وزير التربية والتعليم الأسبق بولايتي سنار وغرب كردفان في حوار جريء مع المجهر (2-2)
مايحدث في السودان الآن من بعض القبائل عادة جاهلية..
مصلحة امريكا أن يظل السودان (مقيداً) بمسألة العقوبات
الاعتداء على المحامين (فضيحة) وعلى النقابة معالجة هذا الأمر
(المجهر) هي الجريدة “نمرة واحد” التي أواظب على مطالعتها يومياً
حوار – وليد النور
{ تقلدت منصب وزير التربية والتعليم في غرب كردفان في ظروف كانت نتائج المدارس متدنية؟
_ في غرب كردفان حقيقة أنا ورثت التعليم تعبان، والسبب الأساسي أن المعلمين لم يأخذوا مرتباتهم حتى وصلت المديونيات إلى (5) مليارات من الجنيهات، وأنا عندما حضرت وضعت شرطاً مع الوالي “الجيلي أحمد الشريف”، و أعددت مذكرة قلت لهم فيها أنا لن أبقى معكم وزيراً إلا بتحقق الآتي: أن تدفع مرتبات المعلمين من يوم 25 من كل شهر، وثانياً تخصص لجنة لإحضار المتأخرات من المالية الاتحادية.
{ وهل قبل المعلمون بمعالجتك؟
_ ذهبت إلى المعلمين وجلست مع ناس التوجيه وقلت لهم يا جماعة أنا زول قانوني ولست معلماً، وبالتالي عليّ إحضار المال وإعطاؤكم حقوقكم ولكن يجب أن تعملوا بجد لترفعوا رأسنا، والوالي قال إن الطالب الذي يحرز نسبة (89%) سيمنح مبلغ خمسة ملايين جنيه، وهذا ما جعل المدارس تنجح.
{ ولكن طلاب الولاية لديهم مشاكل في الرياضيات واللغة الإنجليزية.. هل السبب في المعلمين أم الطلاب؟
_ لا، أخبرتك أن المسألة مربوطة ببعضها البعض.. الطلاب في غرب كردفان سواء كانوا من أبناء الحمر أو النوبة أو المسيرية أذكياء جداً، لكن الخلل في تجويد التعليم، ونحن نسميه التوجيه، الموجهون يخرجون ويذهبون إلى المدارس، ويرون كيف تسير الحصص ويجلسون مع المعلمين ويسألونهم عن أحوالهم، هذا ما يجعل الطالب ينجح، لكن إذا توجيه مافي الطالب (ينوم).. والمعلم (ينوم) أيضاً.
{ نعود إلى القضاء.. ما هي أول قضية حكمت فيها؟
_ أول قضية حكمت فيها وأنا قاضي سلطات درجة ثانية بسلطات إضافية درجة أولى، حكمت في قضية جماعة من أهلنا الحوازمة وهم رُحّل، بعد أن انتهوا من الخريف شمالاً وجاءوا للمنطقة الجنوبية في بداية الشتاء، وعندما حضروا وجدوا مرحالهم قد تم تقسيمه وأصبح مشروعاً، والمشروع ناجح مائة بالمائة، إلا أنهم (دقوا النقارة) وجمعوا القبائل وخوفوا المسؤولين (بالحراب) والجماعة خافوا وانسحبوا، وقاموا بتخريب المشروع.
{ كم كانت مساحة المشروع؟
_ المشروع تقريباً (400) فدان أكلته البهائم، وأنا كلفت بهذه القضية وذهبت للمعاينة، وكانت واحدة من القضايا التي رفعت أسهمي كقاضٍ، وقلنا للحوازمة يوجد طريق صغير بالشرق والغرب كان بإمكانكم المرور من خلاله، فأجابوا يا مولانا نحن قاصدين نأكل المشروع هذا حتى يرحل صاحبه، ونحن في نظر الدولة مذنبون لكن هذه الأرض (حقت جدودنا).. هذه واحدة من القضايا التي بدأت بها في “رشاد”.
{ هل يوجد من زملائك من هو مستمر في مجال القضاء؟
_ والله الزمن طال، وغالباً زملائي يكونون نزلوا معاش.
{ كم سنة قضيتها بالقضاء؟
_ خمس سنوات.
{ وبعدها عدت إلى السياسة؟
_ لا عملت محامٍ في أم روابة، وهي المدينة التي اشتهرت بها ووفقني الله بأنني أي قضية مسكتها نجحت فيها، والسبب أنني ادرس القضية دراسة مستفيضة، ولقد كنت على اتصال بالمكتب الفني في السلطة القضائية، وأي سابقة جديدة ظهرت ألغت قواعد لسوابق قديمة يتم إرسالها لي، وأحملها معي (مسدس جيب) واستعرضها أمام مولانا وقاعد أقول يا سعادتك أخوانا المحاميين في الأبيض فاتت عليهم السابقة القضائية التي قلبت الموازين بكذا، والتي ألغت السابقة الموجودة، فكان مولانا “رحمة الله” _عليه الرحمة_ يضرب المنضدة ويقول: (يا مولانا الزول دا بحجمو الكبير دا بخوف الشهود)، ولكن مولانا يرد عليه: (أنا ما شايف في خطر على الشهود) وإذا في هجوم على شاهد أنا موجود.
{ السودان يعاني من موضوع حقوق الإنسان وسنوياً يتجه الى جنيف لمناقشة إحدى القضايا؟
_ في رأيي، وأنا قانوني توقفت منذ سنتين نسبة لمرضي، لا يوجد تنسيق في الأجهزة القانونية بصفة عامة سواء نقابة المحامين أو وزارة العدل، والقضاة (ليس لديهم شغلة) إذا جاءتهم شكوى (يشتغلوها) بشفافية وعدالة.
{هل الشارع العام يؤثر في العدالة؟
_ طبعاً الناس الذين نسميهم نحن ما قانونيين يحكمون القضية في الشارع، وهذا ليس صحيحاً فالبني آدم هو البني آدم، ونحن السودانيين لدينا عيب الحمية، يعني تحمي قريبك بأية طريقة.
{ هل فينا عادة الجاهلية؟
_ “دريد بن الصمة” واحد من شعراء الجاهلية وقتل في غزوة حنين قال: (وما أنا إلا من غزية.. إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد) و (بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد)، هذان البيتان يوضحان لك أنها عادة جاهلية، فهو يقول أنا مع أهلي إن غلطوا أغلط معهم واذا أحسنوا أحسنت معهم، هذا هو الحاصل الآن في السودان.
والجهاز الوحيد تقريباً المافهيو مشاكل هو جهاز القانونيين وجهاز العدل ، والنقابة أيضاً ليس فيها مشكلة لكن ما قادرة تحل مشاكل الاعتداءات التي تتم من رجال الشرطة على المحامين، وهذه (فضيحة) لم تحدث في التاريخ الطويل، وأنا بدأت أمارس القضاء من 1971 وانفردت بالعمل 73 وبقيت حتى 75 يعني أنا عملت منذ 1973 حتى 2014 وأقرأ الصحف.
{ هل توجد سوابق باعتداءات؟
_ بهذه المناسبة، الجريدة الوحيدة التي أواظب عليها “نمرة واحد” (المجهر).. ودائما ما اسمع ان المتقاضين اعتدوا على المحامين والشرطة اعتدت على المحامي، هذا لم يكن يحدث في الماضي.. أين الهيبة التي كانت لدى المحامي.. يعني هل يعقل أن “المحجوب” لو جاء للدنيا هذه يُضرب وذات الأمر ينطبق على “زروق” و”عبد الله الحسن” و”وني” و “عمر أبو بكر”، هؤلاء الفطاحلة في الماضي لم يكن هنالك ما يحدث الآن، و أتمنى الناس ينسقوا.
{ هل تعتقد أن موضوع حقوق الإنسان سياسي بحت؟
_ موضوع حقوق الإنسان سياسي وأمريكا بكرة دي لو قالوا ارفعوا العقوبات عن السودان ستنتهي حكاية مجلس حقوق الإنسان، أمريكا لديها مصلحة في أن يظل السودان مقيداً.. هذا هو الحاصل لأن ما يحدث في الجارة مصر وغيرها أكبر من السودان على الرغم من أن مصر دولة جارة ونقضي فيها إجازاتنا وكل ذكي في أي مجال، الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تجنيسه أو ضمه لمنظمات الأمم المتحدة.