مسألة مستعجلة
زيارتان مهمتان
نجل الدين ادم
من المنتظر أن يصل إلى البلاد غداً (الأحد)، رئيس حكومة الوفاق الليبي “فائز السراج” في زيارة تستغرق يومين وهي الأولى للخرطوم.
تكتسب هذه الزيارة أهمية بالغة سيما وأنها تُعنى بإحداث تنسيق مشترك بين البلدين في كافة الملفات، في ظل ظروف معقدة تحيط البلدين، شعور الحكومة الليبية بأهمية السودان كبلد مجاور في هذا الصدد جعل رئيسها يفكر في هذه الزيارة.
فبمثل ما يتأذى “فائز” من “حفتر” الذي يتحصن بقواته في منطقة يتعذر على الحكومة الليبية القائمة الوصول إليها، أيضاً يتأذى منه السودان في كون أن الرجل بدأ في استقطاب بعض المرتزقة من حركات دارفور المسلحة لمساعدته في حربه مع النظام القائم في بلاده، لذلك أتوقع أن يتصدر الملف الأمني أجندة المباحثات على المستوى الرئاسي والوزاري.
عدد من الهموم المشتركة تجعل من الأهمية بمكان أن يكون هناك تنسيق في الملفات الأخرى من واقع الجوار الممتد مع ليبيا وما تعانيه ويعاني منه السودان في ذات الوقت، وهي قضية الهجرة وعمليات الاتجار بالبشر والذي يجعل من السودان دولة ممر، وليبيا محطة انطلاق إلى أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، هدوء الأوضاع في ليبيا يعني بالضرورة هدوئها في السودان، لذلك فإن الأمر يتطلب أن تكون هناك تفاهمات لمنع أي إضرار يلحق بأي من البلدين.
أتمنى أن تكون الزيارة ناجحة بكل المقاييس، وتحقق أهداف البلدين على المدى القريب والبعيد.
مسألة ثانية.. وصل نائب رئيس مجلس الدولة الصيني أمس، إلى البلاد في زيارة تعتبر الأهم من واقع أنها تأتي في وقت اتسعت فيه دائرة الحديث عن توقيف بكين لاستثماراتها في السودان، بسبب الديون المثقلة وعن نيتها الخروج من بعض المشروعات.
هذه الزيارة الرفيعة تأتي لتأكيد أزلية العلاقة بين البلدين واستمرار التعاون، فكل يحتاج لهذا التعبير الرمزي من خلال هذه الزيارة والتي تعني الكثير، ولعل ما حققته من مكاسب وخرج إلى الإعلام قبل أن تكتمل الصورة، يشير إلى نجاحها الكبير ويكذب في ذات الوقت مزاعم أن الصين تلملم أطرافها في السودان، فليس أقل من أن تكون الثمرة الأولى تبرع بكين بمبلغ (500) مليون يوان، وأعلن نائب رئيس الدولة هناك إعفاء (160) مليون يوان من القروض الميسرة على السودان.
اليوم ستنتهي هذه الزيارة الرفيعة وتختتم المباحثات، فلربما توالت البشريات اليوم، بأخرى لصالح شعب السودان ولصالح تعزيز أواصر الصلة وفتح المزيد من المشروعات الاستثمارية بين البلدين.. والله المستعان.