رأي

المشهد السياسي

موسى يعقوب
مبادرة الشعبي طيبة ومقبولة
من بشريات عيد الأضحى المبارك الكثيرة كانت مبادرة حزب المؤتمر الشعبي الخاصة بوقف الحرب والسلام العام في البلاد.. متسمة ومتوشِّحة بالمصداقية والشفافية والحرية.. ووجهت اهتمامها الخاص بالأحزاب والجماعات والرموز المعارضة والممانعة التي لم تدخل في الحوار السياسي والمجتمعي الكبير الذي كانت له مخرجاته التي أُنزل الكثير منها على أرض الواقع دستورياً وتنفيذياً.
المؤتمر الشعبي وزعيمه الدكتور “علي الحاج” ليس بعيدين عن سائر الأطراف المنخرطة في الحوار وتلك المعارضة والممانعة والتي يرجى لها منها أن تقدِّر حاجة البلاد لوقف الحرب والسلام.
والحال كذلك، فالفكرة لم تأت من فراغ ومن خلفها الدكتور “علي الحاج” الذي التقى بأولئك جميعاً من قبل وهو المقيم بالدولة الألمانية وواسع الحراك والاتصالات، حفظه الله، حتى اكتمل مشواره أخيراً بأن صار الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي في الداخل والمعروف بعلاقاته مع الحزب الحاكم وغيره ونجاحه بعد جولات الحوار الوطني الطويلة والأحزاب الأخرى المعارضة والممانعة للحوار وحاملة السلاح من حركة شعبية وجماعية دارفورية.
ونحسب أن استهلاكه لمبادرة السلام بالمعايدة مع الإمام “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي، وهو أكبر الممانعين والمعارضين سياسياً وله علاقاته بالآخرين، كان استهلالاً جيداً ولا بد منه والتاريخ بينهما في العمل السياسي والفكري طويل.
الإمام “الصادق” من جانبه رحب بالمبادرة وما اشتملت عليه من ركائز مطمئنة وهي المصداقية والشفافية والحرية وصولاً إلى السلام الشامل ووقف الحرب. وحزب المؤتمر الشعبي لم يكن بعيداً عن التيارات الأخرى التي عمل معها وفي إطارها السياسي السيد “الصادق المهدي” في مؤتمر باريس ونداء السودان وغيرهما.
وبعد هذه الخطوة هل يصل حزب المؤتمر الشعبي إلى مبتغاه وهو يوجه جهده إلى المعارضين والممانعين ومنهم الحزب الشيوعي السوداني الممانع بعنف وقطاع الشمال المنقسم على نفسه وزعاماته ومبادئه كما بدر مؤخراً.. وحركات دارفور التي تعاني ما تعاني، أيضاً، ولم يبق لها إلا أن تنخرط في إلقاء السلاح جانباً والعمل بالسياسة كما فعل آخرون؟..
في ظل هذه الظروف والمعطيات وعلاقات المؤتمر الشعبي وقياداته بالآخرين نتصوَّر أن المبادرة ستجد قبولاً وربما أتاحت مخرجاً للجميع ما هم فيه، ولا نستثنى منهم أهل الحوار الوطني المجتمعي والسياسي الذين قطعوا شوطاً بعيداً في مخلصات الحوار وتنزيلاته وظل بابهم مفتوحاً لمن يود أن يلحق بهم بلا نهاية.
مبادرة المؤتمر الشعبي ربما قصَّرت الطريق على ما يجري من محاولات من جهات خارجية لردم الهوة بين أطراف الحوار من قطاع شمال وحركات دارفورية وحكومة.. فإن توقد شمعة خير من أن تجلس وتلعن الظلام؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية