حملة جمع السلاح تدابير احترازية على رأس أولويات غرب دارفور
انحسار معدَّلات الجريمة وترحيب من الإدارة الأهلية وتحذير للرافضين
تقرير – عبد الرحمن محمد أحمد
قُوبلت قرارات رئاسة الجمهورية بشأن جمع السلاح وتقنين المركبات العامة بتجاوب كبير من قطاعات المجتمع المختلفة بولاية غرب دارفور، وذلك لاعتبارات أن السلاح هو المهدِّد الأساسي للاستقرار وزعزعة الأمن بإقليم دارفور.
نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن”، سبق زيارته الولاية بخصوص برنامج جمع السلاح بزيارات مكثَّفة لولايات دارفور وكردفان بصحبة عدد من قيادات الأجهزة الأمنية والعدلية بشأن إنزال مقررات اللجنة العليا لجمع السلاح وتقنين العربات غير المقننة والتي وجدت تفاؤلاً كبيراً من جماهير الولاية، وأثمرت تلك الزيارات عقد سلسلة من اللقاءات مع حكومة الولاية والأجهزة التشريعية والأمنية وفعاليات ومنظمات المجتمع المدني، تمهيداً لعملية جمع السلاح، ولولاية غرب دارفور قَدَم السبق في تدشين مرحلتها الأولى لجمع السلاح وتقنين العربات غير المقننة على مستوى ولايات دارفور وكردفان من خلال إستراتيجية محكمة بتشكيل لجنة العليا برئاسة والي الولاية “فضل المولى الهجا”، واللجنة الفنية برئاسة قائد الفرقة الـ(15) مشاة، اللواء “قمر الدين فضل المولى”، ومدير شرطة الولاية اللواء “طارق عطا”، رئيساً مناوباً، ومقررية مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني د. العقيد “ياسر أحمد محمد”، واللجنة الإعلامية تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام، وتم توزيع الولاية إلى قطاعين شمالي برئاسة اللواء (59) والجنوبي برئاسة اللواء (57) التابعين للفرقة الـ(15) بجانب تشكيل قوة خاصة بمحلية كلبس الحدودية، بجانب إسناد توجيهات للقوات المشتركة ومعتمدي المحليات الحدودية مع دول الجوار لمراقبة الحدود ومتابعة حركة دخول الرعاة، وقفل المعابر ومنع الفزع الأهلي، وتكوين قوة مشتركة للطوارئ والتدخل السريع من الأجهزة النظامية لتأمين المزارعين والرعاة بمحليات الولاية الـ(8)، حيث باشرت اللجنة العليا لجمع السلاح وتقنين العربات غير المقننة برئاسة والي الولاية “فضل المولى الهجا” واللجنة الفنية برئاسة قائد الفرقة الـ(15) مشاة، خطوات عملية في جمع السلاح بدءاً بالقوات النظامية ممثلة في أفراد الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والدعم السريع، وحرس الحدود كمرحلة أولى، ثم تليها المرحلة الثانية من أيدي قيادات الإدارة الأهلية، فيما تتسابق الخطى في الأيام القليلة القادمة جمع سلاح المكوِّنات القبلية المختلفة بالإدارة الأهلية حتى تكتمل الحلقة الكاملة للإدارة الأهلية، من خلال تبصير المجتمعات وتنويرهم بمخاطر وأضرار السلاح في المجتمع.
تحذيرات الوالي
والي غرب دارفور “فضل المولى الهجا فضل المولى”، شدَّد على اتخاذ سلسلة من المحاذير للمواطنين من خلال تكوين محاكم لمخالفات جمع السلاح والعربات غير المقننة والجرائم المعلوماتية، ووجه السلطات بإكمال إجراءات السيارات المحصورة والتي بحوزتهم إشعارات، كما وجه القوات المشتركة ومعتمدي المحليات الحدودية مع دول الجوار بوضع خطة متكاملة لمراقبة ومتابعة حركة دخول الرعاة، ومنع الفزع الأهلي، وتكوين قوة مشتركة للطوارئ والتدخُّل السريع من الأجهزة النظامية لتأمين المزارعين والرعاة، بهدف تعزيز الاستقرار والأمن، وأشار الوالي إلى خطة محكمة لولايته مجهَّزة بكامل المعدات اللوجستية والعتاد العسكري لإنفاذ الخطة، لافتاً إلى أن عملية جمع السلاح في المرحلة الأولى ستكون طوعاً، بينما المرحلة الثانية قسراً، وأكد الوالي لدى مخاطبته عمليات جمع سلاح الإدارة الأهلية والقوات المسلحة والدفاع الشعبي بأن الدولة قادرة على جمع السلاح ومجابهة كافة التحديات والصعاب، وجدَّد عزم حكومته على إنفاذ قرارات رئاسة الجمهورية، وأضاف: إن السلاح أصبح المهدد الأساسي للاستقرار وزعزعة الأمن بدارفور.
الإدارة الأهلية تُرحِّب
وفي السياق أشاد سلطان عموم دار مساليت “سعد عبد الرحمن بحر الدين”، رئيس الإدارة الأهلية بتجاوب قيادات الإدارة الأهلية لإنقاذ قرارات رئاسة الجمهورية بشأن جمع السلاح، وقال إن الإدارة الأهلية ستكون السند لجهود الدولة الرامية لإحلال السلام بالمنطقة، فيما وجه رئيس المجلس التشريعي “جعفر إسحاق محمد” قيادات وعضوية المجلس التشريعي بالتوجه إلى قواعدهم لتبصير مجتمعاتهم بمخاطر السلاح، وحث المجتمعات بالتعايش السلمي وبناء السلام الاجتماعي فيما بينهم، بينما أكد قائد القوات المسلحة بالولاية اللواء “قمر الدين فضل المولى” رئيس اللجنة الفنية لجمع السلاح جاهزية القوات النظامية في تنفيذ قرارات رئاسة الجمهورية لجمع السلاح، وحماية وتأمين المستقرين والرُّحل، أما مُنسِّق الدفاع الشعبي بالولاية “محمد عبيد حسب الله”، استعدت قواته للمساهمة في جمع السلاح وتحقيق الأمن والاستقرار، إلى ذلك أكد أمير المجاهدين بالولاية “حامد الضواي دبوك” أنهم سيكونون الذراع الأيمن لحكومة الولاية في إرساء دعائم التنمية والاستقرار، فيما أعلن رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين “فيصل محمد آدم” وقوفهم مع أطروحات الدولة، من خلال النزول إلى المجتمعات وتبشيرهم بأهمية جمع السلاح باعتباره مهدداً للأمن والتنمية.
انحسار مُعدَّلات الجريمة
وفي اللقاء الجامع للأجهزة الإعلامية الذي عقدته اللجنة الفنية لجمع السلاح أمس، بالجنينة، قدَّم نائب رئيس اللجنة اللواء ” طارق عطا” تنويراً مفصَّلاً عن الأوضاع الأمنية بالولاية، مشيراً إلى انحسار معدَّلات الجريمة، وذلك بفضل جهود لجنة الأمن وقيادات الإدارة الأهلية، وكشف عن خطة عسكرية متكاملة لمواجهة المراحل المتبقية لجمع السلاح، فيما استعرض مقرر اللجنة د” ياسر أحمد محمد” الخطة التشغيلية للجنة العليا، ودعا الأجهزة الإعلامية بضرورة تناول القضايا التي تسهم في تبصير المجتمعات بترسيخ قيم السلام الاجتماعي والتعايش السلمي وأهمية جمع السلاح ومخاطره على المجتمع، بالرغم من الشائعات التي ظل يروِّج لها بعض الدوائر، ولكن الخطوات التي تمت من قبل اللجنة العليا لجمع السلاح من أيدي الأجهزة النظامية وقيادات الإدارة الأهلية أصبحت واقعاً معاشاً في نفوس الكثيرين، وبات الأمر وشيكاً لإحلال السلام والاستقرار والتعايش السلمي وتحقيق الأمن والتنمية المنشودة بدارفور.