أخبار

مأزق الحوار

{ ما أكثر مآزق أحزاب الحوار التي خاضت في وحل السياسة بلا رؤية وجردت نفسها من الأوزان وجلس الصغير والكبير في مقعد واحد.. وحينما جرت القسمة وجد البعض نفسه قد نال أكثر مما كان متوقعاً.. ولم يجد البعض حتى ما يسد الرمق وحردت بعض الأحزاب نصيبها من دنيا الحوار.. وعادت أسماء لامعة إلى صف المعارضة بل حمل منهم من حمل السلاح ولقي حتفه في أحداث عشيراية.. ومنهم “تراجي مصطفى” التي عادت لكندا وقد امتشقت سلاح الكلمة لتجريد النظام من كل فضيلة.. وإذا كانت أحزاب الحوار الوطني لها وجود في أرض الواقع لما تذكر أحد الأحزاب الممانعة التي وجدت نفسها الآن في الساحة تغرد ولا يتصدى لها إلا المؤتمر الوطني، الذي كلما جاء بشريك للسُلطة وأغدق عليه الوظائف والمال قبض الشريك. ما جاد به الوطني وانصرف لحاله .
{ في ولاية جنوب كردفان حينما وزعت لجنة مركزية في الخرطوم الوظائف والوزارات .. كان نصيب أحزاب الحوار وزارة الثقافة والإعلام التي تم إخلاؤها من قبل جماعة أنصار السُنة الذين نالوا وزارة التربية والتعليم في تلك الولاية .. انتظر الجنرال “عيسى أبكر” أن تتنزل عليه السُلطة المركزية اسم وزير الثقافة ولكنها لم تفعل أكثر من ثلاثة أشهر ومقعد الوزير (شاغراً) في انتظار أحزاب الحوار.. الوالي لا يستطيع تعيين وزير للثقافة إلا بقرار من المركز الذي هو في شغل عن صغائر الأمور مثل تعيين وزير ولائي .. وحتى هذه اللحظة مقعد الوزير شاغراً وانفض هنا .. جمع المجموعة المتنفذة التي أشرفت على الحوار ذهب مهندس الحوار وزيراً للمعادن وتوجه “حامد ممتاز” إلى الخارجية وزيراً للدولة.. وتم إعفاء د. “فيصل حسن إبراهيم” من مسؤولياته التنظيمية.. ولم يجد المركز بعد ثلاثة أشهر حزباً من رهط الحوار يمنحه وزارة في جنوب كردفان لها أهميتها لارتباطها بالتغير الاجتماعي والثقافي وربما هناك مقاعد في ولايات أخرى لا تزال تنتظر سعيد الحظ الذي يزف إليها عريساً.. والوزارات في السودان أصبحت تبحث عن من يشغلها وأحزاب الحوار الوطني الغارقة الآن في نعيم السُلطة.. ما عادت تتذكر حتى توصيات الحوار واندثرت لجان المتابعة .. وانصرف الكل لمشاغله .. إلا الصديق “عمار السجاد” القيادي في حزب المؤتمر الشعبي يشاغب في الأسافير.. ويكتب بضمير الحاضر في عرس أغلب أهله من الغياب .
{ إن مأزق الحوار الوطني في نصوص التوصيات التي تركت معلقة في الهواء مثل العودة لنظام انتخابات الولاة وتكوين مفوضيات للخدمة المدنية وحقوق الإنسان وغيرها من التوصيات عصية التنفيذ.. وعندما يجلس البعض مكاناً غير مكانهم لا يصدقون أنهم أصبحوا مسؤولين حقاً عن مصائر شعب كان يرتجي من الحوار أن تنبت أرضه أحزاب حقيقية تساهم في توطين الديمقراطية ولكن يبدو أن أحزاب الحقائب المحمولة على الأيادي غير قادرة على سد شواغر المقاعد المخصصة لها فكيف لها حل مشكلات الوطن العصية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية