السودان و"التشيك".. دفع علاقات الاستثمار مع الاتحاد الأوروبي
وفد برئاسة نائب وزير الخارجية يصل الخرطوم
الخرطوم – رحاب عبدالله
بدأت الخرطوم عازمة على دفع علاقاتها الاقتصادية على أكثر من محور، وهذه المرة حان الموعد للاتجاه شمالاً ناحية الشرق الأوروبي، فقد وصل الخرطوم منذ يومين وفد من جمهورية التشيك يقوده نائب وزير الخارجية التشيكي وحضر مباحثاتها سفيرة التشيك بالخرطوم ورجال أعمال ومستثمرين في قطاعات مختلفة، وتأتي الزيارة لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة للتشيك بالسودان، فما محصلة هذه الزيارة التي وصفت بالمهمة.
وكشف وزير الدولة بوزارة الاستثمار “أسامة فيصل” عن اتفاق مع الجانب التشيكي لإقامة ملتقى استثماري في العاصمة براغ .
وأعلن الوزير عن زيارات متبادلة بين الجانبين، مؤكداً أن السودان يدعم هذه الشراكات ويقف خلف القطاع الخاص السوداني لإبرام المزيد منها.
وأكد سعيهم لفتح المزيد من الأبواب في أوروبا والدول التي تمتلك تكنولوجيا متقدِّمة، وقال إن السودان يريد الاستفادة من التكنولوجيا التشيكية المتقدِّمة في عدة قطاعات واستخدامها في تطوير قطاع الأغذية وتكنولوجيا الزراعة والإنتاج الحيواني والطاقة والكهرباء والتصنيع، لافتاً إلى أن التكنولوجيا التشيكية موجودة بالسودان في صناعة السكر والبني التحتية.
وقال الوزير، إن قانون الاستثمار السوداني يحوي ميزات متعدِّدة، مشيراً إلى أنه لا يميِّز بين الاستثمارات المتماثلة وبين المستثمر المحلي والأجنبي، وأكد رعاية الدولة لهذه المبادرة، قاطعاً بأن الوفد التشيكي أبدى حماساً كبيراً للاستثمار بالسودان، ووصف استثمارات الاتحاد الأوربي بالسودان بأنها “دون الطموح” وأقر بتدني استثمارات الدول الأوربية بالبلاد، وقال إنها كانت تبلغ (10) مليارات دولار، لكنها تراجعت الآن بنسبة (10%)، وتوقع ارتفاع الاستثمارات الأوروبية بالسودان خلال المرحلة المقبلة، وأوضح أن زيارتهم الأخيرة هدفت لفتح آفاق جديدة، وأكد أن الزيارة كانت ناجحة، كاشفاً عن وجود فرص كبيرة للقطاع الخاص المحلي للحصول على تمويلات وتعزيز أنشطته.
من جانبها قالت سفيرة التشيك بالخرطوم “فيرونيكا كوفينوفا”، إن الزيارة تعتبر مؤشراً جيداً على علاقات اقتصادية يمكن أن تُأسس في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن قطاعات الأعمال المختلفة تمتلك فرصة طيبة لزيادة حجم التبادل التجاري وإدخال استثمارات جديدة للسودان في مختلف المجالات.
وأكد نائب وزير الخارجية التشيكي “مارتن تلابا” أن الهدف من هذه الزيارة تطوير علاقات التعاون الثنائي الاقتصادي والصناعي بين السودان وجمهورية التشيك في المجالات كافة، وأكد رغبة بلاده الاستثمار في السودان وحرصها على مساعدة السودان في مجال بناء القدرات ونقل التقانات الحديثة، مشيراً إلى أن جمهورية التشيك دولة متقدِّمة وتمتلك خبرات وتقنيات عالية في مجال الصناعات الثقيلة مثل: صناعة محطات الطاقة الكهربائية وصناعة معدات الري وطلمبات المياه والأدوية والصناعة الغذائية.
ووصف مسؤول دائرة أوروبا بوزارة الخارجية السفير “خالد موسى دفع الله” زيارة الوفد التشيكي بالمهمة، وقال إنه وفد عالي المستوى من عدد من الشركات تعمل في مجالات الصناعة والزراعة، مشيراً إلى أن الزيارة بغرض إحداث تشاور سياسي مع حكومة السودان والبحث عن فرص للاستثمار المشترك، منوِّهاً إلى أن الوفد التقى أمس الأول، بوزير الدولة بالصناعة وزار مصنع “جياد”، وقال إن زيارة الوفد ستتواصل اليوم بلقاء عدد من المسؤولين والوزراء ووالي ولاية الخرطوم، وسيزور الوفد بعض المؤسسات الزراعية والاقتصادية.
ووصف الزيارة بالمهمة لجهة أن التشيك دولة مهمة في وسط أوروبا ولديها الرغبة في الانفتاح على السودان. وقال إن ذلك يؤكد وجود فرص داخل السودان للاستثمار. وقال إن الأبواب مفتوحة وهذه بداية للعلاقات المشتركة من أجل ترقية العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين البلدين، لافتاً إلى أن دولة التشيك موجودة في السودان وتعمل في مجال الكهرباء، حيث موَّلت وقامت بتركيب الماكينات الخاصة بكهرباء نيالا وعدد من محطات الكهرباء بالولاية الشمالية. وقال إنها تتميَّز بتكنولوجيا متقدَّمة في مجال التصنيع الزراعي وتصنيع السيارات، كما تنشط شركاتها في قطاع الكهرباء والطاقة، مؤكداً أن الزيارة تعكس الجانب الشبكي في دفع علاقاته مع السودان وطالب بمواصلة العمل في اكتشاف فرص أخرى للاستثمار في السودان.
وقال إن الاستثمار الحالي يمنح مزايا تفضيلية كثيرة يمكن لجمهورية التشيك أن تستفيد منها، كاشفاً عن مقترح بتخصيص منطقة للاستثمار تخضع لمناطق الأسواق الحرة وتتمتع بكل المزايا التفضيلية التي تعطي للشركات الأجنبية المستثمرة في السودان وقطع بوجود التزام سياسي من الحكومة لتسهيل الاستثمارات الأجنبية بالبلاد.
وكان الوفد التشيكي التقى أمس الأول، بوزير الدولة للصناعة واستمع لشرح عن الفرص الاستثمارية المتاحة في السودان، مؤكداً بأن السودان يتمتع بموارد طبيعية زراعية وتعدينية وحيوانية ضخمة، وبني تحتية تتمثل في توفر المياه والكهرباء والطرق والأسواق الاستهلاكية الداخلية والخارجية الواعدة، مضيفاً بأن الوزارة تخطط لتحقيق قيمة مضافة من هذه الموارد بتحويلها إلى منتجات صناعية نهائية أو شبه نهائية، مؤكداً بأن الوزارة ستعمل على تقديم كل التسهيلات والدعم ومعالجة كل المعوقات وتذليل العقبات التي تواجه الاستثمارات الصناعية التشيكية في السودان، وجدَّد ترحيب السودان بالاستثمارات التشيكية في السودان وقال:” أبواب السودان مفتوحة أمام المستثمرين التشيكيين والشركات الاستثمارية التشيكية للاستثمار في السودان” وقال إن الزيارة تعمل على تعزيز وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والصناعي بين البلدين.