المشهد السياسي
الصين والسودان عهد جديد وعمر مديد
موسى يعقوب
ما يقارب الستين عاماً هو عمر العلاقة بين السودان والصين، وقد كانت علاقة وتواصل، أخذت بعدها الحقيقي في سنوات ما بعد الإنقاذ الوطني عندما بدأت مسيرة استخراج النفط السوداني الذي غادرت “شيفرون” الأمريكية مواقعه في مفتتح ثمانينيات القرن الماضي وحلت محلها الصين والهند وماليزيا وكان العبور.
جمهورية الصين الشعبية عندما خرجت من عزلتها وبدأت دورها العالم.. وكان في خطتها وذكرتها التاريخية (درب الحرير) الذي ربط بينها وبين العالم العربي.. والشهادة لله.. كانت علاقتها مع جمهورية السودان وقد أخذت بعدها الدبلوماسي الشعبي عبر منظمة الصداقة الشعبية العالمية أن وجهت النظر إلى العلاقة العربية الصينية التي أحيت فكرة طريق الحرير الذي امتد الآن إلى أفريقيا. فالصين علاقاتها واتصالاتها اليوم بالدول الأفريقية التي يعد السودان معبراً لها.
ومن الناحية الأخرى فقد خرج السودان من عزلته الاقتصادية والدبلوماسية بوصوله إلى الصين وشقيقاتها الآسيوية الهند وماليزيا.. وظل متكئاً على ذلكم وزلا يزال.. ولاسيما بعد زيارة السيد نائب رئيس الجمهورية الصيني إلى البلاد بالأمس، وفي معيته طاقم فني وسياسي واقتصادي له اعتباره مما شكَّل قمة سودانية رفيعة.. وصفت معها العلاقة بين البلدين، حسب السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء القومي، بأنها شراكة إستراتيجية وتمثل أنموذجاً في علاقات التعاون والتواصل بين القارتين الآسيوية والأفريقية.
وهذا كله – أي ما قاله السيد النائب الأول ليس بعيداً عن الحقيقة.. فالسيد نائب رئيس الجمهورية الصيني الزائر جاء وفي معيته:
– دفعة جديدة من المساعدات قدرها (500) مليون يوان صيني.
– وإعفاء من ديون القروض الميسَّرة قدره (160) مليون دولار.
علاوة على هذا فقد برز في الأنباء دعم لمعهد “كنغنيوس” بجامعة الخرطوم وتوطيد روابط التواصل والتبادل الثقافي والأكاديمي بين الجامعات في البلدين.
وقال السيد وزير الخارجية السوداني البروفيسور “غندور”: السودان لن يرضى بالمساس بالأراضي الصينية ولا بكل ما يمس الصين.. فهي – أي الصين – تقف مع السودان في كل قضاياه وتدعمه.
وفي إطار دعم العلاقات تم توقيع مذكرات تفاهم تتصل بإعادة تأهيل قاعة الصداقة وإنشاء مسلخ غربي أم درمان بتكلفة (450) مليون يوان صيني.
وبالمقابل كان تكريم السيد نائب رئيس الجمهورية الصيني وسمع من الإشادة بالعلاقة مع بلده الكثير وهي تستحقه.. فهنالك ما يقول بأن العلاقة بين البلدين (السودان والصين) في عهد جديد وعمر مديد، ولابد أن لهذا مردوده على العلاقات السودانية مع الدول الأخرى ولا سيما تلك التي رفعت عصا الإكراه.. فجمهورية الصين الشعبية دولة صار لها بعدها الاقتصادي والدبلوماسي والسياسي العالمي.. وليست بعيدة عما يجري في العالم وهي صاحبة المبادئ والنظريات السلمية والإنسانية.