مواطنو الدندر.. تتفاقم معاناتهم في الخريف بسبب تعسر المواصلات
أحياناً تهدد حياة البعض
الدندر – يُوسف بشير
تندر مواطنو قرى الدندر قديماً من (اللواري) التي تتوقف في فصل الخريف، بسبب التربة الطينية اللزجة، وآنذاك كان يتم السفر عبرها، إذ قالوا: (بجي الخريف.. واللواري بتقيف). بيد أنه رغم تطور وسائل المواصلات إلا أن الأمطار لا تزال بالمرصاد للسيارات بمختلف أشكالها، عدا ذوات الدفع الرباعي. مما ضاعف من معاناة أهالي القرى، بخاصة المرضى والحوامل والمصابين بلدغات الزواحف التي تكثر في المنطقة في فصل الخريف، الذين يحتاجون لإسعاف سريع في أقرب مستشفى.
}الطيبة البتضيع الناس..
والمستشفيات، حتى الصغيرة منها والتي يطلق عليها (شخفانة)، لا تتعدى الـ(8)، لتقديم خدمات طبية لأكثر من (200) قرية في المحلية. وفي يوم هطول المطر، تطوى سيارات الدفع الرباعي و(التراكترات) وقتاً طويلاً يمتد لساعات، لمسافة لا تزيد عن نصف ساعة في غير فصل الخريف. وكثيراً ما حدث حالات وفاة بسبب طول الطريق، يتعمد الأهالي ــ لفرط طيبتهم ــ عدم الإعلان عنها لإيمانهم العميق بـ(القضاء والقدر)، فعندهم كل شيء وراءه الخير فقط.
}عناء إضافي..
أعلاه ما يختص بالقرى. ولكن، في الطريق المعبد الواصل بين الدندر وسنجة، ثمة طريق ترابي لا يتجاوز الـ(500) متر، لم تُعبد لإصرار إدارة الري على عدم استخدام السيارات لكوبري أسمنتي على ترعة، الأمر الذي جعل إدارة الولاية تترك تلك المسافة القصيرة دون تعبيد على أمل إنشاء كوبري على الترعة لاحقاً. تلك المساحة الصغيرة التي لم تعبد تمثل أكبر عقبة لسائقي البصات السياحية، فكلما هطل المطر، والمطر يهطل هناك بكثرة، ينزلق البص من الطريق نحو المنحدر، وحتى يخرج بمساعدة (تراكتر، وربما اثنين)، يحتاج لأربع ساعات، على الأقل. الأمر الذي يجعل المسافرين يتكبدون عناءً إضافياً، متمثل في ضياع الزمن والإحساس بالملل.