناءه في بريطانيا أو ألمانيا، (ح يستفيد شنو) من رفع العقوبات، بالتأكيد لن يتأثر بالحصار ولا برفعه.
* السيد النائب.. كأنما تعني أن رفع العقوبات الاقتصادية لن يحرِّك ساكن الاقتصاد السوداني؟.
الناس تكون موهومة إذا افتكرت أن يوم (12) ح تجي طائرات وتكب القروش في الشارع.
*بالتأكيد الناس لا تعتقد ذلك، ولكنها تتفاءل بالرفع في إنعاش الاقتصاد السوداني لما يعانيه؟.
الناس الآن أصبحت تتعامل أن الطائرات ح تجي وتصب على المواطنين أموالاً ضخمة، وده وَهم كبير، لأن الحكومة أوهمت الناس أنه برفع الحصار سوف تنتهي كل المشاكل، والناس متخيَّلة أن الدولارات ح تنهال على الناس، وأنا رأيي أنه لا يوجد شيء يساهم في نهضة البلاد سوى الإنتاج والإنتاجية، وإلا سيظل الدولار مرتفعاً، كما أن هناك غلاء المعيشة وتدهور التعليم والصحة وفي كل مناحي الدولة، ولذلك يجب على الدولة أن تدعم وتساهم في الإنتاج، وده مخرجها الوحيد، غير كدا لا رفع عقوبات بحلها ولا غيره.
*غير راضٍ عن الأوضاع التي تعيشها البلاد؟.
سؤال .. أنتِ راضية عنها، خليني أنا.
*ماذا يفيد إذا ما كنت راضية أم لا، لكن أنت تنوب عن المواطنين وتتحدَّث باسمهم في البرلمان ومن هذا المنطلق جاء سؤالي؟.
أنا ما راضي عنه بالطبع.
*من واقع عدم الرضا هذا ما الشيء الذي قدَّمته لمواطني دائرتك في الولاية الشمالية؟.
قدَّمت ليهم (الكلام البقولوا ليك دا).
*قدَّمت ليهم كلام فقط؟.
أنا نائب برلماني ومهمتي أطالب بحقوقهم.
*عرف عنك إثارة الجدل دوماً، وكأنك تجسِّد أنها أسهل طريق للشهرة طالما أنك ظللت تقدِّم لمواطني الدائرة حديث فقط؟.
أنا أتحدَّث منذ سنتين والقضية ما قضية شهرة، أنا قبل البرلمان دا الحمد لله ما محتاج لشيء، أنا دخلت عن طريق ترشيح أهلي لي عشان أدافع عن حقوقهم، ثانياً نحن في الولاية الشمالية تجاوزنا مفهوم أن النائب البرلماني هو المسؤول عن عمل المدرسة والشفخانة وخلافه.. أنت كمواطن تدفع الضرائب والعوائد للدولة، فهي ملزمة بعمل كل الخدمات لأنه واجبها طالما أنها تأخذ المقابل نظيرها، ودا ما دور النائب البرلماني، على فكرة، والمعلومة دي مهمة جداً وعلى الناس أن تعيها، نحن في الشمالية أدركناها وبالتالي لم تصبح سلاحاً، يعني في أوقات سابقة كانت تستخدم ضد النائب في أنه لم يقدِّم لأهله شيء يذكر، وأنا ما جيت عشان أعمل لأهلي حاجة، أنا ما عندي خزنة عشان أصرف منها، لكن أتيت للمطالبة بحقوقهم .
*هل نفذَّت هذه الحقوق؟.
طالبت بها كحد أدنى في ظل الظلم الموجود، على الأقل رفعت صوت الحق بصورة واضحة من داخل البرلمان.
*ألا توافقني الرأي أن مرور أكثر من عامين وهي عمر وجودك بالبرلمان مطالباً بالحقوق ولا شيء ينفَّذ هو أمر في غاية الإحباط؟.
لا.. هناك أشياء نُفِّذت، الآن نحن لدينا كتلة بها أكثر من (35) عضواً، وعندما بدأنا كنا (15) عضواً فقط، ثانياً (زمان في البرلمان ما كان في زول بقدر يقول تلت التلاتة كم)، الآن الناس أصبحت ترفع أصواتها وتطالب بحقوقها.
*معذرة، السيد “برطم” ولكن ليس المهم أن تتحدَّث بقدر ما هو مهم أن يتم الإصغاء لما تقول؟.
شوفي.. السلاح أنواع.. هناك سلاح اسمه البندقية وسلاح اسمه الكلمة، نحن حتى الآن رافعين صوت الكلمة كسلاح، ونعتبر الكلمة أقوى من أي بندقية ومن أي رصاص، بالكلمة يمكن أن تغيِّر النظام وتزيل الظلم، الكلام ما (كلام ساكت) مجرد أن يتحدَّث الناس فقط وتذهب، لكنه في نهاية الأمر يحرِّك المجتمع ويوضِّح الحقائق، والمواطن إذا لم يكن واعياً بالحقائق نقوم نحن بهذا الدور..البرلمان دوره تشريعي ورقابي ليس أكثر، رقابي في أن يوضِّح مكامن الخلل، وأنا دوري كنائب هو توضيح هذا الخلل للمواطن قبل الحكومة وأبصِّره به، لكن ليس دوري أن أعالجه، لأني لست بجهاز تنفيذي وهذه الجزئية على الناس أن تعيها.
*أخيراً.. هناك حديث عن ترشيح “البشير” لدورة رئاسية جديدة 2020م؟.
أنا ضد ذلك تماماً، لأننا لن نسمح بتغيير الدستور لإرضاء أهواء حزب.

         

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية