حوارات

نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق "صديق إسماعيل": للمجهر

تسلّمنا تعويضات مالية من الحكومة وهذا حقنا..!!
“مبارك” لم يكن موفقاً في حديثه عن التطبيع مع إسرائيل
لا أنحاز لأسرة “المهدي” وإنما لكيان الأنصار
تأخر انعقاد المؤتمر العام لأسباب مالية
الأوضاع داخل البيت المهدوي مؤخراً، فيما يتعلق بتصريحات “مبارك الفاضل” الداعية للتطبيع مع إسرائيل، وعقد حزب الأمة ندوة بداره بأم درمان ترفض أحاديث “الفاضل”، وتبادل ابني العم (مبارك- الصادق) التصريحات النارية بشأن الأمر، وانتقال الصراع إلى الحزب بدلاً عن الأسرة، إضافة إلى مبادرة لقاء بين الحكومة والحزب أنكرها حزب الأمة وقتها.. كل ذلك دفعنا لوضع كثير من التساؤلات أمام نائب رئيس حزب الأمة الفريق “صديق إسماعيل”، فأجابنا برحابة صدر أنصارية..
حاورته- رشان أوشي
{ عقد حزب المؤتمر الشعبي عدة لقاءات مع القوى السياسية بما فيها حزب الأمة القومي.. هل تم اتفاق بشأن قضايا سياسية أم أنه مجرد لقاء علاقات عامة؟
_ ما أعلمه أن الأخوة في المؤتمر الشعبي التقوا بالإمام “الصادق” وممثلي الحزب في إطار تهنئة بعيد الأضحى، وأثناء اللقاء تحدثوا في الأوضاع السياسية وكل الأحوال التي تحيط بالوطن الآن، وكان هناك بعض التفاهم حول رؤى محددة.. لكن لم تكن هناك مبادرة مطروحة، وطلب حزب الأمة من الأخوة في الشعبي أن يؤكدوا التزامهم بخارطة الطريق، وسعيهم للحل بالوسائل السلمية والاعتراف بضرورة إتاحة الحريات، وتقنين جمع السلاح عبر قانون ينظم الأمر، ويحمي كل الأطراف الموجودة.. لم تكن هنالك أمور مطروحة أكثر من ذلك.
{ اليوم بات حزب الأمة يقف في منطقة وسطى بين الحكومة والمعارضة بعد خروجه من تحالفات المعارضة ممثلة في “قوى الإجماع الوطني”؟
_ حزب الأمة مؤسس لـ”قوى الإجماع الوطني” وإن تباعدت الخطى بينهم، والآن هو جزء من تحالف “نداء السودان” الذي يضم القوى المسلحة والمدنية، وهذا التحالف يتولى مسألة إيجاد الحل السلمي بما يحقق التوافق العام.. إذن حزب الأمة في قلب القضية الوطنية وفي وسط كل القوى السياسية الجادة التي تدعو للحل السلمي، وليس معزولاً.
{ انشغال الإمام “الصادق” بالصراعات داخل البيت المهدوي.. “مبارك الفاضل” سبب حالة تذمر داخل الحزب بأنه أهمل الشؤون الحزبية؟
_ ليس صحيحاً، المسألة الأسرية لم تأخذ حيزاً كبيراً، باستثناء ما راج في الإعلام فيما يخص تصريحات “مبارك الفاضل” الداعية للتطبيع مع إسرائيل، وكان هذا في محفل كبير ضم قوى سياسية مختلفة ومجموعات تنشط في هذه القضية، وهناك أدلى السيد “الصادق” بحديثه الذي ضجت به وسائل الإعلام، ولكنه لم ينشغل أبداً عن الحزب، وما يقوله “مبارك الفاضل” لم يزعج حزب الأمة.
{ “مبارك” تحدث عن شخص الإمام بما يعني أن هذا الصراع تفاقم كثيراً.. ما موقفكم كحزب من هذا الأمر؟
نعتقد أن هذه القضية ذات شقين، الشق الأسري يعني “آل المهدي”، وليس بيدنا سوى إسداء النصح، بأن يترفعوا عن الخوض في مسائل أسرية تؤثر على تركيبة البيت الأنصاري بصفة عامه، لأنهم بالنسبة للأنصار موجهون ومرشدون ومحل إجماع، أما الشق الحزبي، فهذه قضايا لا تؤثر أبداً في مسيرة حزب الأمة ولا ننشغل بها ولا حتى نتناولها بالنقاش.
{ ما زالت الخلافات حول مؤسسات الحزب عالقة.. آخر تصريحات منسوبة للأمين العام السابق د. “إبراهيم الأمين” تناولت قضية انعدام المؤسسات وسيطرة أسرة “المهدي” على مقاليد الأمور؟
_ ما يقوله “إبراهيم الأمين” يُسأل عنه، ولكنه بعيد جداً عن الخط التنظيمي والمؤسسات، لذلك لا يستطيع التحدث عنها  قولاً عدلاً، بالرغم من أن هنالك تبايناً في وجهات النظر بين قيادات الحزب، لكن يوجد تناغم وانسجام في إطار الدستور والنظام الأساسي للحزب.
{ حدثنا عن التأسيس الرابع للحزب الذي أطلق فكرته الإمام “الصادق المهدي”؟
_ التأسيس الرابع حديث لم يحن الوقت للتحدث عنه، لأنه مشروع ما زال قيد الدراسة لدى صاحب الفكرة، ولم نتحدث داخل المؤسسات، ولكن حزب الأمة حزب قديم وظل يجدد أنشطته منذ الأربعينيات عبر مؤتمرات تتداعى لها كل عضوية الحزب من القرية والمحليات والولايات، وخارج السودان، وتعيد قراءة الدستور وتعديله، أما أي حديث عن تجديد هو فكرة خاضعة للأخذ والرد، لكنها لم تطرح حتى  الآن داخل مؤسسات الحزب للنقاش حولها.
{ على سبيل التأسيس الرابع للحزب.. هل سيكتفي الإمام “الصادق” بمنصب إمام الأنصار بعيداً عن رئاسة الحزب؟
_ الإمام أعلن بوضوح شديد في لقائه في الدامر بأنه لن يبتعد، حتى وإن ترك رئاسة الحزب سيظل موجوداً فيه بصورة وأخرى حتى يحافظ على التناغم بين مكونات الحزب، وهذا يعني أن له دوراً سيستمر حتى وإن تخلى عن موقع الرئيس.
{ هناك تذمر كبير بين قواعد الحزب وبعض القيادات من سيطرة البيت “المهدوي” على مقاليد الأمور والقيادة؟
_ أعتقد أن من حق الناس أن يقيموا ويقرأوا الواقع بما يرونه مناسباً.. لكن الحقيقة أن هناك مشاركة كبيرة وحضوراً لعناصر أخرى دون آل “المهدي” داخل المؤسسات، بالأمس القريب كان هناك وفد برئاسة اللواء “فضل الله برمة ناصر”، ورئيس المكتب السياسي في بعثة لأداء الحج، ولم نسمع باحتجاج بالرغم من أنه لم يكن بينهم أحد من “آل المهدي”، وكذلك الأمانة العامة جميعها لا تضم أحداً من البيت المهدوي سوى الأخت “سارة نقد الله” الأمين العام وتم اختيارها بتوافق تام بين كل مكونات الهيئة المركزية، لكن هذا الشعور قد يشعر به البعض من خلال قرائن أحوال محددة.. وواقع الحال أن المؤسسات قائمة على مشاركة الجميع.
{ الفريق “صديق” متهم بالتحيز لأسرة “المهدي” وتمرير أجندتهم على حساب الحزب؟
_ غير صحيح، أنا لا تربطني بـ”آل المهدي” صلة إلا ما يربط الأنصار بهم، أنا أقف على مسافة واحدة من الجميع، ولا تربطني بهم علاقة خاصة لانحاز إليهم دون الآخرين، وإن كان هنالك انحياز سأنحاز للكتلة الأنصارية وليس لأسرة “المهدي”، ما أراه أن مَن هم مِن هذه الأسرة موجودون داخل الحزب يتعاملون مع عضوية الحزب بنوع من الاحترام والتقدير الذي يُبقي بينهم المودة والعلاقة الطيبة.
{ أعلنتم اقتراب انعقاد المؤتمر العام كثيراً.. لكن واضحاً أن العمل عليه يمضي ببطء؟
_ نعم.. اعترف أن هنالك بطئاً شديداً جداً في العمل على المؤتمر العام، وذلك لأسباب كثيرة، فنحن مؤتمرنا ليس كسائر مؤتمرات الأحزاب يقوم على انعقاد مؤتمرات كثيرة على مستوى الأحياء، الوحدات الإدارية، المحليات، الولايات، والمهجر، وسلسة من الأنشطة المتكاملة القائمة على الشفافية والديمقراطية وتوسيع دائرة المشاركة، وبالتالي تحتاج لوقت طويل وتكلفة مالية عالية، وإذا توفر الوقت لا يتوفر المال، لذلك نحن نسعى لتوفير هذا العامل الأساسي وأعني به المال، ونحن الآن نجتهد في توفيره، وهي مبالغ كبيرة جداً، خاصة أن عضويتنا أفقرت، ومصادر التمويل نضبت، لأننا سخرناها في المعارضة في الفترات السابقة، وبتنا لا نملك موارد تمكننا من إقامة نشاط كبير كالمؤتمر العام في الوقت الذي يقره النظام الأساسي وقانون الأحزاب.
{ لماذا كان رد فعلكم في حزب الأمة عنيفاً جداً تجاه حديث مبارك الفاضل الداعي للتطبيع مع إسرائيل؟
_ الدعوة للتطبيع مع إسرائيل صادمة لمشاعر السودانيين جميعاً، وهذه المسألة حينما أثيرت في حوار الوثبة وجدت رفضاً كبيراً جداً، ولم يستجب لها أحد، بالرغم من تلميح وزير الخارجية ذات مرة لإمكانية حدوث هذا الأمر، لكن في النهاية خرجت توصيات الحوار الوطني خالية من أي إشارة للتقارب مع إسرائيل، باعتبار أن ذلك يصدم مشاعر وقناعة السودانيين، وموقفهم التاريخي، لذلك كان حديث “مبارك” مفاجأة وخلقت رد الفعل العنيف الذي لم يأت من حزب الأمة فقط، بل كثير من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي تداعت لدار حزب الأمة ليلة الندوة، وعبرت عن موقفها، وإن كانت هنالك مساحة أكبر للتعبير لخرجت التظاهرات الرافضة، هذا هو موقف الشعب السوداني من إسرائيل المعتدية والظالمة والمنتهكة لحقوق الإنسان، وسيظل هذا الموقف إلى أن تصحح إسرائيل من نهجها وتجنح إلى ما يحقق السلام، وحينها يكون للسودان موقف آخر.
{ “مبارك الفاضل” تحدث صراحة عن تعويضات مالية تسلًمها حزب الأمة ورئيسه من الحكومة؟
_ التعويضات المالية لا ننكرها، لكنها جزء يسير من حقوقنا، وهي حق مشروع وليس منحة، وهي عبارة عن استحقاقات لأموال صودرت من حزب الأمة حينما قامت الإنقاذ، واستخدمت لمصلحة الحزب الحاكم، وليس لمصلحة السودان، لذلك ظللنا نطالب بأموالنا المسلوبة، وهذا جزء من اتفاقية  “نداء الوطن” التي عاد بموجبها حزب الأمة إلى الداخل، وبالفعل سلمونا قدراً ضئيلاً من التعويضات ولم يكن التعويض المطلوب والمتفق عليه.
{ هنالك أخبار تحدثت عن وساطة للقاء يجمع الإمام “الصادق” والرئيس “البشير”.. رفضها الأخير؟
_ هذا الأمر لم يمض في مساره الصحيح، نحن كسودانيين بصفة عامة نجنح إلى تعظيم قيمة التواصل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بين الناس، ويأتي إلى الإمام “الصادق” كثير من الناس ويقدمون المبادرات، وبالتالي هو لا يرفض أي حديث لإيجاد معالجات لأوضاع البلاد أو الإسهام في سد الفجوة بين المعارضة والحكومة، وبالتالي بعض الأخوة استثمروا هذه المواقف وكأنما هي مبادرة منا، ولكنها مجرد تجاوب مع الطرف الآخر.. لكن لم يتسلم الإمام “الصادق” أو أي شخص مهما كانت علاقته بالطرفين مبادرة حقيقية.. حزب الأمة لديه وسائله للتواصل مع المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية، وتمت لقاءات كثيرة بين الإمام “الصادق” ورئيس الجمهورية، وحزب المؤتمر الوطني بحزب الأمة، ولم يكن هنالك وسيط خارج مؤسسات الطرفين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية