الحاسة السادسة
لماذا كل هذا الكذب؟
رشان أوشي
لم أجد مبرراً موضوعياً ومنطقياً لـ(بروباغندا) التي نفَّذها والي ولاية البحر الأحمر وزمرته من الحاشية والوزراء، الصورة الفوتوغرافية التي انتشرت كالنار في الهشيم على وسائط التواصل الاجتماعي لسيادته ورفاقه وهم يستدبرون بوابة حلايب ويستقبلون مدينة أوسيف التي تبعد بضع كيلو مترات من مدينة بورتسودان، تلك الصورة كانت أشبه بمسرحية هزلية، أبطالها من الكومديانات الفاشلين، والعاجزين عن إضحاك الناس.
من صاحب فكرة صلاة العيد في حلايب؟، ذلك الذي أوحى لوالي البحر الأحمر بتلك الفكرة لا شك أنه قصد إحراجه والسخرية منه، فالجميع يعلم من يحكم منطقة حلايب الآن، والأمر ليس سراً أو مدعاة للمكابرة، فقد تحدَّث السيد رئيس الجمهورية مراراً عن قضية حلايب واحتلال مصر لها، فهل أراد الوالي الهمام إقناعنا بأن سيادته اقتحم مدينة تقع تحت سيطرة دولة أخرى، وأدى بها صلاة العيد؟، أي غباء هذا.
ولاية البحر الأحمر تغرق حتى أذنيها في المشكلات الخدمية والإنسانية والسياسية. إن تفرُّغ الوالي لحل بعضٍ من هذه المشكلات لكان كسبه كبيراً لدى المركز، وإنسان الولاية البسيط،الذي عانى سنوات طويلة من انصرافية الحكام، وظلم وتهميش المركز السياسي له، فمازالت أحياء بورتسودان الطرفية تعاني العطش والتلوُّث، وتغرق بقية مدن الولاية في مجاعة حذَّرت منها منظمات الأمم المتحدة عدة مرات بلا استجابة، وتلوُّث مياه الشرب في الأنهار الموسمية ما أفرز أمراض أضحت سمة من سمات المنطقة برمتها.