حوارات

وزير التعاون الدولي القيادي بالشعبي "إدريس سليمان" في حوار مفتوح مع (المجهر) (2-2)

الحكومة دي أصلاً (قاعدين على طرفها) وما في مشكلة أنو ننسحب منها في هذه الحالة
دول كثيرة صمدت في فترة العقوبات وعندما رفعت لم تستطع الاستفادة من ذلك
إذا شاهدتينا في اجتماعاتنا تقولي (الناس ديل يشيلوا العكاكيز ضد بعض) لكن…
حوار ـ هبة محمود
*تحدَّثت سعادة الوزير عن أن الإصلاح السياسي لن يتأتى بـ (100) حزب وعشرات الحركات، وذكرت أن وجود (4) تحالفات كافية لهذا الإصلاح، فهل ما تتحدَّث عنه يتم عبر المنظومة الخالفة التي يتبناها المؤتمر الشعبي؟.
نحن في داخل المؤتمر الشعبي لدينا مشروعين إستراتيجيين نوليهما اهتماماً كبيراً، المشروع الأول يتعلَّق بأن نتفق جميعنا كسودانيين، مؤتمر شعبي وخلافه ونتفق على منهج ومخرجات لحكم السودان، وهذا الحمد لله اتفقنا عليه ونتائجه متمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي أجمع عليها الناس، أما المشروع الثاني الذي نسعى للعمل عليه هو محاولة تجميع قوى الشعب السوداني في بوتقة واحدة، ونأمل ونتمنى ذلك، لكن لأن الله عز وجل خلق الناس مختلفين فرأينا أن نتفق على (3) أو (4) قوى تمثل وجهة نظر ومناهج فكرية محدَّدة، يعني نحن نبقى جهة واليساريين إذا ما عايزين يجو معانا يبقوا كتلة وحتى الآخرين من الأحزاب التقليدية إذا رأت أن لا تجتمع مع القوى الحديثة، فمن الممكن أن يكونوا كتلة لوحدهم، وخلونا خلاص نقول أنو البلد دي يمكن أن ينصلح حالها، لأن أهلها اجتمعوا على صعيد واحد أو على أصعدة قليلة العدد، هذا هو المشروع الثاني الذي نعمل عليه ونحاول أن نقنع به قوى الشعب السوداني المختلفة سواءً أكانت قوى سياسية أو مجتمعية أو غير ذلك، وأيِّ كانت النتيجة فهو خير إن شاء الله.
*برأيك هل يمكن لهذه المبادرة أن تنجح خاصة أنه عرف عن الأحزاب السياسية الانشقاقات والخلافات الكثيرة ما أفضى بنا إلى العدد الكبير الذي ذكرته من الأحزاب، وإذا أخذنا في الاعتبار حزبكم نجد به خلافات ربما أودت إلى انشقاقات؟.
سوف ينجح إن شاء الله، لأن الانشقاقات الكثيرة لم توصلنا إلى نتائج جيدة، جميع النتائج كانت سلبية، أنا اعتقد أنه من المنطق والحكمة أنو الناس يجتمعوا، لأنني لا أرى بيننا كثير خلاف أصلاً، يعني ما في مشكلة بيننا وبين الأحزاب الأخرى ومثل ما توافقنا في الحوار الوطني مع العلم أننا كنا مختلفين جداً في البداية كقوى وكل زول (شايت) في اتجاه وفي النهاية اتفقنا على مخرجات محدَّدة.
 أنا اعتقد أننا لو أدرنا حواراً جاداً ومعمَّقاً وصادقاً سوف نصل إلى نتائج باهرة في تجميع هذه القوى، فقط كل ما في الأمر أنه لا يوجد نشاط حتى يجمع كل الناس ولو بذل هذا النشاط سوف يتجمَّعون بإذن الله ونستطيع تحقيق نهضة السودان.
*لماذا لم تشر إلى المشاكل الموجودة داخل حزبكم واستقالة “أحمد الترابي” خير دليل؟.
هذه ليست مشاكل، هذه ظواهر طبيعية وأنا افتكرها جيَّدة وممتازة جداً ولابد أن تكون في أي حزب من الأحزاب الأخرى، يجب أن يكون هناك حوار حقيقي وجاد في مختلف القضايا، فالذي يدور بيننا داخل الحزب هو حوار موضوعي ومشاكل موضوعية جداً على اختلاف رؤى، والطريقة الوحيدة التي تخرجنا جميعنا المختلفين إلى بر الأمان، الوحدة والتعاضد والتعاون هو العمل الجماعي، هو أن نطرح الأمور المختلف عليها في أجهزتنا للشورى سواءً أكان في الأمانة العامة أو الهيئة القيادية أو المؤتمر العام، نحن ما دمنا نمتلك مؤسسات فليست هنالك مشكلة، يعني أنا إذا اختلفت معاك في وجهة نظر مختلفة ومعينة لأنو نحنا أصلاً ما طرحناها للتداول الجماعي واتخاذ القرار الجماعي، فحلنا الوحيد هو أن نجلس مع بعض في داخل أجهزتنا ونناقش هذه المسائل الموضوعية ونصل لحلول. نحن على الإطلاق لم نطرح داخل حزب المؤتمر الشعبي قضية إلا وتوصلنا فيها إلى رأي وكان رأياً ممتازاً، وإذا كان أي أخ من الأخوان لديه وجهة نظر في طريقة إدارة شأن من الشؤون هذه مسألة بسيطة جداً لأنها موضوعية وليست خلافاً شخصياً.
*لماذا لم يتم الجلوس إذاً وقدَّمت الاستقالة وظهرت للعلن؟.
هذا العلن، لأن السودان أصبح منفتح على النت والصحافة والإعلام. الآن ما في حزب يدار بسرية، صحيح كان المعروف أن هنالك أحزاب أشبه بـ(الغلة المقفولة) الذي يدور بداخلها لا يخرج للعلن، لأنه ما كان في “ميديا” تهتم مهتمة بالتفاصيل، بعكس الآن، نحن الآن أي اجتماع اجتمعناه في الأمانة العامة أو في الهيئة القيادية أو في مجلس الشورى يكون في اليوم التالي معلن عنه في الصحافة أو غيرها من الوسائل الأخرى، الآن اختلافاتنا بقت عادية في الإعلام والصحافة، أنا لا أشعر بوجود مشكلة، بل على العكس هذه الشفافية التي نتحدث عنها أن يقول الشخص قضيته والشعب يهتم بها.
*في عهد الشيخ “حسن الترابي” كانت الخلافات غير واضحة ومعلنة بهذا الشكل وكانت هناك “ميديا” ووسائل تواصل اجتماعي؟.
لا لا، كانت واضحة ومعروفة في عهد الشيخ، رحمه الله، وشكونا منها كثيراً.
*هناك حديث عن خلافات داخل حزبكم بخصوص المشاركة في حكومة الوفاق الوطني؟.
نحن ما عندنا أي خلاف بخصوص المشاركة، لأن خيار المشاركة عندما اتخذناه، كان داخل الأجهزة، يعني ما جيت أنا “إدريس سليمان” وقلت ما شي أشارك ولا اخترت منصبي وقلت ليهم ماشي أبقى وزير وأمسك التعاون الدولي، لا، خيار المشاركة اتخذناه في أجهزتنا الحزبية وأصبح قرار جماعي، وكون أنا في أثناء التداول يكون لديَّ رأي تاني، فهذا لا يفسد للود قضية، الله ما خلق الناس واحد، دي الحرية التي ندعو لها والشفافية والتداول الحي في كل القوى
السياسية والمفروض يكون في تداول حي وتناصح قوي جداً في جميع الأحزاب.
في المؤتمر الشعبي النقاش حي وكل يوم لدينا قضية وإذا شاهدتينا في اجتماعاتنا تقولي (الناس ديل يشيلوا العكاكيز ضد بعض)، لكن الحمد لله لمن نطلع بنصل لي قرار بنية صافية طالما أن القرار قرار شورى وقرار الشورى هو الذي يسير عليه الجميع بغض النظر إذا كنت سعيداً بالقرار أو لا، وهذا ما نريده أن يكون النقاش ديدن بقية الأحزاب.
*لو تحدَّثنا عن شكل العلاقة بينكم وبين حزب المؤتمر الوطني إلى أي مدى أنتم راضون عنها وهل يمكن أن يحدث بينكم ائتلاف؟.
شكل العلاقة بينا وبين حزب المؤتمر الوطني لا بنقول راضين عنها ولا ما راضين عنها، نحن بنقول إنها بحاجة لمزيد من التطوير ولا بد أن يكون بيننا مزيد من التنسيق ولا بد أن يكون بيننا كلام عن أهداف أساسية نحققها سويا،  نحن الحمد لله وصلنا لمخرجات الحوار الوطني هدفنا الأساسي من وراء العلاقة مع أي حزب من الأحزاب وعلى رأسها حزب المؤتمر الوطني أن نحقق هذه المخرجات التي نسعى إليها إن شاء الله، يعني نحن من جانبنا صادقين وبنحرص أنو علاقتنا بكل الأحزاب بالذات المؤتمر الوطني تكون ممتازة وتكون علاقات فيها تنسيق حقيقي وذا جدوى في النهاية حتى نحقق من خلالها ما يصبو إليه الشعب السوداني، يعني نحن ماشين إن شاء الله.
*يمكن لكم أن تنسحبوا كحزب أن لم تجدوا ما توافقتم عليه من خلال الحوار الوطني؟.
طبعاً تختلف الأشياء إذا حاجة صغيرة ممكن نتجاوزها، لكن إذا كان شيء كبير وأساسي من الذي اتفقنا عليه، فبالتأكيد سوف ننسحب، نحن الحكومة دي أصلاً  (قاعدين على طرفها) وما في مشكلة من الانسحاب، يعني الحزب لو قال ليَّا أضع القلم وأخرج من الوزارة بخرج على الفور، لكن أنا ما شايف أنو ممكن الناس تمشي للتطرُّف الشديد دا لأنو الناس كلها رضت وتوافقت أن يعملوا مع بعض ويتعاونوا، ولا أرى أن هناك قضية إذا حدث خلاف أن لا يجلس الناس عليها ويصلوا فيها إلى حل يرضي الجميع، لكن  نحن بيننا ميثاق وعهد ما في حاجة بتخلينا نختلف.
*ذكرت أنكم قاعدين في طرف الحكومة وهناك حديث عن أن منصب الشيخ “السنوسي” هو منصب خارج دائرة القسمة التي تم الاتفاق عليها، يعني منحة؟.
ضاحكاً.. إذا ما شايفة “السنوسي” تكوني عديمة نظر.
*أنا أتحدث عن اختفائه عن المشهد السياسي وإسهامه كبقية مساعدي رئيس الجمهورية؟.
يا أخوانا إن شاء الله بسهم، وأي إنسان إذا أراد أن يسهم سيسهم، وبالتأكيد أن شيخ “السنوسي” لديه إرادة قوية للإسهام وعزيمة لا تلين، وهو بالطبع ما دام أنه يشغل منصب مساعد لرئيس الجمهورية فالشيء الطبيعي أن يكون إسهامه مع رئيس الجمهورية، يعني إذا عنده رأي أو تصحيح أو فكرة سوف يعطيها لرئيس الجمهورية وما بالضرورة يجئ الإعلام ويقول أنا قلت للرئيس كذا وكذا.
*أنا لا أتحدَّث عن أن يذهب للإعلام وينقل لهم ما يدور بينه وبين الرئيس، لكن حديثي هو من باب المقارنة بينه وبين مساعدي رئيس الجمهورية وإسهاماتهم ونشاطاتهم الموجودة والمعروفة للعلن؟.
لا لا، لا يغرنك الحاجات العامة، مرات أنت ذاتك عشان تقوم بدور كويس أفضل لك العمل في صمت.
*بعيداً عن حزب المؤتمر الشعبي، ومن واقع خبرتك الدبلوماسية هل تتوقع أن ترفع واشنطن العقوبات في أكتوبر المقبل؟.
أنا اعتقد أن العقوبات رفعت ما عدا وجود السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب وهذه مسألة نحن بنشتغل عليها، لكن من ناحية موضوعية خلاص ما دام الأمريكان من لحظة كلامهم الأول وعملهم للائحة العامة، فهذا دليل على رفع العقوبات، عشان كدا الآن هناك إقبال على السودان وكل الناس الذين كانوا يتخوَّفون من التعامل مع السودان أصبحوا يتعاملون، الآن نحن قضيتنا الأساسية هي تكون ما بعد رفع العقوبات، الرفع مسألة تحصيل حاصل لو رفعوها في أكتوبر أو نوفمبر أو نهاية العام هي خلاص موضوع منتهي وملف تم قفله، صحي جائز لاعتبارات تخص أمريكا، تم التأجيل، يؤجلون الموعد المحدد، لكن الأسباب الموضوعية الأساسية المفروض الأمريكان يرفعوا بها العقوبات عن السودان حسمت في كل المؤسسات الأمريكية وهم مقتنعين (100%) أنو العقوبات من المفترض ترفع عن السودان.
*تعتقد أن رفع العقوبات يصب في مصلحة الأمريكان أيضاً؟.
 الأمريكان وغير الأمريكان والدنيا أجمع إذا فكروا في عمل شيء سوف يعملونه لأجل مصلحتهم، ورفع العقوبات يصب في مصلحة أمريكا، يعني صحيح تصادف أنها تحقق مصلحة سودانية، ولكن رفع العقوبات لمصلحتهم أكثر من مصلحتنا، الموضوع الآن انتهى والعقوبات تم رفعها، حقوا السؤال يكون عن ماذا نفعل بعد رفع العقوبات، لأن هناك دول كثيرة جداً نجحت في فترة العقوبات عليها في إدارة شأنها، لكن عندما رفعت عنها العقوبات لم تستطع الاستفادة من رفعها، نحن الآن في هذه المرحلة يجب أن نجلس كسودانيين ونشوف كيف ندير مرحلة ما بعد العقوبات.
*تتوقع أن لا نستطيع إدارة شأننا مثلاً عقب رفع العقوبات؟.
نحن في السابق كنا نسمح للناس أن يكون لديها حسابات في الخارج والشركة نفسها ما تأتي بحصيلة الصادر والاقتصاد بأكمله كان قائم في الخارج لأنك لا تستطيع مطالبة الشركة بالأموال وتعلم جيداً أنك كبنك لا تستطيع فتح اعتماد لها أو تحويل دولارات في الخارج، لكن الآن بعد رفع العقوبات يصبح لديك تعامل مع البنوك مفتوح فسوف ينصلح اقتصادك جداً وسيضاف الاقتصاد الموازي للاقتصاد الفعلي، يعني القروش الحايمة في دبي وفي القاهرة وبانكوك وفي الدنيا دي كلها قروش سودانية سوف تأتي بالتأكيد لأنو الزول أفضل ليه يحفظ قروشه في بلده بدلاً من حفظها في بلد آخر، عقب رفع العقوبات، يعني فترة ما بعد العقوبات يحب على الناس أن يتهيئوا لها، لأن هناك عمل ضخم جداً لا بد أن يقوموا به.
*عمل ضخم مثل ماذا؟.
يعني مثلاً البنك له 20 سنة، ما عمل تحويلات لمنطقة بعينها وما عندو مراسل ولا كذا، وإذا أنا أتيته  بكرة وطلبت منه تحويل قروش أو دولارات لا بد يكون هناك شخص مدرَّب وسيستم محدَّد ويعمل مراسل في الخارج وأشياء كثيرة.
*هذه الخطوة مؤجلة سعادتك لحين رفع العقوبات عبر قرار تصدره الإدارة الأمريكية في أكتوبر؟.
لا لا، يجب العمل منذ اليوم، رفع العقوبات مسألة تحصيل حاصل كما ذكرت، لازم نحن كسودانيين نتفق على إدارة اقتصادنا وشأننا في فترة ما بعد العقوبات.
*تتحدَّث عن رفع مؤكد وهناك حديث عن حريات وحقوق إنسان ربطتها الولايات المتحدة برفع العقوبات؟.
دا كله كلام ساي وما عندو معنى، يعني أنا كمؤتمر شعبي يمكن أن أقول ليك حقوق الإنسان غير جيِّدة، ونطالب بالمزيد ويجب تضمينها الدستور وما إلى ذلك، لكن لو في زول موضوعي وعايز يدرس حالة الحريات في السودان وحالة حقوق الإنسان في أماكن حولنا فالفرق كبير جداً، ويمكن أن تقارني بعدد المعتقلين السياسيين في السودان مع أقرب دولة حولنا وسوف تجدين فيها معتقل به (40) أو (50) ألف سياسي.
 نحن ما سيئين لهذه الدرجة، على العكس لدينا حريات وحرية أديان وبعدين نحن كسودانيين لدينا آليات لا تعمل في أماكن (تانية) يعني هسة زول يجمع ليه (3 أو 4) أنفار، يلاقي مدير جهاز الأمن القومي ويطلب منه إطلاق سراح شخص ما، أو يذهبون لرئيس الجمهورية ويطلبون منه إعفاء شخص معيَّن ويقوم الرئيس بإعفائه، وهذه غير موجودة في أماكن أخرى، نحن عندنا شعب يعشق الحرية ويعمل من أجلها، ولو أنا عايز أقارن الحكومة دي مع حكومات أخرى فإنها ما بطَّالة.
*أخيراً بنسبة كم في المئة تتوقع رفع العقوبات في أكتوبر المقبل؟.
المسألة بالنسبة لي محسومة وتحصيل حاصل وما لا يهمني الأمر كثيراً، ولكن أكثر ما يهمني الآن مسألة ما بعد رفع العقوبات، السودان عمل حلول عبقرية  ومن المحنة طلع منحة، فما حقه أن نجلس ونتحدَّث عن رفع عقوبات، ونعطي أمريكا إحساس أننا في انتظارها، نحن كدا أحرار ورفعت عننا أي عقوبة والآن ممكن نتاجر مع أمريكا، ونتاجر مع غيرها ونكون مراسلين للبنوك الأمر مفروغ منه ولا يوجد شيء يهم الأمريكان سوى أن يكتبوها أي ـ الرفع ـ في صحفهم الرسمية.
*شكراً جزيلاً الوزير “إدريس سليمان”؟.
شكراً لصحيفة (المجهر) والشكر لك. 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية