المشهد السياسي
ملتقى “السيسا” الفكري منافعه كثيرة
موسى يعقوب
خطوتان مباركتان تمتا في الخرطوم الأسبوع الماضي، وهما متكاملتان ومتلازمتان. ففي مباني الأكاديمية العليا للدراسات الأمنية الإستراتيجية بسوبا (الأربعاء) الماضي، كان الملتقى الفكري لمجموعة (السيسا) الأمنية الإستراتيجية الأفريقية بترتيب ورعاية أمنية سودانية. وبعد ذلك كان مؤتمر (السيسا) بقاعة الصداقة في الخرطوم صباح (الخميس)، وقد خاطبه السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” وأنهى أعماله بجلسة ختامية خاطبها مساعد رئيس الجمهورية الأستاذ “حسبو محمد عبد الرحمن”.
وقد كان أس الموضوع في الخطوتين هو السعي نحو شراكة إستراتيجية أمنية لمكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والتطرُّف لتحقيق الاستقرار السياسي في أفريقيا بغرض التنمية. الخطوة التي قال السيد الرئيس إنها موفقة ويباركها، لأن أمننا القومي لا تكتمل حلقاته إلا بأمن واستقرار دول الجوار.
وكما قال الرئيس النيجيري “أبوسانجو” والأمن والاستقرار السياسي وجهان لعملة واحدة. وتلك حقيقة. وعليه فإن جهاز الأمن والمخابرات السوداني بقيادة مديره العام الفريق مهندس “محمد عطا المولى” قد أحسن وأجاد في الفكرة والاستضافة والتنفيذ لما ترتب على ذلك من فوائد أمنية وسياسية ودبلوماسية، فالحضور غير الأفريقي الذي شمل ممثلين للولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الفرنسية والمملكة العربية السعودية ودولتَيْ الإمارات والكويت ودول أخرى، دعم الوجود الأفريقي صاحب الشأن وجعل من أمر الإستراتيجية الأمنية أمراً وهماً عالمياً وليس إقليمياً أو أفريقياً وحسب. بل ليس أمر الأمن والسلامة ومكافحة الإرهاب والتطرُّف بشأن غربي أمريكي، كما كان الحال بعد حادث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وتضرر منه وعانى الكثيرون ولا سيما الصعيد الأفريقي والعربي الإسلامي أو العالم الثالث بشكل عام .
وغني عن الذكر في سياق المنافع وتبادل المصالح بين الدول والأمم نقول إن (الحوار الوطني والمجتمعي السوداني) والسلام في دارفور وخطوات نزع السلاح وإحلال التنمية ورتق النسيج الاجتماعي بديلاً، لذلك كان محل اهتمام وجذب انتباه الكثيرين في مؤتمر (السياسا) الأمني الإستراتيجي الأفريقي الرابع عشر، وفيما سبقه من ملتقى فكري إستراتيجي جرى بالأكاديمية العليا للدراسات الأمنية الإستراتيجية بضاحية سوبا. وقد كان هو الآخر جاذباً لانتباه الكثيرين مبنى ومعنى.
إن الحضور الأفريقي الذي بلغ الثلاثين من قادة الأمن والمخابرات الأفارقة. يجعل الهموم الأمنية مشتركة ويجنِّب أفريقيا شر المنازعات والموبقات. فالشكر للفريق “عطا المولى” وجماعته وللدولة السودانية التي أعلنت رغبتها في الضيافة بين حين وآخر.. والسودان اليوم رئيساً لـ(السيسا).