عز الكلام
ورحل الشفيف الجميل!!
ام وضاح
صحيح أن الموت نقاد لا يختار إلا الجياد الأصيلة بغتة وعلى حين غرة وقد فاجأنا النبأ الحزين برحيل الدكتور “يحيى صالح مكوار” الرجل الشفيف العفيف الوطني النظيف وآخر جيل العمالقة الذين لم يتخاذلوا عن المبادئ ولَم يبيعوا القضية، ظل السودان عنده أولاً وأخيراً عشقاً أبدياً تفضحه كلماته المحبة وأمنياته الممتدة بلا حدود، عاد إلى أرض الوطن يدفعه شعوره وإحساسه نحو وفاق وسلام وطني ينجو بالسفينة من الغرق، فكان من الأوائل الذين آمنوا بضرورة الاندماج في الساحة السياسية والمشاركة في العمل التنفيذي، التقيته وزيراً للتربية والتعليم وأجريت معه حواراً تلفزيونياً وجدت نفسي بصدق في موقف لا أحسد عليه وأدبه الجم وتواضعه ألجماني من أن أوجه له أسئلة ساخنة عن واقع التعليم وقتها، وهو المسؤول عنه في ولاية الخرطوم، حتى أنني ولأول مرة تخليت تماماً عن الأسلوب المستفز الذي كنت أقصد أن أطرح به محاوري على المسؤولين ومن بعدها توطدت بِنَا الصلات وأصبحنا نتبادل الآراء والأفكار ورسائل الواتساب التي يهديني فيها الدعاء المليء باليقين والصبر والإيمان حتى أيام كان وزيراً للموارد البشرية، لم تنقطع اجتهاداته في أن يخلق حراكاً في الوزارة واهتماماً بكوادرها، يدفعه حماس السياسي وإنسانية الطبيب وجرأة الوطني الغيور، أذكر أنني وعند إعفائه من المنصب ذات تشكيل حكومي غابر، أبديت له استغرابي واستيائي ودهشتي في أن لا يستمر وزيراً، فهوّن عليّ الأمر وقال لي يا “أم وضاح” نحن ما عدنا من أجل المناصب ولكننا عدنا لنسهم في دفع قاطرة الوطن في أي موقع ومن أي خندق، فكبر الرجل في نظري أكثر مما كان، وإن كان الألم لم يفارقني أن يبتعد أمثاله عن المناصب والواجهة وهو الأميز أدباً وتواضعاً وجميل خصال أسبغها بالكربون على زوجة رائعة وأبناء بررة تشرفت بمعرفتهم، اسأل الله أن يمنحهم الصبر الجميل، لأن فقدهم عظيم في رجل كما النسيم لا يمر إلا مخلفاً وراءه همس العطر ولطف البرودة وبعضاً من طل.
بصدق أنا موجوعة لرحيل رجل ود بلد بأخلاق فرسان ليس له أعداء ولا خصومات، حيثما كان خلف الذكرى الطيبة ومتين الصلات ووثيق العلاقات، وحيثما عمل ترك وراءه بصمة من المثل والمبادئ ودروس الوطنية التي نحن أحوج ما نكون إليها في هذا الوقت.
اللهم أرحم عبدك “يحيى مكوار” وأدخله فسيح جناتك، فقد كان هيناً ليناً طيب المعشر، أبيض السريرة، نقي الدواخل، شفيفا ًعفيفاً وعملة نادرة وصعبة عالية القيمة والتمن، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
}كلمة عزيزة
في جولته وزيارته المفاجئة لمحلية الخرطوم، اندهش الأخ نائب الوالي “محمد حاتم” من عظم وضخامة المشاريع التي تحققت في زمن وجيز وقصير هي فتره تقلد الفريق “أبوشنب” مهامه معتمداً للخرطوم، ولعمري للرجل ألف حق في أن يندهش ويسأل ويتعجب، لأن “أبوشنب” يعمل بصمت بلا جعجعة ودق طار، يترك أعماله تتحدث وتعرف عن نفسها، هو تماماً يعمل بفكر القائد العسكري الذي لسانه سلاحه ومسرحه ميدان العمليات، فيا أخي “محمد حاتم” أرجو أن تقيس وتقارن عند زياراتك لبقية المحليات ما قام به “أبوشنب” وهو يستثمر موارد المحلية ويحرك قطارها نحو التنمية وتطوير البنية التحتية والمؤسسات التعليمية والحساب ولد وكله زول أدوه حقه.
}كلمة أعز
بعد كارثة عدم بث نشرة العاشرة ثم انقطاع التيار الكهربائي عن تلفزيون السودان، تداولت الوسائط صوراً لكرتونة المتسوبيشي المخرمة ديكوراً لواحد من البرامج، وبعد دا كله مكونين لجنه لتقصي الحقائق، تقصي شنو ديل دايرين مقص يقطع وش هذه الإدارة المتهالكة الفاشلة.