مسألة مستعجلة
البناء والجاهز والأفقي!!
نجل الدين ادم
رغم اجتهاد ولاية الخرطوم، في توزيع الخطط الإسكانية على الراغبين واحدة تلو الأخرى، ومنح كل مستحق قطعة أرض، إلا أن الكثير من هذه المساحات ظلت قابعة بلا مباني أو معاني، وتنعدم الخدمات الأساسية فيها بسبب أن أصحاب هذه الأراضي يتخندقون في منازل الإيجار على أمل أن تصل الخدمات، وبذلك يتعذر اكتمال الحي بالسكان إلا بعد سنوات طويلة.
في الآونة الأخيرة اتجهت الولاية إلى البناء الجاهز عبر صندوق الإسكان التابع لوزارة التخطيط العمراني، وقد وجد نجاحاً كبيراً، واستطاع أن يتمدد في بقية محليات الولاية، بل بعض الولايات الجارة، ميزة هذه المباني أنها وطّنت الناس في سكن، سهل على المواطن اتخاذ قرار بـ(الرحول) إليه، سيما وأن الصندوق قلب الصورة، حيث قام بإيصال الخدمات أولاً من ثم البناء، وهو ما ساهم في التمدد وإقبال الناس على هذا النوع من السكن، وميزة هذا السكن أنه تجاوز الخطط الإسكانية القائمة منذ عشرات السنين.
بعض المناطق تم فيها بناء رأسي، وهذا أيضاً سهل من عملية الاستقرار للمواطنين وخلق ميزة تفضيلية أعانت الولاية في إيجاد السكن لأعداد كبيرة من طالبي المنازل، وغالباً ما يكون هذا النوع من السكن في شكل شقق مساحة منزل واحد مثل (400) متر مربع يمكن أن تسكن نحو (20) أسرة في وقت واحد، وهذه أيضاً تسهل من عملية تقديم الخدمات الأساسية في حالة تعذرها.
وما يحمد للحكومة من أعلى مستوياتها، أنها شجعت نهج التمدد الأفقي أو الرئاسي في معالجة السكن بالعاصمة الخرطوم والولايات الأخرى، وتجربة صندوق الإعمار برئاسة د.”غلام الدين عثمان” شاهدة على ذلك، الآن قامت العديد من المدن السكنية والفضل في ذلك يرجع لرئاسة الجمهورية في تبنيها لخطط أو برامج معالجة السكن للمحتاجين بما تيسر، كسبت المساكن الجاهزة ثقة المواطن ووجدت القبول الكبير، لأنها لا تهيئ صاحب البناية للرحول في أقرب وقت.
الحكومة تحتاج لتعزيز الفكرة بصورة أكبر والعمل على بسطها في الولايات المختلفة، والله المستعان.