الملتقى التجاري السوداني – السعودي الأول..مساعٍ لزيادة التعامل التجاري
الخرطوم – رحاب عبدالله
خلال السنوات القليلة الماضية ازدهرت العلاقات السودانية السعودية بفضل تنامي درجة التبادل الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.. وجاء ذلك عبر الجهود المكثفة التي بذلتها البعثة السعودية بالخرطوم.. حيث حرصت على إزالة العراقيل التي كانت تقف أمام زيارات رجال الأعمال والمستثمرين السودانية إلى المملكة، ولعل حجم التبادل التجاري الذي تشهده البلدان خلال السنوات القليلة الماضية.
بالأمس، بدأت فعاليات الملتقى التجاري السوداني السعودي الأول بالخرطوم الذي تنظمه الغرف التجارية وغرفة المستوردين بالتعاون مع هيئة تنمية الصادرات السعودية.
وزير التجارة: التبادل التجاري ضعيف جداً
أشار وزير التجارة “حاتم السر” لمواقف المملكة العربية السعودية الداعمة للسودان ما ساهم في تخفيف العديد من الأزمات والعقوبات المفروضة على السودان، مشيداً بالمشروعات التنموية للمملكة خاصة فيما يلي قطاعات المياه والسدود واستزراع الأراضي وتأهيل البنيات الأساسية في مجالات النقل والاتصالات وأشار “السر” إلى تطور العلاقات السودانية السعودية وتطابق الرؤى والتوجهات في مختلف القضايا والملفات الإقليمية والدولية وتكللت جهود الإرادة السياسية للبلدين بتوقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية ما يساعد في الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية بالسودان ومساندة المملكة في تحقيق رؤيتها 2030م، وقال إن العلاقات بين البلدين وبحكم الموقع الإستراتيجي وتكامل الإمكانيات في استغلال الموارد الطبيعية دفعت البلدين إلى تنفيذ برامج للأمن الغذائي العربي، ونبَّه “حاتم” إلى ضرورة الاستغلال الأمثل للموارد وتوجيه الطاقات نحو الإنتاج لتحقيق مبادرة الأمن الغذائي لمواجهه تزايد معدلات الفجوة الغذائية العربية، مبيِّناً أن السعودية تمثِّل شريكاً تجارياً للسودان وتساهم بما نسبته (١٩،٨)%، من حجم التجارة الخارجية للسودان باعتبارها الشريك الثالث للسودان، بيد أنه أشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى لمستوى يعكس القدرات والفرص التجارية التي يتمتع بها البلدان، مشيراً لالتزام الحكومة بدعم مشروعات القطاع الخاص وتطوير البني التحتية وإصلاح السياسات الاقتصادية الكلية لتمكين المستثمرين من تصدير منتجاتهم إلى المملكة وبقية دول منطقة التجارة العربية الحرة ودول (الكوميسا)، وأشار وزير التجارة إلى جهود السودان في الإصلاحات الاقتصادية لتذليل العقبات أمام الاستثمار.
الغرف التجارية تقترح التعامل بالريال مع المملكة
انتقد رئيس اتحاد الغرف التجارية م. “يوسف أحمد يوسف”، تباطؤ مسيرة مجلس الأعمال المشترك مع المملكة السعودية وعدم وجود حماس من الطرف السعودي، ودعا لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للملتقى التجاري الأول السوداني السعودي اليوم، لتقوية المجلس بتكوين مجلس من أشخاص حريصين على دفع الأمر، مقراً بوجود مشكلات كانت تواجه التحويلات البنكية وفتح الاعتمادات، وطالب الجانب السعودي بالنظر لوضع السودان لجهة أن العمل بدون تعامل مصرفي لا يتم – حسب قوله – مبيِّناً أن البنوك كانت تتخوَّف من فرض الغرامات واقترح أن يتم التعامل بالريال السعودي تفادياً للعوائق، وعدَّه أمر يسهِّل التداول التجاري بين البلدين.
وأعلن “يوسف” عن اتفاق مع حكومة تشاد يقضي بتنشيط المناطق الحرة التجارية بمدينة الجنينة، لتبادل كل السلع التجارية، قال في تصريحات صحفية إن الاتحاد قام بزيارة لتشاد مؤخراً وخلصت المباحثات لتفعيل التجارة بين البلدين، مضيفاً أن الفترة المقبلة ستشهد تلبية زيارة لدولة أفريقيا الوسطى للتفاكر حول رغبتهم في التعاون التجاري، وزاد “إن حركة التجارة العالمية صارت كالماء أينما وجدت “وادي سهل سألت عليه “، مشيراً إلى أن البلاد تعتبر سهلاً منبسطاً مترامي الأطراف يحدها العديد من الدول.
السفير السعودي : الملتقى حجر أساس لزيادة حجم التبادل التجاري
من جانبه دعا سفير المملكة العربية السعودية لإزالة العوائق الإدارية في قطاع الاستثمار لتحقيق الرغبات الداعمة لحجم الاقتصاد، ونوَّه إلى التغلُّب عليها في المرحلة المقبلة، وقطع بأن الفرصة مواتية لرفع حجم التبادل التجاري بين السودان والسعودية في إشارة إلى أن وجود فرص تجارية حقيقية في البلدين ممثلة في موقعهما الجغرافي وتنوُّع المنتج، واعتبر الملتقى فرصة حقيقة للانطلاق بحجم التجارة البينية والتوسع بين دول الجوار وقطع بأهمية الملتقى لجهة أنه ينطلق من رغبة قيادة البلدين الداعمة لتعزيز وتوطيد التعاون الاقتصادي والتجاري، وأضاف بأن الملتقى حجر أساس لزيادة حجم التبادل التجاري، ودعا لدراسة الوسائل والسبل لتحقيق تلك الرغبة في تنميته وتوسيعه وزيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي، وتوقع الخروج بنتائج إيجابية لمصلحة الاقتصاد، ولفت إلى وجود فرص متنوعة وطبيعية لتحقيق النماذج في تنمية الصادرات وحجم التبادل التجاري.
تنمية الصادرات السعودية تؤكد جدية التبادل
وقال رئيس هيئة تنمية الصادرات السعودية “رياض قيس” إن اهتمام هيئة تنمية الصادرات السعودية في إيجاد فرص نوعية لشتى القطاعات نابع من اهتمام حكومتهم الذي أولته رؤية المملكة لتعزيز موقعها ضمن أكبر اقتصاديات العالم، وقال بأنهم يؤمنون بقدرة صناعتهم الوطنية المتميَّزة وجودتها العالية وما تذخر به المملكة من موارد طبيعية وبشرية، بالإضافة للدعم الحكومي لبرامج التصنيع المحلي ما يؤهلها للمنافسة في الأسواق العالمية وإيماناً وانطلاقاً من هذه الرؤية اهتمت هيئة تنمية الصادرات بتشجيع الصادرات السعودية غير النفطية وتنميتها بما يزيد من تنافسها عالمياً وبما يسهم في فتح أسواق أكبر للتبادل التجاري في مجال السلع والخدمات ويضمن أعلى دخل للفرد والمجتمع معاً، وقال إن لقاءهم اليوم تلبية لدعوة كريمة يؤكد حرص المملكة على رفع قيمة اقتصادها والاستفادة من الفرص التجارية المتنوعة، وأشار إلى أن السعودية احتلت المرتبة الثالثة لأهم الدول التي تصدِّر إلى السودان بصادرات قدرت بـ (21) مليار ريال، مشيراً إلى أن سياسة خادم الحرمين الشريفين أسست لتوطين الصناعة ودعم المصنِّعين والمستثمرين بالقطاع، وهو ما أسهم في نمو القطاع الصناعي ما انعكس على زيادة المصانع لزيادة الطلب عالمياً على المنتج السعودي، ونأمل أن ترسم الخطوة مستقبل تجاري متميِّز بين البلدين.