رأي

بعد ومسافة

قراءة ميدانية لمباراة هلال التبلدي ومازيمبي
مصطفى أبوالعزائم
من داخل قلعة شيكان الرياضية– استاد الأبيض- كنت ضمن عشرين ألف متفرج أو يزيد أشاهد وأتابع مباراة فريق هلال الأبيض ضد فريق مازيمبي الكونغولي في تصفيات دور الثمانية في منافسات كأس الاتحاد الأفريقي ( الكونفيدرالية) مساء (السبت) السادس عشر من سبتمبر الحالي، وكنت قد زرت هذا الاستاد عدة مرات وشهدت من داخله ختام الدورة المدرسية رقم (25) التي استضافتها ولاية الشمال كردفان، لكن الاستاد لم يكن قد اكتمل بعد آنذاك، وقد أذهلني الاستاد بعد اكتماله، وهو نتاج توصيات المؤتمر الرياضي الذي انعقد في سبتمبر من العام 2014، أي قبل ثلاثة أعوام بالتمام والكمال، تحت شعار (معاً لعودة كردفان لموقعها الرياضي المتميز) والذي جاء هو نفسه– أي المؤتمر- بعد قرار لمجلس وزراء الولاية المنعقد في السابع عشر من يوليو 2014م، في جلسة خصصت لمناقشة قضايا قطاع الشباب والرياضة، شارك فيها أكثر من (460) خبيراً ومختصاً ومعنياً بهذا القطاع العريض، وقد جاءت توصيات المؤتمر الرياضي بالاهتمام بالبنية التحتية للقطاع الرياضي بالولاية، ودعم الأندية الرياضية للوصول إلى منافسات الدوري الممتاز لاستعادة الموقع الريادي لولاية شمال كردفان في هذا المجال.
من ضمن التوصيات والاهتمامات التي تولى ملفاتها مولانا “أحمد محمد هارون” والي ولاية شمال كردفان كان الاهتمام بتطوير وتوسعة استاد الأبيض ضمن مشروعات الأثر الباقي للدورة المدرسية رقم (25) مع توفير التمويل اللازم لتنفيذ المرحلة الثانية لتوسعة الاستاد، التي كانت تشتمل وقتها على إضافة طابق ثانٍ لمدرجات الاستاد بسعة عشرة آلاف كرسي، وإعادة تشييد المقصورة الرئيسية بسعة ألفي كرسي، وقد كانت سعة الاستاد قبل مشروع التطوير والتوسعة ثمانية آلاف كرسي، وقد أصبحت عشرين ألفاً جلوساً غير من يقفون حول الملعب، وهذا ما شهدته والكثيرون غيري مساء (السبت) الماضي، وقد قدرت عدد المتفرجين بحوالي (25) ألف متفرج داخل ملعب شيكان– وقد حمل هذا الاسم– جاءوا من كل فج لتشجيع فريق هلال الأبيض في مباراته مع مازيمبي تحت أضواء كاشفة قوية تطلقها أربعة أبراج ضخمة وحديثة تطلق تلك الإضاءة الفسفورية بأنظمة تحكم في درجات الإنارة واتجاهاتها وفقاً لمواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما منحني الشعور بأنني أشاهد مباراة دولية بحق داخل ملعب لا يقل عن الملاعب الأوروبية أو العالمية رفيعة المستوى، وأشعرني في ذات الوقت بغبن شديد تجاه العاجزين عن مثل هذا الفعل العظيم في بقية ولايات السودان، ولاحت لي في أفق الخيال صورة قاتمة وممزقة و(قديمة) لمشروع مات أو كاد أن يموت اسمه (المدينة الرياضية) في جنوب الخرطوم، ظل لسنوات دليلاً على الفشل وسوء التنفيذ، بينما التغيير الذي حدث في استاد الأبيض القديم المتهالك لم يستغرق أكثر من ثلاث سنوات فقط.
نعم.. شاهدت عالماً رياضياً آخر، ودنيا جديدة بمواصفات عالمية، وجمهور أسهم في الإنجاز الضخم وحافظ عليه من خلال إحساسه بالشراكة ومن خلال السلوك الرياضي القويم.
بدأت المباراة وتابعتها (من قولة تيت) أي مع صافرة الحكم الأولى إيذاناً ببداية المباراة، حتى نهايتها، وسعدت وطربت بالهدف الأول الذي أحزره هلال الأبيض، وحزنت للتعادل ثم لهدف فوز مازيمبي.. لكن في نهاية الأمر هذا هو حال الرياضة (غالب ومغلوب)، لكنني خرجت بقناعة تامة أن الذي فاز في تلك المباراة هو شعب ولاية شمال كردفان بأجمعه بقيادة الكابتن “أحمد هارون”، وقد كنت ضمن طاقم التحكيم الذي أقر ذلك الفوز واعتمد النتيجة التي جعلت من هذه الولاية الناهضة على رأس الولايات وفي مقدمتها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية