مسألة مستعجلة
سقف العقوبات.. وتمديد ولاية الخبير المستقل
نجل الدين ادم
أبرز ما طرحه وفد الكونغرس الأمريكي الذي زار الخرطوم مؤخراً، كان هو السؤال الذي وجهه لوزارة المالية.. ماذا لديكم بعد رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة؟
أهمية السؤال بجانب أنها تعطي ملمحاً إيجابياً بإصدار قرار إيجابي، هو حرص واشنطن على أن يعود القرار إيجاباً على المواطن الذي تأذى بحسب التقارير، وأن تنتهي فترة المعاناة.
إرهاصات جيدة بصدور قرار برفع العقوبات الاقتصادية وأخرى تلوح في الأفق، في المرة الفائتة كتبنا بشيء من التفاؤل الكبير بأن العقوبات مرفوعة لا محال، ولكن عندما جاء القرار سالباً كانت الانتكاسة والآثار السالبة تحيط بعضنا، وهذا ما يقودني إلى أن رفع سقوفات الطموح من شأنه أن يوقع في المهالك حال كان القرار مختلفاً، الحكومة تحتاج من هذا الواقع أن لا تتفاءل أكثر مما هو عليه، وكذلك يجب أن تكون بالفعل قد هيأت المسرح المناسب لقرار رفع العقوبات وعدم انتظار النتائج، الحكومة ينبغي أن تكون جاهزة للاحتمالين الرفع وعدمه.
سؤال وفد الكونغرس كان هو المحور المهم، إذ أن واشنطن تريد أن تطمئن من كل الجوانب وأن تكون الحكومة بحجم التحدي.
أحد عشر يوماً تفصلنا عن القرار القاطع، لنتحرك من بعد ذلك وفقاً للخطة المطلوبة، وأجد أن الأفضل في كل ما طرح هو إعمال مبدأ التفاؤل الحذر.
مسألة ثانية.. تمديد ولاية الخبير الأممي المستقل في السودان خلال اجتماعات جنيف، كان العنوان الأبرز في صحف الأمس، وتسريبات متباينة صدرت في الخصوص جعلت من الثقة مكاناً قصياً، قرأت في صحيفة الرأي العام أن الحكومة ترحب بالقرار الصادر كونه جاء ضمن مصالحها، لا أعرف فيما الترحيب وأصلاً القرار معروف ولا يحمل سوى استمرار الوصاية، ينبغي على المسؤولين أن يقرأوا أبعاد القرار.
مسألة ثالثة.. أمس الأول انتهت اجتماعات “السيسا” بالخرطوم، وقد حققت الكثير من الأهداف والمرامي، وقد أعطى مشاركة ممثلين من دولتي أمريكا وفرنسا في الملتقى، قوة دفع إيجابية وقيمة إضافية، والدولتان تقفان أمام جملة تحديات متعلقة بالأمن في أفريقيا والتي يعولون عليها، لأنهم يعرفون جيداً أن استتباب الأمن في أفريقيا، هو استتاب الأمن في أمريكا وأوربا.
اجتماع مدراء جهاز الأمن في الخرطوم، بمشاركة عدد من الدول، والذي أنهى أعماله في العاصمة السودانية، جاء مميزاً من حيث الفحوى والمضمون والتوصيات، فجاء الاجتماع حاملاً لجملة معاني تمكن الشركاء من رسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة.. والله المستعان.