مخاوف تزايد حالات الإصابة بالسرطان تضع الحكومة أمام محك العلاج
هل تفلح العقاقير المجانية الجديدة في التخفيف من حدة المرض؟
تقرير – فاطمة عوض
تزايدت أعداد المرضى المصابين بمرض السرطان بالبلاد، ووصلت الحالات (120) ألف حالة، سنوياً تشخص بمركز الأورام بالخرطوم، وحصد المرض أعداد كبيرة ما يجعل الخوف من المرض وضعف الأمل في العلاج يتزايد وسط المرضى.. الآن برزت بادرة أمل في علاج مرض السرطان (سرطان الثدي والغدد الليمفاوية) بإدخال عقار جديد لعلاج المرض نسبة الشفاء عالية عبر شركة سويسرية تصل تكلفتها إلى (700) و(900) ألف جنيه.
قال “بحر إدريس أبو قردة” وزير الصحة الاتحادية، إن إصابات السرطان بالسودان تتراوح مابين (11-13) ألف حالة، سنوياً، وتوقع زيادة الحالات في حال عدم إنفاذ التدخلات اللازمة، وأضاف من المعروف أن العبء العالمي للأمراض غير السارية يتزايد، وقال إن مرض السرطان أودى بحياة (8,8) مليون نسمة، في العالم وأن أكثر من (70%) من الوفيات في البلدان منخفضة الدخل، حسب الصحة العالمية، وقال إن المرض يعترض التنمية، وكشف عن اتفاق مع شركة “روش” العالمية السويسرية للتصدي للسرطان، مؤكداً البدء في استيراد العقار وتخزينه بمخازن الإمدادات الطبية وتسليمه مراكز العلاج بتكلفة بلغت (80) مليون جنيه.
وأكد أن الدولة بذلت مجهودات كبيرة بالرغم من الظروف التي تعاني منها والحصار، وأشار إلى أن (30 -50%) من السرطان يمكن الوقاية منه حسب الدراسات والتجارب، وشدَّد على ضرورة وضع الخطط والسياسات، وأوضح “أبو قردة” أن الدولة تصرف ما قيمته (120) مليون دولار، سنوياً، لدعم علاج معظم الأمراض، مشيداً بشركة “روشي” السويسرية في تخفيضها (50%) من تكلفة علاج السرطان ما ساهم في تنفيذ الاتفاقية والشراكة والتي وقعتها الصحة الاتحادية عن حكومة السودان، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إنشاء العديد من المراكز العلاجية لمرض السرطان بعدد من الولايات، حتى توفر الوقت والجهد وتسهم في الحد من انتشار ومضاعفات مرض السرطان، مطالباً بالمزيد من التنسيق مع الجهات ذات الصلة.
وقال إن الحكومة قامت بتوفير عقار “الهيرسبتين” لعلاج سرطان الثدي بشراكة ذكية مع الشركة المصنعة شركة “روش” وسيتم توفير العلاج لجميع الحالات المستحقة لهذا العلاج بتكلفة بلغت (70) مليون جنيه، ويحتاج (20%) فقط، من مرضى سرطان الثدي لعقار “الهيرسبتين” لمدة 6-12 شهراً.
وأعلنت الإمدادات الطبية عن إدخال وتوزيع أدوية السرطان مجاناً بالبلاد على أن تتحمل الدولة (50%) من تكلفة العلاج وتخفيض (50%) من شركة “روش” السويسرية وتبلغ تكلفة علاج المريضة (720) ألف جنيه، ودشَّنت السيدة الأولى حرم رئيس الجمهورية “وداد بابكر” ووزير الصحة الاتحادي “بحر إدريس أبو قردة” إدخال وتوزيع أدوية السرطان بالمراكز العلاجية بالبلاد بالصندوق القومي للإمدادات الطبية.
وأعربت “بابكر” عن كامل تقديرها للعاملين بالقطاع الطبي والصحي، مستعرضة جهود الحكومة من أجل صحة وعافية المواطنين، مشيرة إلى أن الصحة أصبحت هماً دولياً يحتاج تضافر كافة الجهود لمجابهة التحديات الصحية.
وقال مدير المركز القومي لعلاج وتشخيص الأورام د.”دفع الله إدريس”، إن سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، ويمثل (20%) من نسبة السرطان، مشيراً إلى أن المركز يشخِّص أكثر من (120) ألف حالة، بالمرض سنوياً، وأشار إلى أن الحكومة تبنت العلاج المجاني للسرطان منذ الأمد ويتوفر العلاج بالأشعة وعلاج كيميائي مجاناً للمرضى، مؤكداً توفر خدمات العلاج في كل من: مدني والأبيض والقضارف وشندي ومروي، وأكد ضرورة زيادة مواعين العلاج بالأشعة.
وكشف عن إدخال العلاج من شركة “روش” العالمية، حيث تم إدخاله في أمريكا منذ (10) سنوات، وقال إن هذا الدواء مكلف جداً ويمنح زيادة في فرص العلاج، وأشار إلى أن نسبة شفاء سرطان الثدي في طوره الأول تصل إلى (90%)، وأشار إلى أن (90%)، من القارة الأفريقية لا يوجد لديها هذا العقار، حيث يبلغ سعر الجرعة الواحدة (25) ألف دولار، لافتاً إلى أن الشركة تنازلت عن (50%) من قيمة الدواء ودعمت الحكومة العلاج بـ (50%) ليوفر مجاناً للمرضى، ونوَّه “دفع الله” إلى أن العقار الجديد لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية من العقاقير التي زادت فرص الشفاء، وقال في كثير من الأحيان لا نكتبه للمرضى لأنه مكلف وفوق طاقة المرضى، وكشف عن اتجاه لتوسيع خدمات العلاج ونقل الخدمة للولايات بجانب وجود خطة لتوفير العلاج في المدن الكبيرة، الفاشر ونيالا وكسلا، وأكد أن عدم التوعية يجعل حالات الإصابة بالسرطان في السودان تصل متأخرة.
من جانبها قالت حرم رئيس الجمهورية “وداد بابكر”، إن السودان يظل يقدِّم الخدمات العلاجية مجاناً رغماً عن الإمكانيات المتاحة، مشيرة لتشكيل مجلس التنسيق الصحي برئاسة رئيس الجمهورية ما يؤكد اهتمام الرئاسة بالقطاع الصحي وتوفير العلاج بالداخل وافتتاح عدد من مراكز العلاج الكيميائي في (5) ولايات، وأكدت أن الدولة تسعى لتقديم العلاج الإشعاعي والكيميائي مجاناً، وتوفير الأدوية، وأضافت: لم يعد السرطان شأناً خاصاً أو مسألة فردية، وإنما شأن عام وأصبح ينعكس على حركات الإنتاج، مشددة على ضرورة التكاتف والتآزر وتنسيق الجهود للتصدي للمرض عبر توفير كافة المعينات.