ربع مقال
السعودية.. ذوات الخدور يركبن السروج .. !!
خالد لقمان
.. أعلم بأن هنالك من سيحاول أن يجد تركيباً أكثر اتساقاً في جرسه لهذا العنوان، إلا أنني دفعت بهذا لأن ما يحقق المعنى متوفر فيه (ولا نامت أعين من هم في قاع المدينة).. على عموم الأمر استطاعت المرأة السعودية أخيراً وبقرار ملكي أن تنتزع حقها في قيادة السيارة ..!! .. وبالطبع فإن الأمر برمته يبدو مثيراً ومتندراً عليه في مجتمعات الدول المتقدمة الأوروبية والغربية وحتى الشرقية منها وفي ذات الوقت ولغرابة الأمر فإنه يجد على محيطه العربي والإسلامي جدالاً حول صحته من عدمها .. !! .. ولكن هذا الحدث يعكس وبالتأكيد التباين الشاسع بين مستويات التعاطي والتعامل مع المرأة في المجتمعات العربية فمن شمال أفريقيا إلى قلب الخليج والجزيرة العربية حكايات متنافرة ومتضادة، وفِي السودان وضع الراحل “الترابي” البصمة الأكثر تأثيراً ليس على مستوى القطر السوداني فقط ولكن على كل المستوى العربي، فإن كان لنا إعلاماً قوياً وتوثيقاً دقيقاً لأبرزنا هذا الرجل باعتباره هو المحرر الحقيقي للمرأة العربية في عصرها الحديث، وما فعله رجل “كقاسم أمين” في المجتمع المصري لم يكن سوى قطرة في مَحيط ما فعله “الترابي” الذي أخرج المرأة من خدرها مبكراً لتخرج دارسة وعالمة ومعلمة وقاضية ووزيرة وسيدة أعمال وغير ذلك.. رحمك الله شيخ “حسن” فقد أعطيت بلا من ولا أذى وذهبت بلا زهو ولا افتخار..