المشهد السياسي
وللزيارة مغزاها السياسي الكبير
موسى يعقوب
زيارة السيد الرئيس “البشير” إلى ولايتَيْ جنوب وغرب دارفور قاربت الأسبوع وكانت لها مغازيها ومعانيها بما فيها من زيارة لمعسكرات اللاجئين الأكثر شهرة والمحليات المأهولة بالعمد والشراتي والسلاطين وزعماء القبائل وقادتها.
والحال كذلك، فالمقصود هنا أن دارفور آمنة وقادتها وولاتها خير من قاموا بواجباتهم، والرئيس “البشير” يتمتع بشعبية وقبول مقطوعَيْ النظير خلافاً لكل ما يتمنى البعض أو يقول الآخرون في الداخل والخارج.
وصول السيد الرئيس إلى هناك واستقباله بهذه الحفاوة والأريحية وهو الرئيس السوداني الأول الذي يزور معسكر “كلمة” منذ أربعين عاماً، أو تزيد، خير شاهد على أنه الرئيس الأول الذي لا يخشى العواقب وهو يقوم بواجبه والذي يضع خلفه كل اتهامات ودعاوى الأعداء الذين قالوا إنه قصَّر في حق دارفور وشعبها وهو يرجمهم بالطائرات والدبابات.
فقد ذهب إلى دارفور بالأمس، ليرسي قواعد الأمن والطمأنينة ويفتتح مشروعات التنمية ويبتدر غيرها، بل واستكمالاً لذلك دعواه العريقة لجمع السلاح وسد الفجوة وردمها بين أبناء القبائل وتوجيه جهودهم صوب الأعمال الصالحة والنافعة والثبات على المبادئ واحترام حقوق الآخرين.
وقد جاء في كلمات بعض من خاطبوا الجماهير التي استقبلته بأنهم مرحِّبين به وشاكرين له جهوده، بل ذهب بعضهم إلى القول بأنهم يطالبون بفترة رئاسية جديدة للرئيس “البشير”، وذلك ما يستحقه فعلاً رغم ما يقول آخرون بعيدون عن حسن الأداء والوصول إلى الضعفاء في مناطقهم، فالساسة والمعارضون الذين يدعون اليوم إلى سد الطريق أمام دورة رئاسية جديدة للرئيس بحسبانه قد نال منها ما نال تصدمهم وتحرجهم دعوى زعماء الفور والداجو بشطايا إلى فترة رئاسية جديدة للسيد الرئيس الذي وجدوا فيه ما يلبي مطالبهم وحاجتهم للسلام والاستقرار والتنمية، فهي إنها ليست بدعوى من يحسبون على أنهم (أتباع) وأصحاب مصالح ذاتية سياسية أو خاصة.
وعوداً إلى المغزى السياسي الكبير لزيارة السيد الرئيس الأخيرة إلى دارفور نقول:
كيف يرى المعارضون آثار ونتائج تلك الزيارة؟
وما هو مردودها على برامجهم وأطروحاتهم السياسية، بل وتاريخهم السياسي؟
لقد كانت دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق من المناطق التي ينتظر منها سياسياً (محلياً وعالمياً) زلزلة النظام الحاكم وإضعاف رئيسه.. فماذا بعد الآن.. وقد حدث في دارفور وفي غيرها ما حدث؟
إن الرئيس “عمر البشير” بتاريخه السياسي وحراكه في الوطن ومن خلفه قبيلته السياسية (المؤتمر الوطني) يعد الأجدر بالتجديد في 2020م، والكلمة بيد الناخب الوطني الذي يعد أبناء الفور والداجو بشطايا الدارفورية جزءاً منه والأمور بيد الله سبحانه؟.