ربع مقال
وكان الله ثالثهما
خالد لقمان
عن أنس، قال: لما كانت (ليلة الغار) قال أبو بكر: يا رسول الله، دعني أدخل قبلك فإن كانت فيه حيَّةٌ، أو شيء، كانت لي قبلك. قال: أُدْخُل، فدخل أبو بكر فجعل يلتمس بيديْه، فكلما رأى جُحْراً جاء بثوبه، فشقَّه، ثم ألْقمهُ الجُحْر، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع. قال: فبقي جُحْرٌ فوضع عَقِبَهُ عليه، ثم أدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قال: فلما أصْبحَ قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: فأين ثوبك يا أبا بكر؟ فأخبره بالذي صنع، فرفع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يديه وقال: “اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة فأوحى الله تعالى إليه إن الله قد استجاب إليك”..
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قد حدث عن ساعة أن وقف المشركون بباب غار ثور يبحثون عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه رضي الله عنه فقَالَ:
((نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُؤوسِنَا, وَنَحْنُ فِي الْغَارِ, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ, أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ, فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ, مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟))
[أخرجه مسلم عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ في الصحيح]. وفي كتاب الله أن سبحانه وتعالى قال: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾[التوبة40].