واحد + واحد
“أحمد فتح الله” أخطأ.. ولكن
خالد الفاضل
إذا تركنا ردة الفعل العنيفة التي قابل بها الفنان الشاب “أحمد فتح الله” من هاجموه وانتقدوا تصرفاته غير المسؤولة إذا تركنا هذا جانباً وتوقفنا عند حديثه عبر قناة الهلال عن مؤامرة يديرها ضده بعض الحاقدين الذين لا يسرهم وجوده في الساحة الفنية، كما قال..فسنجد أننا أمام تحليلين لهذا القول الأول أن يكون “فتح الله” قصد من ورائه تشتيت الانتباه ونقل معركته مع الجمهور الساخط إلى أرض أخرى بإدخال طرف جديد هو من اتهمهم بمحاولة تدميره ..أما التحليل الثاني فهو أن يكون حديث “أحمد” عن مؤامرة مدبَّرة صحيح وحقيقي.. بمعنى أن هنالك مؤامرة فعلاً..وما يقوِّي فرضية صدق “أحمد فتح الله” في حديثه عن مؤامرة مدبِّرة هو أن الساحة الفنية بعد أن أصبحت مورداً لتكوين الثروات وكسب الأموال الطائلة، فمن الطبيعي أن تمتد إليها أيادي التخريب ومحاولة إقصاء الآخر للانفراد بأضواء النجومية التي تجلب الثروات والعربات ..نعم طبيعي أن تشتعل نيران الغيرة لتحرق كل شيء مادام هنالك أموال تجنى ..وطبيعي أن يستهدف كل فنان يشق طريقه بسرعة الصاروخ نحو القمة..قمة الفن والأضواء والجمهور والحفلات والعدادات الضخمة..ومن قبل كابد الفنان الراحل “محمود عبد العزيز” من وراء المكايدات والمؤامرات ما كابد حتى وصل به الحال إلى حافة الانهيار لولا قوة عزيمته وصلابة معدنه..إن الوصول إلى القمة محفوف بالمخاطر والألغام والقنابل أيضاً..ففيها يوجد كل شيء المال والشهرة والأضواء فلا عجب أن تمتد الأيادي في الظلام لتضع المتاريس لعرقلة كل من تؤهله مقدراته وإمكانياته الصوتية للاقتراب منها..إن الشاب “أحمد فتح الله” تصرف بأسلوب أخرق هذا صحيح وأكيد ..ولكن الصحيح أيضاً أنه تعرَّض لمؤامرة دنيئة تعمَّد من يقفون خلفها تضخيم مقطع الفيديو الذي ظهر فيه “فتح الله” يتعاطى التمباك وأعادوا نشره في كل الوسائط الإسفيرية مرة واثنين وثلاثة وأربعة حتى يضمنوا ألا تخمد نيران الفتنة..والمتآمرين جلسوا خلف شاشات الموبايل يدرجون أسوأ التعليقات وأسوأ الألفاظ لاستفزازه وإثارة حنق الجمهور عليه.. وهي خطة محسوبة ومدروسة تعتمد على استدراجه امام معجبيه إلى دائرة الانفعال والخروج عن دائرة الذوق ، فتتحول قناعات جمهوره التي كونها عنه في بداية ظهوره بانه شاب مهذب ومؤدب إلى صورة اخرى على النقيض تماماً .المهم أن أعداء النجاح موجودون في كل مكان، يفعلون الأفاعيل بدافع الحقد والغيرة؟ فلماذا نستثنى الساحة الفنية؟، أيها السادة حتى نكون منطقيين فإننا يجب أن نعترف بأن المؤامرة حاضرة وأن “أحمد فتح الله” ضحية، ولعل تجربته القصيرة وعمره الصغير لم يسعفاه لتفويت الفرصة على أعدائه وخسر المعركة بخروجه عن اللباقة وأدب الحديث.