رأي

عز الكلام

هانت السودانية
ام وضاح
لا أخشى ولا أتوجس في حياتي وانظر بعين الريبة والشك، كما أفعل حين تكون لجنة ما للاستقصاء من مشكلة أو قضية أو إخفاق إداري أو مالي يحدث في إحدى المؤسسات لأن هذه اللجان غالباً ما تكون بداية النهاية للموضوع، لكن ليس كما يتبادر للإذهان بحدوث الوضع الطبيعي وصولا للمخفقين والمقصرين ومحاسبتهم ومسألتهم بنص القانون وروح المسؤولية لذلك أضع يدي في قلبي انتظاراً لما ستسفر عنه اللجنة التي كونت للاستقصاء والتحقيق في الفضيحة المدوية التي حدثت تفاصيلها الأسابيع الماضية، وأخبار العاشرة مساءً تغيب لأول مرة عن شاشة الفضائية الأولى، شاشة القناة السودانية، واقول الأولى بحكم رسميتها وقوميتها وأقدميتها، ثم تكررت الفضيحة والتيار الكهربائي ينقطع عن التلفزيون، ويغيب الشعار وتغيب البرامج بسبب الفاتورة إذ يبدو أن غياب الروح الذي ظلت تمارسه بتقديم برامج بائسة وأفكار مكررة ومحنطة ما عاد كافياً لتختفي البرامج نفسها وتسود الشاشة في يوم حزين لا يرضاه أي سوداني غيور، لكن كمان خلوني اقول إن “فرعون” لما سألوه: مين فرعنك؟ قال ما لقيت حد يقول لي لا، وهكذا هي الفضائية السودانية استمرأت الفشل وبوار البضاعة دون أن يجد أحداً من يسأله، وظل عيارها فالتاً من غير لجام ولا فارس يقود رسنها.
ما حدث في تلفزيون السودان وضع طبيعي ومتوقع طالما الحكومة تبحث في من يديرها صفات خاصة جداً وحصرية أولها أن يكون داجناً بشكل يجعله موالياً ومنحازاً للحزب الحاكم ليحول القناة من قومية إلى شبه مؤتمر وطنية، لا يخرج عن الطوع ولا يتمرد بفكره وربما أن كل من مروا بها لم تتوفر فيهم المطلوبات، كما توفرت في شخصية المدير الحالي “الزبير عثمان أحمد” الذي وصلت في عهده الفضائية السودانية، حداً من التراجع والضياع ما يجعلها راكوبة آيلة للسقوط ولا تقوى على احتمال زخات المطر.
والرجل لا يدرك خطورة الكرسي الذي يجلس عليه إلا من خلال السفريات التي يوفرها له وقد أصبح مديراً بجناحين ومن جلاس الكراسي الأولى بحكم المنصب الرفيع والأكثر بؤساً في القصة كلها أن الرجل كسرته. لوبيهات المصلحة داخل القناة العتيقة وهزمته ديناصورات الإقصاء التي جعلت من القناة مأكلة وسبيل تغرف باسمه صباح مساء من غير إبداع ولا جمال ولا جديد ولا تجديد، فهجرت حوش الفضائية السودانية أرتال المبدعين وأطياف صناع الدهشة والجمال، وتركوها خاوية على عروشها مملوكة بالكامل للسمك الكبار ولا عزاء للصغار الذين يشاهدون المهازل ولا يملكون القدرة على تغييرها وخاتين الخمسة فوق الاتنين.
الدايرة اقوله إن ما حدث من إخفاق ما كان ( دايرلو) لجنة ولا قومة ولا قعدة ما حدث عايز قرارات حاسمة استبشرنا بها عندما ضرب سعادتو “بكري” عصاه داخل الاستديوهات وتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفننا حتى وصلنا إلى ميس المهزلة بغياب أخبار العاشرة التي كانت ملتقى عيون أهل السودان ومصدر أخبارهم ومحل ثقتهم، بل كانت قناة السودان قناة الإلهام والجمال على عهد “محمد الحسن السيد” و”عصام الدين الصائغ” و”بدر الدين حسني” والفخيم الأنيق “عمر الجزلي” و”الصباغ” و”اسحق” و”أحمد سليمان ضو البيت”.
وقائمة طويلة من العباقرة النادرين في الجنة الهناء استعجلوا قراراتكم خاصة والموضوع واضح كما شمس أغسطس ولا يحتاج إلى لت وعجن فمن ينقذ سفينة القومي من الغرق..
كلمة عزيزة
درست في المدارس الابتدائية أن السودان هو أكبر مصدر للثروة الحيوانية، وظلت المعلومة بالنسبة لنا حتى الآن ثابتة وراسخة، لكن الدرسناه حاجة.. والحاصل حاجة تانية واللحوم هي من أغلى السلع في الأسواق، والخراف الآن لا يقوى على شرائها إلا أصحاب الإمكانيات المحترمة، بل وصلنا حداً أن نشتري خراف الضحية بالكيلو وهو ما لا تفعله بلاد لا تعرف الفرق بين التيس والخروف حتى متى ستظل ثرواتنا مجرد معلومات على ورق لا قطن طويل التيلة لا بترول لا دهب ولا حتى سكر أو مولاص.
كلمة اعز
والله اشعر بالفخر كلما شاهدت سودانيا يبرع ويبدع محللا في الفضائيات الخارجية، شعرت بالزهو وأنا أشاهد الأخ الزميل “خالد الإعيسر” من داخل استديوهات البي بي سي ثابتاً واثقاً مثقفاً متملكاً لمعلوماته، برافو “خالد” وتسلم بارا الجابتك!!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية