"مجدي" صانع الرواكيب.. أفكار (صغيرة) تصنع تحفاً جمالية من (الحصير) و(القصب)
تكلفة (الراكوبة).. (6) آلاف جنيه
المجهر – خالد الفاضل
عقلك هو رأس مالك.. لا تتوقف عن التفكير مهما كان الواقع محبطاً.. ففكرة بسيطة قد تغير واقعاً بين يوم وليلة.. التفكير سبب النجاح.. لا تترك عقلك يستسلم للخمول.. احرص على إبقائه يقظاً مهما بلغ بك اليأس.. انظر حولك، تأمل وتفكر في كل ما يحيط بك من أشياء ومواقف ومشاهد، فربما عبارة صغير تطرق أذنك أو مشهد قصير تقع عليه عينيك يقودك إلى فكرة عظيمة تنقلك من خانة إلى أخرى.. افعل مثلما فعل الشاب “مجدي إسماعيل جابر” (٢٥) عاماً من ولاية سنار، فبالرغم من امتلاكه لثلاثة صنائع النجارة والبناء والموسيقى كعازف إيقاع إلا أنه ظل يتطلع للأفضل إلى أن جاءت الفكرة وأعمل مهارته في النجارة ليصنع أجمل (راكوبة) داخل منزل الأسرة، ولم يمض وقت طويل حتى نالت (الراكوبة) المصممة بطريقة بسيطة وجميلة إعجاب الجيران وجيران الجيران، ثم الأحياء القريبة والكل يريد (راكوبة) في بيته.. وهكذا طرق النجاح باب هذا الشاب البسيط.. فتعالوا نسمع القصة منه.
{ البداية
“مجدي إسماعيل جابر” من أسرة متوسطة الحال تقطن حي رحال بولاية سنار، يعمل في مجال البناء والنجارة بالإضافة إلى عمله كعازف إيقاع.. وكانت هذه المهن تدر عليه دخلاً لا بأس به، لكنه لم يركن إليها وظل عقله يبحث وينقب عما هو أفضل.. وكانت البداية (راكوبة) شيدها داخل منزلهم لكنها لم تكن (راكوبة) عادية بل أعمل فيها “مجدي” مهارته كنجار وصنع منها تحفة فنية أدهشت كل من شاهدها.
{ مناور وشبابيك
يقول “مجدي” عن تجربته الأولى مع صناعة الرواكيب: (منذ أن بدأت في تجهيز المواد في نيتي أن أصنع راكوبة مختلفة بمواصفات تجعلها مناسبة لاستقبال الضيوف وجلسات القهوة والشاي).. ويضيف: (كان همي الأول أن تكون التهوية جيدة تجعلها باردة حتى في نهارات الصيف الساخنة لذلك أفردت مساحات لشبابيك ومناور واستخدمت في صنعها مواد باردة مثل القش والحصير والحصير البرايت، وهو أخف من الحصير العادي، بالإضافة إلى أعمدة حديدية.. وتعمدت في التصميم أن تكون (الراكوبة) منقسمة إلى جزءين، جزء صغير كمطبخ والآخر للضيافة).
{ طلب كثيف
ما أن فرغ “مجدي” من تجهيز (الراكوبة) الخاصة بمنزلهم حتى تدافع الجيران الذين أعجبهم التصميم أيما إعجاب يطالبونه بواحدة لمنازلهم.. ويقول “مجدي”: (فوجئت بكثرة الطلبات. لم أكن أتوقع أن تكون بهذا الكم لأنني لم أقم بأي نوع من الدعاية لعملي، الخبر انتشر من شخص لآخر ومن حي إلى حي، لكنني قبلت التحدي وشرعت في العمل واستطعت خلال شهر واحد تشييد ٢٠ راكوبة).
{ دخل جيد
وحسب “مجدي” تبلغ تكلفة الراكوبة (٦) آلاف جنيه، يذهب الجزء الأكبر منها لشراء المواد ويكتفي هو وصديق له يساعده في العمل بالجزء البسيط المتبقي.. ولكثرة العمل تحسن الوضع المادي لـ”مجدي” ما دفعه لهجر مهنه القديمة والتفرغ كلياً للعمل الجديد.
{ أفكار
ويحدثنا الشاب “مجدي” بحماس عن مشاريعه وأفكاره المستقبلية ويقول: (سأسعى لتطوير شكل التصميم وسأستعين بمواد إضافية، وقد دعوت بعض أصدقائي من فنيي الديكور لعمل ديكور داخلي للرواكيب).. ويضيف بفخر: (كل الناس يتحدثون عن الجو اللطيف داخل الرواكيب التي شيدتها حتى في الأوقات التي تشتد فيها الحرارة، بالإضافة إلى متانة المواد المستخدمة كالحصير وهو قوي ويعيش لسنوات طويلة).