مجرد سؤال
السياحة.. ثم السياحة
رقية أبو شوك
حسناً ما فعلته وزارة السياحة والحياة البرية وهي تعلن اكتمال عمليات المسح السياحي في كل ولايات السودان وحصر المواقع السياحية بها، حيث أعلن ذلك في ختام احتفالات البلاد باليوم العالمي للسياحة الذي استضافته ولاية نهر النيل واختتمت أعماله أمس الأول (الخميس).. والوزارة قالت إنها تسلمت نسخة من كل البيانات المتعلقة بالمسح.
لاشك أن اختيار ولاية نهر النيل لاحتضان الاحتفال والملتقى الثقافي السابع لوزراء السياحة بالولايات، يؤكد أنها هي أم السياحة في السودان كونها تحتضن أهرامات النقعة والبجراوية كأعظم إرث سياحي في السودان، الذي يؤكد أن التاريخ السوداني هو التاريخ الأول.. والأهرامات تحكي ذلك التاريخ المجيد.. كما أن البلاد أيضاً احتضنت من قبل جبل البركل والأهرامات بمناطق مروي ونوري بالولاية الشمالية، التي حكى لنا عنها التاريخ بأن “تهراقا” جاء للشمال بعد أن أجرى دراسة أكدت الكرم السوداني الأصيل وحينها اتجه للشمال وزار عدداً من المناطق التي تحكي روعة الكرم السوداني الأصيل، وقد أشرت لهذا الكرم في مساحات سابقة.
شوف جبل البركل ثبوت
وفي الحجار تاريخنا منحوت
شـوف سـواقـيـنـا الـعـامـرة تــب
شـوف فــواكـهـنـا الـفـي الـعـلـب
شـوف أرضـنـا الـشـايـلـة الـدهـب
ومـجـتـمـعـنـا عــديل مـا اتـخـــرب
شـــوف مــحـمـد وعـاشــة ورجـــب
وداك قــمـــري يـلـقـط الــحــــــــب
هذا الكرم وهذه السياحة الأهرامية وحدها كافية لأن يكون السودان هو البلد رقم واحد في السياحة، لكن ثمة معوقات وتحديات كثيرة تقف دون الانطلاق.
فرغم أننا نمتلك كل مقومات السياحة إلا أنها ظلت مفقودة في بلادنا، لكن نحسب أنه آن الأوان لتجاوز كل العقبات والتحديات التي تقف دون أن نصل مراحل متقدمة في هذا المرفق الإستراتيجي والحيوي الذي نعدّه رافداً قوياً من روافد الإيرادات التي نعاني من شحها.
وما دامت المعوقات والتحديات التي تواجه السياحة قد تم حصرها كما أكد ذلك وزير السياحة في ختام ملتقى السياحة، وسلمت للنائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي، فإننا حتما نسير في الاتجاه الصحيح وسنسمع قريباً بإزالة كل المعوقات.. فبرنامج إصلاح الدولة سيتضمن إزالة تلك المعوقات لتنطلق السياحة.
نعم نمتلك المقومات.. مقرن النيلين وحده يمكن أن يكون معلماً سياحياً وكذلك نهر النيل بكل فروعه وجماله منظره..
وما زلت اكتب وأردد كلما تذكرت السياحة المهملة في بلادي كلمات الشاعر المصري “صلاح عبد الصبور” وهو يكتب عن ملتقى النيلين:
وهذا الأبيض الهادي
يضم الأزرق الصدرا
لا انفصلا ولا انحسرا
ولا اختلفا ولا اشتجرا
ولا هذي ولا تلك ولا الدنيا بما فيها
تساوي ملتقى النيلين في الخرطوم يا سمرا
نعم هذه حقيقة، فإن الدنيا بما فيها لا تساوي شيئاً مقارنة بملتقى النيلين في الخرطوم الذي يعدّ آية من آيات الله..
أتمنى أن تكون توصيات ملتقى وزراء السياحة الثقافي السابع الذي انعقد بنهر النيل آخر التوصيات فيما يتعلق بانطلاق السياحة بالسودان.. فالمعالم السياحية كثيرة في السودان، وطالما أنه تم حصرها فلابد أن نضع خطة للتنفيذ وطرحها للاستثمار مع وضع الأولويات وجدولة التنفيذ، مع الوضع في الاعتبار شلال السبلوقة الذي يشدك ساعات وأنت تتأمل جمال المياه وهي تتدفق من جميع جوانبه.. فهنالك دول عدة أقل منا من ناحية المقومات ساهمت السياحة برقم كبير في دفع عجلة اقتصادها.