رأي

فوق رأي

 (فيسبوكي) تحت التمرين
هناء إبراهيم

من باب التحذير يكتبون الصورة على المرآة غير حقيقية أو أنها ليست كما تبدو بمقدار هذا البُعد.. لكنهم لا يكتبون على باب مواقع التواصل الاجتماعي (بعض الأشخاص بالداخل غير حقيقيين) فتصطدم أنت كـ(فيسبوكي تحت التمرين) بي بُعد الحقيقة عن الواقع، فتقع في الكثير من الحوادث والصدمات والـ دا شن ودا.
تجدهم في (الواقع) ناس وفي (المواقع) ناس تانيين خالص..
ولا علاقة..
 في الحقيقة إنسان رايق ومهذب وودناس، وفي (الأكاونت) الشخصي عبارة عن الأمين العام لشؤون إبليس والمستشار الخاص للمسخرة، تحسب أن حسابه أتهكر لو لا أنه يسألك عن “دفع الله” و”دار السلام”.
الهكرز بعرف “دار السلام” من وين إذا كانت “دار السلام” تعتقد أن تويتر هو مكواة السيراميك باللغة الألمانية؟!
لعلك قد لاحظت في ما يلاحظ البني آدم أنني أكتب كثيراً عن هذا الشعب الإسفيري العظيم، إذ أن الأمر يعود لنمو وكثرة وازدياد البنى الإسفرية والتعداد التكنولوجي.
ثمة أشخاص لا وجود لهم إلا عليها..
لو أنك ذهبت إلى منازلهم أو أماكن عملهم فلن تجدهم، ولو أنك أرسلت لهم عبر الماسنجر لوجدتهم (أون لاين) لا ينقصهم شيء سوى محدودية (الميقابايتات) وارتفاع أسعار كل الحاجات.
يعيشون هناك، يقتاتون من الـ(لايك والفولو والشير).
إن غضبوا منك حظروك وإن زعلوا أخذوا جميع مشاركاتهم التي بصفحتك وغادروا بهدوء يميل إلى الضجة.
يأتي في مقدمة الأسوأ (فيسبوكياً) أولئك الذين يظنون أن الحرية الموجودة هناك تتيح لك أن تشتم من تشاء متى شئت، وأن تكتب ألفاظاً خارج أبجدية الأدب وأن تتناول أعراض الناس وتجرح المشاعر وتسئ.. ويأتي في المرتبة الثانية مباشرة الذين حين يمرون بنكسة عاطفية يحيلون حساباتهم إلى بيوت بكاء من الطراز القديم، حيث يملأ الواحد منهم حياته وحياتك بكل ما لا تشتهي النفس من نكد وسلبيات.
لن يترك مقطعاً من أغنية حزينة عن الفراق والخيانة وسجم الرماد، إلا ويكتبه مع صورة من ذوات الأحزان.
ثم لن يدع اقتباساً من قصة حزينة أو مقولة لفيلسوف صيني حزين، إلا ويأتي بها إليك، حتى تصاب أنت و(700) آخرون بمتلازمة النكد، ليس لشيء سوى لأنكم تتابعونه أو لأنكم أصدقاء مشتركون.
عندهم القدرة عبر كتاباتهم الشخصية أن يخلوك تحب معاهم حبيبهم، وتزعل منه في مواقيت الزعل وتكرهو معاهم حين يصلوا هذه المرحلة من التعبير.. ما عشان كتاباتهم مؤثرة لهذه الدرجة، عشان بكتبوا عن ذات الموضوع ألف مرة في اليوم.
أقول قولي هذا من باب الملاحظات التي خطرت ببالي
و…….
الحب غيّر معنى الكون

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية