قطط الخرطوم تكذّب الأسطورة.. وتلتهم (لحوم الأضاحي)
في عيد الأضحى هذا العام
الخرطوم ـ عبد الله أبو وائل
(القطط لا تأكل لحوم الأضحية وتتوارى عن الأنظار إلى جهات غير معلومة صبيحة يوم عيد الفداء) عبارة سمعنا بها منذ أمد بعيد وظللنا نتعامل معها كحقيقة دون معرفة الأسباب، سيما وأن اختفاء القطط في تلك المناسبة الدينية وهجرها للمنازل جعلنا نردد ذات العبارة التي سمعناها من أجدادنا وآبائنا وما أضفناه لها من روايات استمعنا إليها من بعض الأصدقاء والمعارف ممّن سعوا لترجمة ذلك إلى واقع بالتجربة والبرهان بتقديمهم اللحوم للقطط التي تعيش معهم في منازلهم، وما تحقق من نتائج تعضد المقولة السابقة برفض القطط لتلك اللحوم وهروبها من مكان الأضاحي إلى جهات مجهولة.. وبناء على كل ذلك ظللنا نتعامل مع هذا الموضوع باعتباره حقيقة حتى جاء عيد الفداء الأخير من السنة الهجرية (1438)هـ ليكتب آخر سطر في نهاية تلك (الأسطورة) بعد اكتشافنا عدم صحة المقولة وكثير منا كان شاهداً على تلك الحقيقة التي أصابتنا بالذهول ونحن ننظر للقطط وهي شاهد عيان على ذبح الأضحية دون أن تتوارى عن الأنظار كما اعتادت في مناسبات سابقة وإصرارها على أخذ نصيبها من اللحوم وإلحاحها على أخذ المزيد ولو خفية.
ما حدث في عيد الفداء هذا العام فتح أبواب الأسئلة على مصراعيها عن تلك الحكاية وعن تفسير ما حدث وهل ما شاهدناه يعد نهاية لتلك (الأسطورة) التي ظلت لفترة ليست بالقصيرة هي السائدة في أذهان الكثيرين أم أن البعض لا يزال يؤمن بتلك المقولة ويتعامل معها كواقع يصعب القبول بغيره حتى وإن كان حقيقة؟ وهل ما حدث يعدّ أمراً يمكن وصفه بالخطير كما يراه البعض ممن يربطونه باقتراب يوم (القيامة) أم أن العيد القادم ربما يشهد حكاية جديدة؟
عموماً ظلت تلك (الأسطورة) مسيطرة لفترة ليست بالقصيرة قبل أن يظهر واقع جديد لم يقنع البعض لكنه صحّح المعلومة لدى كثيرين.