رأي

مسامرات

إبداع نسائي
محمد إبراهيم الحاج
 
{ يحفل سفر الإبداع السوداني بكم هائل من الشخصيات النسائية المبدعة التي كانت لها علاقة قوية بتغيير النظرة الذكورية التي كانت تختزل المرأة السودانية في خانة (المساند) للرجل غير القادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه المجتمع أو تخترق الحاجز (الناعم) الذي تم فرضه عليها.
{ في قصيدته (مصابيح السما التامنة وطشيش) كان الشاعر الراحل “محمد الحسن سالم حميد” منصفاً للمرأة على طريقته الخاصة.. ولأن عين المبدع ترى غير ما يراه الناس، فقد أسهب “حميد” في وصف المرأة السودانية خلال النص التالي الذي يبرز فيه بصور متتابعة ومحتشدة بالعرفان دورها في المدن والريف، قال “حميد” عن المرأة:
إيدين بنيات الفريق
قادرات على
صد الحِدَيْ
جاسرات على
صقر النكد.
إيدين بنيات الفريق
بتهدهد الطفل الرضيع
بتعدي شيخ
دومة الحفير
تشلخ لبق..
تسقي الخدير
بتعوس
وتفرك للملاح
بتورِّق اللوبي
وتحش
تمسك مراح..
تحلب، تخُش
تغسل هموم أيامه
في طشت الحلم
تنفض تشر الشوق
هِدِم
تنشل من البير
أم تلاتين باع
تعتِّل..
تفزع الطيّانة
لو ما تجدع التبّانة
بتجيّه بيوت..
تغزل خيوت..
بتطرز المنديل
تخيِّت لي طواقي العيد..
صبر..
بتَتَبِبْ السجاج
مع الفجاج
تقوم
إيدين بنيات الفريق
بتحش تمر..
تخرت سبيط
بتعتِّق الدكّاي..
وتخبز للصفاح
بتكفّي عيزومة
وضيوف..
بتغني قيدومة
وتطوف
بتهني..
بتودي وتجيب
بتحني..
بتدلك حبيب
بتولِّد الأمات..
تربِّي على الصلاح..
زي ما بتضمِّد للجراح
إيدين بنيات الفريق
إن داهم الحلاّل
خطر
قادرات على شيل السلاح.
{ كان شاعر الشعب “محجوب شريف” هو الآخر ينظر إلى المرأة على أنها واحدة من رواد التغيير الاجتماعي المهم، وكتب فيها عشرات القصائد مثل (نقطة ضوء) و(ست البيت) و(مريم ومي) و(مريم محمود) وغيرها من الأعمال الشعرية التي باتت أيقونات أدبية.
{ لعل أكثر النساء في التاريخ السوداني التي اجتمع حولها أهل السودان هي المناضلة “فاطمة أحمد إبراهيم” التي بكاها أهل اليمين قبل اليسار لصدقها وقوتها وتأثيرها الإيجابي في انتزاع المرأة حقوقها السياسية والمجتمعية، وكانت جنازتها بمثابة استفتاء حقيقي لدورها الطليعي في حركة التغيير السوداني.
{ وتحفل صفحات الإبداع النسائي بكثيرات جمّلن حياتنا من لدن “عائشة الفلاتية” و”مهلة العبادية” و”البلابل” و”أسرار بابكر” و”نانسي عجاج” وغيرهن، أصبحن أصواتاً نسائية أزلن من الأذهان مقولة (المرأة لو فاس مابتكسر راس)، وأحلن تلك المقولة إلى (المرأة تملأ الرأس).

} مسامرة أخيرة
ﺳﻼﻣﺎً ﻳﺎ ﻏﺰﺍﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻣﻼﻳﺎﺗﻚ ﺿﻔﺎﻑ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﺃﺣﺐ ﻭﺍﺩﻳﻚ في ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺵ
ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺸﺎي ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﻗﻮﺵ
ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻚ ﺍﻟﻔﻮﺍﺡ
ﺃﻫﻴﻢ في ﻏﻤﺮﺓ ﺍﻟﻨﻌﻨﺎﻉ
ﺑﻦ ﻭﻣﺪﻕ ﻭﺟﻤﺮﻩ ﺗﺴﺨﻦ ﺍلإﻳﻘﺎﻉ
ﺳﻼﻣﺎً ﻳﺎ ﻧﺴﺎء ﺍلأﺭﺽ ﻗﺎﻃﺒﺔ في ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية