شهادتي لله

الرئيس في دارفور.. امتحان الجماهير !

لأربعة أيام متوالية، يجوب الرئيس “البشير” ولايات دارفور متنقلا من “الجنينة” في أقصى الغرب إلى “نيالا” و”قريضة” و”شطايا” في الجنوب، فتخرج له الجماهير كما لم تخرج من قبل، جاءته من كل فج عميق، وأحاطت به من كل جانب إحاطة السوار بالمعصم، والرئيس يعتلي منصات مكشوفة في ساحات مفتوحة بأطراف الإقليم الذي قالت أمريكا وأوربا والأمم المتحدة أنه مهدد للسلم والأمن الدوليين !!
فكيف يكون هذا هو حال (رئيس جمهورية) يلتحم في فضاء عريض مع مئات الآلاف من سكان الإقليم، ولا يتهدده الخطر وسط من حسبت المنظمات ووكالات الإغاثة الغربية أعداد القتلى بينهم ب(300) ألف قتيل والنازحين بنحو ثلاثة ملايين نازح !!
لقد أكدت زيارة الرئيس الحالية لدارفور والاستقبالات الشعبية الحاشدة وغير المسبوقة أن ما كانت تروج له منظمات ووكالات الإغاثة الأجنبية ما هو إلا كذب وتزوير وتدليس، وأن الحركات المسلحة المتمردة في دارفور قد تلقت آخر صفعة بأيدي الجماهير، لا بسلاح القوات المسلحة والدعم السريع !
” البشير” وسط الناس محروساً بهم، وقادة الحركات سائحون بين العواصم الأوربية والأفريقية، بينما منسوبو التمرد داخل معسكر “كلمه” يدافعون عن بقاء المعسكر بالسلاح.. بإطلاق النار على أخوانهم الذين خرجوا لاستقبال الرئيس.. ذات السلوك الإرهابي الذي مارسته الحركة الشعبية وجيشها الشعبي في الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في العام 2011 م    .
لقد انتهت اليوم أسطورة المعسكرات المغلقة، انتهت مرحلة عصابات وسماسرة الحرب في دارفور.. وانكشفت للناس الحقائق، وسقط المتمردون في امتحان القواعد .
وإذا كان “البشير” يخرج للناس مكشوفاً وسط مئات الآلاف من البشر في مناطق النزاعات المسلحة، فلا يصيبه (حجر)، فهل بإمكان الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” أن يخاطب ألف شخص في ميدان عام أو حديقة مزدانة بالزهور في ولاية “تكساس”؟! وهل يفعلها أي زعيم أوربي.. رئيس جمهورية أو رئيس وزراء؟!
فكيف إذن يكون تحسن الوضع في دارفور شرطاً من شروط ومسارات رفع العقوبات الأمريكية عن السودان؟!
إنه محض تنطع وتحجج لا منطق له ولا مبرر .
سبت أخضر .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية