رأي

بكل الوضوح

تلمع من الخارج و(تقرّف) من الداخل!!
عامر باشاب

{ الفوضى والبهدلة التي تعيشها البصات السفرية في جميع اتجاهات الخطوط السفرية، جعلتني أعود إلى الوراء عبر شريط الذاكرة حتى وصلت أيام زمان البصات السفرية التي ظهرت في الشارع السوداني بصفة (السياحية) في مقدمتها بصات الجزيرة التي برزت في المشهد عبر (شركة مواصلات الجزيرة) التي وضعت أساس النظام والنظافة والانضباط على طول الطريق خاصة طريق (مدني- الخرطوم) “عميد الطرق السودانية القومية”.
{ بصات الجزيرة سليلة عائلة (المرسيدس) ظلت تسير بسيرتها الحسنة وتتجول بمتانتها بين جميع أقاليم السودان، وتأتي في الآخر إلى مدني لتستريح داخل (حوشها الكبير) وتخضع لفحوصات هندسية في الورشة المجهزة بكل احتياجات الصيانة، وتستأنف رحلاتها من جديد بكل التوهج الحركي وعلى المسار الصحيح ذهاباً وإياباً.
{ نعم كانت بصات شركة مواصلات الجزيرة حسنة السيرة لأن كبارها كانوا حريصين كل الحرص على اختيار السائقين وتنقيتهم (خيار من خيار) في الخلق القويم وفي فن وذوق وأدب القيادة، وحتى المضيفين كانوا على درجة عالية من الرقي والأدب وفي منتهى النظافة واللطافة والظرافة.
{ أما الآن وفي زمان الشركات الوهمية والأسماء الفجائية للأسف الشديد عمت الفوضى، وصارت البصات السياحية اسم على غير مسمى تسير متهالكة على الطرقات بغير انضباط كثيرة الأعطال (تلمع من الخارج وتقرّف من الداخل)، شركات بدون إدارة وبدون ورش صيانة (لا أصل ولا أصول) يقودها سائقون متهورون ويشرف عليها سماسرة لا يهمهم غير الكسب والنهب السريع لهم مهارات عالية في استغلال ظروف المواطنين (الركاب) خاصة في مواسم الأعياد.
} وضوح أخير
{ نتمنى من الجهات المسؤولة عن قطاع النقل والمواصلات وشرطة المرور السريع أن ينتبهوا إلى خطورة الفوضى التي تسير بها البصات السفرية المتهالكة على الطرقات.. لابد من تحديد مواصفات الجودة للمركبات السفرية والتشديد على إتباع شروط نقل الركاب ومطابقة مواصفات السير على الطريق.
{ الخطورة لم تعد في ضيق الشوارع الأسفلت ولا في الحفر المنتشرة عليها، بل الكوارث صارت تأتي من داخل المركبات التي تسير بدون مواصفات وتهدد حياة الركاب بدعوى السياحة الزائفة.
{ ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية